«أموال النفط» تقطع الطريق على صناديق التحوط وتنقذ اقتصاد العقارات

«أموال النفط» تقطع الطريق على صناديق التحوط وتنقذ اقتصاد العقارات
«أموال النفط» تقطع الطريق على صناديق التحوط وتنقذ اقتصاد العقارات

قبل أن تتدخل أبو ظبي وتتصدى لإيقاف أكبر حالة تعثر في تاريخ السندات الإسلامية، تسربت أنباء من داخل الصناعة تكشف عن الاستراتيجية التي أعدها تكتل من صناديق التحوط والتي تقضي بشراء صكوك ''نخيل'' بثمن متدن، وهذا ما حصل في الأسبوعين الأخيرين، وذلك من أجل زيادة نسبة المعارضين لإعادة الهيكلة، خيار ''نخيل'' المفضل، لتتعدى 25 في المائة من حملة الصكوك. وذلك ما سيسهم، بحسب الاستراتيجية الموضوعة، في ''إرغام'' الشركة العقارية على أن تتعثر بصكوكها، الأمر الذي يمهد الطريق لاقتناص الأصول الثمينة لنخيل و''دبي العالمية'' بثمن ''زهيد''. إلا أن أبو ظبي وأموال النفط، بحسب مصادر ''الاقتصادية''، قطعت الطريق على خطط مديري صناديق التحوط الحذقين. من ناحيتهم، ذكر متعاملون في صناعة السندات الإسلامية أن هناك توجها لإلغاء بعض إصدارات الصكوك التي كان يزمع إقامتها خلال الأشهر القليلة المقبلة، نظرا لأن صكوك ''نخيل'' قد برهنت على أن هذه السندات التي تحصل على دعم ''سيادي ضمني'' غير مصونة من ''احتمالية'' التعثر.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

أبو ظبي، الإمارة الغنية بالنفط، تنقذ «صكوك نخيل» من وصمة الحصول على لقب أضخم حالة تعثر تشهدها سجلات صناعة المال الإسلامية.. وقد جاء تدخلها ليقطع الطريق على تكتل صناديق التحوط الذي بدأ في «تجميع» صكوك نخيل بغرض التأثير في عملية التصويت على إعادة الهيكلة وإرغام نخيل على التعثر. والغرض من الاستراتيجية هو الاستحواذ على أصول «دبي العالمية» بثمن متدن ومن ثم بيعها بثمن مرتفع.

قبل أن تتدخل أبوظبي وتتصدى لإيقاف أكبر حالة تعثر في تاريخ السندات الإسلامية، تسربت أنباء من داخل الصناعة تكشف عن الاستراتيجية التي أعدها تكتل من صناديق التحوط والتي تقضي بشراء صكوك نخيل بثمن متدن، وهذا ما حصل في الأسبوعين الأخيرين، وذلك من أجل زيادة نسبة المعارضين لإعادة الهيكلة، خيار نخيل المفضل، لتتعدى 25 في المائة من حملة الصكوك.

وذلك ما سيسهم، بحسب الاستراتيجية الموضوعة، في «إرغام» الشركة العقارية على أن تتعثر بصكوكها، الأمر الذي يمهد الطريق لاقتناص الأصول الثمينة لنخيل ودبي العالمية «بثمن زهيد.

إلا أن أبو ظبي، بحسب أحد المصادر لـ«الاقتصادية»، قطعت الطريق على خطط مديري صناديق التحوط الحذقين.

من ناحية أخرى، ذكر متعاملون في صناعة السندات الإسلامية أن هناك توجها لإلغاء بعض إصدارات الصكوك التي كان يزمع إقامتها خلال الأشهر القليلة المقبلة، نظرا لأن صكوك نخيل قد برهنت على أن هذه السندات التي تحصل على دعم «سيادي ضمني» غير مصونة من «احتمالية» التعثر.

فقد أسهمت الأحداث الأخيرة في تعقيد كثير من الأمور للجهات المصدرة بعد أن بدأ المستثمرون بالمطالبة بالحصول على «بريميوم» علاوة إضافية على عامل الخطورة (من احتمالية التعثر) الذي بدأ يتولد في الصكوك.

في حين كشف لـ«الاقتصادية» نيش بوبات، مدير أدوات الدخل الثابت في الشرق الأوسط لدى إي. إن. جي: «أن المستثمرين الدوليين لا يزالون حذرين في الوقت الحالي من مسألة الاستثمار في الصكوك، نظرا لعدم فهمهم بشكل كامل لحقوقهم القانونية».

