القياس والعودة إلى هيبة الثانوية
يعيش طلاب المرحلة الثانوية حالة نشطة من الزهو والحماس نتيجة خوضهم تجربة جديدة هي اختبارات المركز الوطني للقياس، ومنبع الحماس هو التحدي الذي أشعلته أسئلة الذكاء (القدرات) التي تعتمد على الذكاء والمهارة وأيضاً أسئلة التحصيل العلمي في المواد التي سبق أن درسها الطالب.. هذا الحماس والتنافس هو ما يريده في النهاية التعليم أن تكون للطلاب دافعية ورغبة شديدة للتنافس.. لكن هل هذا كاف أم هل هذا جل ما يريده المخططون في التعليم؟ وحتى لا نظلم طلابنا لا بد من المكاشفة والوضوح من الجهات التي تخطط لهم المركز الوطني للقياس ووزارة التربية والتعليم. وإيضاح الحقيقة بأن ما يملكه مركز القياس من درجات ونسب هي 70 في المائة في حين أن وزارة التربية لا تملك في شهادة الثانوية سوى 30 في المائة أي أن الجهة الأقوى نفوذا هي المركز الوطني، بينما تصبح وزارة التربية الحلقة الأضعف، إذن لماذا لا يعاد تقسيم الدرجات لتصبح الشهادة الثانوية 40 في المائة والقدرات 20 في المائة والتحصيلي 40 في المائة ليكون التحصيل العلمي أسئلة الوزارة وأسئلة مركز القياس 80 في المائة في حين يكون اختبار الذكاء والقدرات 20 في المائة.. فالقدرات اختبار قد لا يحتاج إليه جميع الطلاب في المرحلة الجامعية باستثناء تخصصات معينة تعتمد على الذكاء وقدرة الطالب على الإدارة والقيادية.
ما يحدث الآن أن الطلاب انشغلوا باختبارات القياس في الاستذكار والمراجعة وحل الأسئلة السابقة والدخول في دورات مسائية، كما أن المدارس انشغلت معهم باختبارات جانبية ومراجعة لأسئلة القياس السابقة والتمرن على حلها.
وزارة التربية والتعليم عدلت من مواعيد اختباراتها عبر تقديم اختبارات الدور الثاني أسبوعين من نهاية اختبارات الدور الأول، وبذلك يكون هناك وقت كاف لإجراء اختبارات القياس لطلاب الثاني والثالث ثانوي، وهذا يتيح لوزارة التربية الوقت في إعداد الطلاب لاختبارات القياس التي تشكل 70 في المائة من الدرجات، وبتخصيص حصص خلال العام الدراسي لتدريب وتمرين الطلاب على اختبارات القياس من خلال منهجية تقوم على الشرح والتوضيح ودفع الطلاب على التنافس للحصول على درجة عالية، وبذلك نكون قد هيأنا الطلاب للاختبارات التي قد لا يعرف بعض الطلاب أهميتها ودورها في الحصول على تخصصات يرغبونها أو الوقوع في تخصصات أقل من طموحهم فمن مسؤوليات وزارة التربية ومركز القياس توعية الطلاب وإعطاؤهم الفرص الكاملة في الشرح والتمرن والتدريب على اختبارات القياس. وأيضاً حماية شريحة واسعة من أبناء المجتمع في المناطق والمحافظات والقرى قد لا تعي وتدرك أهمية اختبارات القياس.. كما أن الوزارة ومركز القياس.. أيضا تقع عليها المسؤولية في حماية الشريحة التي لا تستطيع أن توفر وتؤمن لأبنائها لأسباب مالية وضيق ذات اليد مذكرات وكتب أو معلمين ومعاهد للقياس، فالعدالة وتكافؤ الفرص مطلب تربوي ووطني لإعطاء كل طالب الفرصة في التعليم والتدريب وتبقى الفروق الفردية في التحصيل والقدرات هي المعيار لحصول الطالب على التخصص الذي اختاره لنفسه.