نساء بلادي
يتردد السؤال التالي على شفاه بعض المتابعين لزياراتي لصاحبات الأعمال، وهو:
من أين لك الوقت لزيارة صاحبات الأعمال في الوطن بالرغم من كثافة عملك؟ وأعترف بدءًا أن نشوة السعادة تعمرُ وجداني كلما زرت إحدى مدن بلادي لسببين:
- أحدهما: أن السؤال مؤشر ثقة أعتز بها، وهو حافز لي للاستمرار رغم كل المشاغل التي لا تنتهي أبدا ما دمت ملتزمًة بمسؤوليتها.
- أما السببُ الآخر فهو: ما يضمره السؤال من احتفاء السائل بمتابعة صاحبات الأعمال ونشاطهن. والحق أقول:
إن نساء بلادي لهن استثمارات في الأعمال الحرة في مجالات مختلفة مثل: العقارات والتجارة والصحة والصناعة، وبينهن المهندسة والصناعية والتاجرة والطبيبة، ولهن نجاحات وإخفاقات مثل أي عمل ولقاءاتنا معهن في السنوات الأخيرة أثمرت الارتقاء بالعمل الحر مناقشة وجدلا وحوارا، ولكني أعتب علي بعض صحفنا أن تنشر أخبار أعمالهن مبتورة، أو تضعها في مناطقَ غير مقروءة، ولكن علينا أن نحتذي ببعض صحفنا التي خصصت ملحقا اقتصاديا للمرأة ولم تحصر أخبارها في ماكياجها وعباءتها، فهذه الأمثلة تمثل قدوة يجب أن يحتذى بها، ونموذجا ينبغي الاعتداد به حيث نبدأ بنشر ثقافة عمل المرأة الحر، بدلا من العزوف عنه، والإشادة به بدلا من تغييبه، والوقوف عند تفاصيله ودلالاته بدلا من تهميشه.
وأعتقد بوجود حواء في الغرف التجارية وجهودها في تقصي الحقائق وبالذات عن المشاريع الصغيرة، وجمع البيانات حول واقع عمل المرأة والمعوقات التي تُعانيها بالتنسيق مع الجهات المتعلقة بها مثل: أمانات المناطق والوزارات، وتفعيل الندوات والمؤتمرات التي ستضيف المعرفة للمرأة؛ وتتيح لهن تبادل الخبرات المهنية، وتوسيع رقعة أعمالهن.
وأحسبُ أن نساءنا قادرات على ذلك، لأن بعضهن يعاني فقر الموارد المالية والذاتية، وهن قادرات على الإنتاج فهل نتيح لهن فرص العمل بعيداً عن حلم الوظيفة الحكومية؟ ونستفيد من قدراتها ومهاراتها، وتجييرها على طريق التقارب بين المناطق التي ستعود عاجلا أو آجلا بالخير على اقتصاد هذا الوطن.