وسائل الإعلام الأجنبية استغلت أزمة «نخيل» لـتشويه صورة الصكوك الإسلامية
قبل بضعة أيام فقط كان الحديث حول السندات الإسلامية يدور ضمن سياق الحديث عن «جنرال إلكتريك» التي أصدرت صكوكا بقيمة نصف مليار دولار. أما الآن فقد أصبحت هذه السندات، قبل عهد ليس بالبعيد، مرادفة لأسوأ عاصفة تضرب الأسواق العالمية خلال عدة أشهر.
أجمع متعاملون في صناعة المال الإسلامية أن الأحداث الدراماتيكية التي مرت بها صكوك «نخيل»، أسهمت في جعل وسائل الإعلام العالمية تقدم صورة خاطئة للمستثمر الأجنبي حول جدوى الاستثمار في الصكوك،.
الأمر الذي أسهم في جعل سمعة الصكوك «تشوه» في وسائل الإعلام العالمية بعد أن أصبحت صكوك «نخيل»، على الأقل في الأسبوعين الأخيرين قبل تدخل أبوظبي، مرادفة لكلمة «تعثر». وطالب بعض الإعلاميين الاقتصاديين، الذين تحدثت معهم «الاقتصادية»، بألا يتم «الحكم» على الصناعة بأكملها استنادا إلى الصورة التي تكونت عن صكوك «نخيل». وخالف جون ساندويك، مستشار إدارة الأصول والثروات الإسلامية الجميع عندما أشار إلى أن «الإخفاق التام» لشركة نخيل كان له «أثر إيجابي غير متوقع»، وذلك من حيث أنه لفت أنظار كثير من الناس، الذين ليسو على دراية بوجود شيء اسمه المالية الإسلامية، إضافة إلى مفهوم السندات المتوافقة مع الشريعة».
لكنه استدرك قائلاً: «هذه مجرد ظاهرة قصيرة العمر»، في إشارة من الخبير الأمريكي، الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، بأن «نخيل»، تمكنت في ظرف 14 يوما، من تقديم «زخم تسويقي»، لم يكن له مثيل، لمفهوم الصكوك، وذلك مقارنة بالسنوات الست الأولى لسوق السندات الإسلامية.
من كانساس إلى كيوتو
تضررت سمعة السندات الإسلامية في وسائل الإعلام العالمية بعد أن كان الاعتقاد السائد لدى الجميع أن صكوك «نخيل» ستتعثر، قبل أن تتدخل أبو ظبي في الساعات الأخيرة. وأسهم ذلك الانطباع في تلطيخ سمعة صناعة المال الإسلامية التي كانت تتفاخر في السابق بعدم تأثرها بالأزمة المالية
وقال برناردو فيزكاينو المدير التنفيذي لشركة، AMSAR للاستشارات الشرعية للمنتجات المصرفية: «ما يجعلني أشعر بالقلق هو الإشارة المرسلة إلى السوق: كل شخص من كانساس إلى كيوتو يقرأ الأخبار والافتتاحيات حول الصكوك، وسيظل تعريف الصكوك ملتصقاً بصورة لا تُمحى بكلمة (التعثر) وهذا أمر يؤسف له».
وتساءل بول ووترز مستشار لمكتب «بينير» للمحاماة: لماذا يصرخ الناس ويدعون إلى «نهاية المالية الإسلامية والصكوك» في كل مرة تواجه هذه الصناعة مواقف عصيبة، في إشارة منه إلى حالة صكوك نخيل».
في حين قال بليك جولد، الكاتب الاقتصادي الذي يعمل لدى شركة «ماركيوم كابيتال» الأمريكية: «سلطت إمكانية تعثر نخيل في تسديد التزاماتها المالية على سنداتها الأضواء على الصكوك لجميع الأسباب الخاطئة، خصوصاً دون ظهور أية حلول للأزمة حتى الآن باستثناء مبلغ الإنقاذ المقدم من أبو ظبي إلى المستثمرين».
وتابع في مقابلته مع الاقتصادية: «لكن من جانب آخر لم يقع حتى الآن ضرر كبير على سوق الصكوك وصناعة المصرفية الإسلامية. إذا لم تنته عملية إعادة الهيكلة بالتوصل إلى حل ناجع، أو إذا اعترض الفقهاء الشرعيون على خطة إعادة الهيكلة المعتمدة، فسيقع ضرر أكبر على صناعة المال الإسلامية».
وتتفق فاطمة باعشن، محررة مساعدة لدى مؤسسة ريد موني الإعلامية بأن الجانب الإيجابي لحالة «نخيل» يتمحور حول أن عدداً كبيراً من الناس «أصبحوا الآن يعلمون بوجود المصرفية الإسلامية والصكوك»، إلا أنها استدركت بأن تلك الصورة الإيجابية قد لا تكون «جيدة» في هذا السياق بالتحديد (تعني سياق التعثر). وتابعت: «على ما يبدو فإن الناس (ومعظمهم من الخارجين عن الموضوع) يتوقون إلى الحكم على الصناعة بأكملها (تقصد الإسلامية منها) استناداً إلى الصورة التي رآها الناس عن «نخيل» على أنها تنطوي على إمكانية التعثر».