وفي الأسبوع الماضي، أعطت إمارة أبو ظبي مبلغ عشرة مليارات دولار إلى دبي الغارقة في الديون، الذي كان بمثابة حبل للإنقاذ، حتى تبعد عنها شبح الإعسار في ديون الشركة العقارية نخيل بخصوص المستحقات المترتبة على سنداتها (4.1 مليار دولار)، حتى تظل الشركة الأم، وهي دبي العالمية، واقفة على قدميها حتى نهاية نيسان (أبريل) من العام المقبل.

وهنا يقول نيش:لو أن صكوك نخيل تركت لتصاب بالتعثر، فإن هذا من شأنه خلق قضية قانونية ضخمة في المحاكم يطول أمدها إلى حد كبير.

فلا أحد يريد أن يرتبط اسمه بأول حالة إعسار في أكبر إصدار للصكوك، وأن يشكل ذلك سابقة تظل سمة دامغة له».

وتكشف بيانات تحليلية حصلت عليها «الاقتصادية» مدى جسامة الوضع للصناعة الإسلامية في حالة «السماح» لصكوك «نخيل» بالتعثر.

حيث كان ذلك سيسمح بتضاعف معدلات التعثر في الصكوك الخليجية إلى معدلات غير مسبوقة وتاريخية تجعلها تتجاوز معدلات التعثر في السندات التقليدية وكذلك السندات الخردة.

يقول لـ «الاقتصادية»، جون ساندويك، مستشار إدارة الأصول والثروات الإسلامية في شركة John A. Sandwick، تصل نسبة التعثر للسندات bonds التقليدية في الأوقات العصيبة إلى نحو 5 في المائة.

ولو تعثر صكوك نخيل لوصلت هذه النسبة إلى 11.52 في المائة من إصدارات السندات الإسلامية التابعة للقطاع الخاص أو تلك الشركات المرتبطة بجهة سيادية في منطقة الخليج».

ويتابع ساندويك، الذي يعطي المشورة لبيوت المال الغربية حول إصدارات الصكوك: «كان ذلك سيعتبر معدلا مرتفعا تكسر فيه الصكوك الخليجية جميع أرقام التعثر التي سجلتها السندات التقليدية في أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها العالم».

## الأمريكان يتوجسون من الصكوك

وقبل إعلان دبي بشأن نخيل كانت هناك توقعات بأن ثقة المستثمرين قد بدأت تعود وأن السوق أصبحت أكثر تقبلا لمصدري الصكوك القادمين من القطاع الخاص لكن الاتجاه تغير الآن.

وقال مدير عام التعاملات المصرفية الإسلامية العالمية في كاليون بنك لـ «رويترز» سايمون ايدلي «هناك تحرك كبير يحدث الآن في أسواق الصكوك باتجاه الصكوك الأعلى تصنيفا ومخاطر الائتمان تزداد أهمية بدرجة كبيرة، لأن بعض الصكوك التي جرى التخلف عن سدادها لم تكن مصنفة.

#2#

غير أن إيدلي قال إن الإصدارات من جانب شركات عالية التصنيف أو هيئات سيادية لن تتأثر بمشكلات دبي، لأن أعدادا متزايدة من صناديق الاستثمار تلاحق عدداً محدوداً من الأصول ذات العائد الثابت للاستثمار فيها.

وفي حين أن المالية الإسلامية لم تكن هي السبب الأساسي في متاعب دبي العالمية، إلا أن الوضع يمكن أن تكون له عواقب عميقة على الصناعة، كما يقول أنور حسونة، وهو محلل ائتماني لدى وكالة موديز.

يقول إبراهيم مردم، كبير الإداريين التنفيذيين لشركة سراج كابيتال: «هذه ضربة كبيرة».

أحد العملاء، وهو إحدى الشركات الأمريكية، يجادل الآن في إمكانية تأجيل إصدار أحد الصكوك على ضوء أحداث الأسابيع الأخيرة.

ويتابع أنور في تصريحه لداو جونز إن سوق الصكوك «كانت على شفا موجة أخرى من الإصدارات الكبيرة».

أما الآن، فإن متاعب دبي العالمية تعمل على توليد مشاعر القلق والتوتر بين المستثمرين وشركات الإصدار على حد سواء.

من شأن ذلك دفع الشركات إلى تأجيل أو إلغاء إصدارات الصكوك، في حين أن المستثمرين سيطالبون بعلاوة إضافية على استثمارهم، وهذا من شأنه أن يجعل تكلفة التمويل أعلى من ذي قبل.

