التفكير الإبداعي.. منظور إداري لتجاوز الخلافات

التفكير الإبداعي.. منظور إداري  لتجاوز الخلافات

غالباً ما يتم التعامل مع التفكير الإبداعي كعبد تابع للنشاطات العملية التي هي بحاجة إلى مساعدة من جانب الابتكار. والفكرة هي أن الحشود الذين تحركهم الجداول الحسابية، والمتدربين الحاصلين على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وأصحاب الأدمغة التي يغلب عليها نشاط جانبها الأيسر، قاموا بعصر كامل القيمة التي يمكن أن يستخرجوها من أساليبهم. ولإصلاح الأمور، فإن كل ما تحتاج إليه هو «مبدعون» من أصحاب الأدمغة التي يغلب عليها الجانب الأيمن، من الذين يرتدون الياقات البيضاء، ويكونون أفكارا عن أطنان من المفاهيم، ويولدون فرصاً جديدة.
الأمر الأول هو أن الانزعاج حول هذا الشأن في الخروج من مجموعات الجداول الحسابية. وهل يمكن أن يسهموا بطريقة هادفة؟ بالطبع. إن التفكير الإبداعي وحده لا يكفي، ولكن فقط عندما يمتزج بتفكير النشاط العملي الراسخ، يمكن حينها أن يحقق مزيجاً قابلا للتوسع الشديد.
ولكن مجرد الحديث عن «التفكير الإبداعي»، و»تفكير النشاط العملي» محدود. وإن إحدى الحقائق غير الخفيّة عن «التفكير الإبداعي» هي أن جزءا كبيراً منه هو عبارة عن «تفكير علمي اجتماعي». ويتحدث المفكرون المبدعون عن كونهم «يتمحورون حول الإنسانية»، والتعاطف»، وأن الأدوات التي يستخدمونها لتحقيق هذه الأهداف هي أساليب مقترضة من علم الإنسان، والاجتماع.
هنالك مجالات أكاديمية أخرى يمكن أن تساعد النشاطات العملية في الابتكار. فقد تعلم مؤسسا شركة، أديبتيف باث، جيسي جيمس جاري، وجيفري فين، في كليات الصحافة. وإن معظم نجاح شركتنا نتج عن الاستفادة من أساليب الصحافة في جمع المعلومات، وإيجاد القصة الجوهرية، وسردها بدقة. ويمكن النشاطات العملية أن تستفيد بالتأكيد من مثل هذا «التفكير الصحافي».
ويمكن قول الأمر نفسه عن علوم المكتبات، والتاريخ، والفنون الجميلة. وإن الأشخاص من أصحاب هذه الخلفيات التنظيمية يمكن أن يجلبوا معهم جوانب مميزة للنظر بها إلى عملنا في أديبتيف باث، وذلك بالسماح بوصول الأفكار النيرة التي لا يمكن الوصول إليها لو أننا جميعاً كنا من تركيبة واحدة.
وإن الانقسام المتصور بين «تفكير النشاط العملي»، و«التفكير الإبداعي»، أمر أحمق. ففي هذا العالم المعقد بصورة شديدة، نحن بحاجة إلى ضم تنوع واسع من وجهات النظر لمواجهة أية تحديات يمكن أن تواجهنا. وبينما من الحكمة أن نشكك في تفوق «تفكير النشاط العملي»، بتحويل التركيز فقط إلى «التفكير الإبداعي»، وهو أمر يعني أنك ستفوت فرصاً لا عد لها.

الأكثر قراءة