توقعات باندماجات جديدة تشهدها سوق المقاولات السعودية خلال الفترة المقبلة
كشفت لـ«الاقتصادية» مصادر مقربة من قطاع المقاولات السعودي أن الفترة المقبلة ستشهد عددا من الاندماجات بين شركات مختصة بقطاع المقاولات لمواجهة تحديات السوق والذي يتوقع أن يشهد منافسة قوية في هذا القطاع نتيجة دخول شركات أجنبية إضافة إلى تفادي ضغوط الأزمة المالية العالمية التي مازالت تلقي بظلالها على الأسواق بشكل عام.
وشهد الأسبوع الماضي إعلانا عن أكبر اندماج في الشرق الأوسط بعد أن أعلنت 11 شركة مقاولات سعودية اتحادها لتكوين شركة اتحاد شركات المقاولات السعودية برأسمال متوقع يصل إلى أربعة مليارات ريال.
#4#
يذكر أن عدد شركات المقاولات المصنفة على مستوى السعودية يصل إلى قرابة خمسة آلاف شركة حسب تأكيدات ناصر الهاجري عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ورئيس لجنة المقاولين.
وحسب إحصائيات وزارة الشؤون البلدية والقروية فإن عدد الشركات المصنفة في المنطقة الشرقية 250 شركة.
وقال لـ»الاقتصادية» الهاجري إن للاندماج أهمية كبيرة جدا في إظهار شركات كبيرة قادرة على التنافس للاستحواذ على المشاريع الكبيرة في السوق السعودية، إضافة إلى منافستها الشركات العالمية التي دخلت السوق.
## السوق السعودية تغري على الاندماج
وأضاف الهاجري أن السوق السعودية مشجعة ودافع قوي نحو الاندماج نظرا لمشاريع البنية التحتية الكبيرة التي تشهدها المملكة والتي تحتاج إلى كيانات كبيرة قادرة على تنفيذها, مضيفا أن عمليات الاندماج متى ما عملت لها الدراسات والخطط الجيدة، فإنها ستسهم في إظهار كيان قوي ومنافس في ظل توحيد الإمكانات والقدرات الفنية والإدارية والمالية التي تتطلبها المنافسة للشركات العالمية التي دخلت السوق السعودية.
وبين الهاجري أن الاندماج من شأنه إنعاش الاقتصاد الوطني وإضافة قوة كبيرة له من خلال رؤوس أموال الشركات المدمجة،مبينا في الوقت ذاته أن السوق السعودية سوق كبيرة ومشجعة للاندماج نظرا لحجم المشاريع الكبيرة فيه.
## قلق الشركات على مستقبلها يؤدي للاندماج
#2#
وفي السياق ذاته أوضح الدكتور جاسم الرميحي الرئيس التنفيذي لشركة ةتحاد شركات المقاولات، أن المتغيرات الاقتصادية التي ظهرت أدت إلى قلق شركات المقاولات على مستقبلها الاقتصادي في البقاء والقدرة على المنافسة، ما حدا بهذه الشركات إلى البحث عن تحقيق التركيز الاقتصادي لمواجهة تلك المتغيرات، حيث توجد عدة وسائل لتحقيق التركيز الاقتصادي منها الاندماج الذي يكاد يكون أهم تلك الوسائل وأكثرها شيوعا لما يترتب عليه من مزايا.
## الاندماج ظاهرة عالمية
وأضاف الرميحي الذي أعلن الأسبوع الماضي اندماج 11 شركة مقاولات، أن ظاهرة الاندماج ظاهرة قديمة، وقد تنبهت لها دول العالم المتقدمة فعمدت إلى دمج عديد من الشركات في وحدات وشركات كبيرة وعملاقة قادرة على تحقيق أهدافها ومشاريعها التي أنشئت من أجلها، حتى أصبحت تلك الشركات قوية في الداخل والخارج، فاتجهت إلى الأسواق العالمية، مضيفا أنها تحقق السيطرة على السوق العالمية،حيث إن تركيز القدرات المالية والإدارية والبشرية تحقق للشركات المدمجة الأهداف والقدرة على المنافسة في الداخل والخارج.
## مشاكل تواجه الاندماج
وأوضح الرميحي أن هناك مشاكل تواجه الاندماجات منها عدم فهم ثقافة الاندماج الفهم الصحيح إضافة إلى عدم إعداد الدراسات السابقة ووضع الخطط المناسبة للاندماج لكي تتحقق الأهداف التي من أجلها عمل الاندماج ,مضيفا في الوقت ذاته أن نسبة الإندماجات التي تفشل تصل إلى 67 في المائة حسب الإحصائيات الحديثة التي أثبتت أن الاندماج ليس عميلة سهلة كما يتوقعها البعض،فهي عملية تتطلب مزيدا من الدراسات المستفيضة والوقت، فقد تستغرق بعض الدراسات للاندماجات ثلاث سنوات لكي يتم عمل الاندماج وفق الأطر والخطط المدروسة التي تحقق له النجاح.
وأشار الرميحي إلى أنه لابد من الاستفادة من التجارب السابقة للاندماجات لتلافي سلبياتها والاستعانة بشركات استشارية مالية أشرفت على عمليات اندماجات ناجحة ما يسهم في درء مخاطر فشل الاندماج.
#3#
وعلى الصعيد ذاته، قال المهندس كمال آل حمد الأمين العام المساعد لاتحاد الهندسة الخليجية إن اندماج شركات المقاولات يعد جزءا رئسيا من التنمية ولابد على الشركات أن تواكب الواقع وتحاول فهم فكرة الاندماج بشكلها الصحيح التي تهدف إلى تعزيز القوى والجهود في جهة واحدة وصهر القدرات والخبرات للظهور بشكل جديد للشركات المدمجة.
وأضاف آل حمد أنه لابد على الشركات التي تنوي الاندماج إعداد الدراسات والخطط اللازمة للسوق قبل عملية الاندماج, مضيفا أنه لابد على الشركات إعادة هيكلتها بعد الاندماج لتحصيل الفائدة منه، إضافة إلى أنه يجب على الشركات المدمجة إعادة هيكلتها كل فترة بعد الاندماج لاستمرار نجاحها.
## التجارب العالمية في الاندماجات يستفاد منها
أوضح آل حمد أنه يجب على الشركات التي تنوي الاندماج الاستفادة من الخبرات العالمية ومن الشركات التي اندمجت وشكلت كيانا واحدا قويا،حيث شهدت السوق العالمية عددا كبيرا من الاندماجات الناجحة والتي ينبغي الاستفادة منها,موضحا أن هذه الشركات وضعت الخطط والدراسات الجيدة ما أساهم في نجاح اندماجها.وبين آل حمد أن هناك اندماجات فشلت بسبب قصور في فهم الاندماج بشكله الصحيح ,مبينا أن السعودية تملك سجلا كبيرا في مجال المقاولات لابد من اندماجها الاندماج الصحيح والمبني على أسس سليمة وتشكيل كيانات كبيرة قادرة على المنافسة في السوقين المحلية والخارجية