## صناديق التحوط

وقبل أن تتدخل أبوظبي، كانت صناديق التحوط تحوم في الفترة الأخيرة حول صكوك نخيل، حيث أكد ويل داف جوردون، وهو محلل استراتيجي لمؤسسة داتا إكسلبوررز، التي تتابع البيانات المالية: «إن نحو 5 في المائة من قيمة صكوك نخيل تم شراؤها من قبل مديري الموجودات في المؤسسات المتخصصة، وقد تقلصت هذه النسبة إلى الصفر تقريباً».

فالبنوك التي كانت توجد لديها صكوك نخيل كانت تشعر بالقلق من أن صناديق التحوط قد قامت بشراء كميات كبيرة من السندات للتأثير في تسوية بين الدائنين والجهة المصدرة.

وقال أشخاص مطلعون على الموضوع إلى زاوية داو جونز إن البنوك تفضل التوصل إلى اتفاقية لإعادة هيكلة ديون نخيل، وتجادل بأن صناديق التحوط تريد إرغام الشركة على التعثر لتقتنص الموجودات الثمينة.

يذكر أنه تم إيقاف التداول في صكوك نخيل، ولكنها كانت تتداول بين المؤسسات في السوق الثانوية، وبموجب نشرة الاكتتاب، فإنه يحق لحملة الصكوك المطالبة بأصول نخيل التي تدعم الإصدار أو موجودات دبي العالمية وهي الشركة الأم الضامنة للإصدار.

## جزيرة مانهاتن

وكان بعض حملة صكوك نخيل مترددين في مسألة حيازتهم على قطعة من الأرض الساحلية الجرداء بحجم جزيرة مانهاتن إذا تعثرت الشركة في سداد الالتزامات المستحقة على صكوكها.

حيث تشكل قطعة الأرض تلك جزءاً من مشروع دبي ووترفرونت، والذي تعتزم نخيل من خلاله إنشاء مدينة في ضعف حجم جزيرة هونج كونج.

وبحسب شهادة مراسل بلومبيرج، فإن الموقع خالٍ حاليا إلا من مجموعة من المباني شبه المكتملة، وبعض الروافع التي لا عمل لها، ومجموعة من الجمال الهائمة، وتعمل دبي العالمية على تأجيل المشاريع التي لم تبدأ بها بسبب الأزمة الائتمانية.

وكان مشروع ووترفرونت من بين أكثر المشاريع الطموحة في دبي العالمية. الملصقات التي تعلن عن المشروع شكلت جداراً بارتفاع عشرة أمتار وبامتداد يبلغ نحو الكيلومترين طولاً، على طول شارع الشيخ زايد المحيط بجزء من الأرض.

وفي الشهر الماضي نُزِعت الملصقات، وحل محلها لوحات صغيرة عليها شعار شركة نخيل، إلا أن المحللين يقولون إن الأرض، التي تبلغ قيمتها 15.5 مليار درهم إماراتي، كما جاء في نشرة الاشتراك بالصكوك في عام 2006، ربما تكون قد هبطت الآن بنسبة 50 في المائة.

### قائمة مثيرة للإعجاب

ونظرا لمعرفة صناديق التحوط باستحالة حصولهم على موجدات نخيل بسبب القوانين المحلية للإمارة، أصبحت العقارات المهمة التي تملكها دبي العالمية في بريطانيا وأمريكا الهدف الجذاب الذي تتركز عليه أعين الدائنين، خصوصا أن الأنظمة الغربية تسهل عملية المطالبة بها.

وأنشأت مجموعة دبي العالمية محفظة ضخمة تبلغ قيمتها 100 مليار دولار من الموجودات في العقارات الدولية والترفيه والسياحة.

من بين هذه الموجودات شركة الموانئ البريطانية بي آند أو P&O، وشركة التجزئة للبضائع الفاخرة «بارنيز» Barneys في ماديسون أفنيو، وحصة في السيرك الكندي المشهور Cirque du Soleil، وباخرة الرحلات الفاخرة «الملكة إليزابيث الثانية» Queen Elizabeth II.

وفي عام 2007 اشتركت مع مشروع الكازينو التابع لفندق ميراج مترو جولدْوِين ماير في لاس فيجاس لإنشاء كازينو في مركز المدينة بقيمة 8.8 مليار دولار.

الأكثر قراءة