عام النمو الاقتصادي المعتدل والتضخم الآمن والعائدات القوية في الأسهم العالمية
أكد مسح بنك أوف أميركا ميريل لينش لآراء مديري صناديق الاستثمار لشهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تطلع المستثمرين إلى عام 2010 باعتباره عام النمو الاقتصادي المعتدل، والتضخم الآمن والعائدات القوية في الأسهم العالمية. وتأتي هذه التوقعات الإيجابية على الرغم من الحركة النشطة للانسحاب من الاستثمار في أسهم البنوك. وأقر ما نسبته 28 في المائة من المديرين المشاركين في الاستبيان ضعف استثمارهم حالياً في أسهم البنوك، مقارنة بما نسبته 11 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر)، في تحول شهري ملحوظ بنسبة 17 في المائة.
وتعزز التفاؤل بشأن انتعاش الاقتصاد العالمي الشهر الجاري، حيث توقع ما نسبته 80 في المائة من المـشاركين نمــو الاقتصــاد العالمــي خلال الأشــهر الـ 12 المقبلة، بارتفاع ملحوظ عن نسبة 69 في المائة توقعوا ذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. كما توقع ثلثا المستثمرين عودة أسواق الأسهم إلى مستويات النمو التقليدية، أو أفضل منها.
ووصلت توقعات تزايد أرباح الشركات إلى أعلى مستوياتها منذ كانون الأول (ديسمبر) 2003، مما شجع الطلب على زيادة الإنفاق الرأسمالي. وقال ما نسبته 48 في المائة من المستثمرين إن الشركات لا تستثمر بالقدر الكافي. وفي مطلع عام 2009 اعتقد معظم المستثمرين بأن الشركات مفرطة في الاستثمار، ولا يزال القلق مهيمناً إزاء التضخم. وثمة نسبة متزايدة من المستثمرين تستبعد قيام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار فائدته قبل النصف الثاني من عام 2010 المقبل، وهو رأي كرره الأوروبيون بعد البنك المركزي الأوروبي.
وقال مايكل هارتنت كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم العالمية في شركة بنك أوف أميركا ميريل لينش: "يبدو المستثمرون أكثر تفاؤلاً مع قدوم العام الجديد، ويتطلعون لتحقيق إجمالي عائدات نسبتها 7.6 في المائة من أسواق الأسهم العالمية".
وتأتي التوقعات المستقبلية الإيجابية على الرغم من الأنشطة الحادة للخروج من الاستثمار في أسهم البنوك، حيث أقر ما نسبته 28 في المائة من المديرين المشاركين في الاستبيان ضعف استثمارهم حالياً في أسهم البنوك، مقارنة بما نسبته 11 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر)، في تحوّل شهري بلغت نسبته 17 في المائة.
من جهته، قال جاري بيكر كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم الأوروبية في شركة بنك أوف أميركا ميريل لينش: "قبل عام واحد، كان بالإمكان انتشار النظرة التشاؤمية حول الاستثمار في أسهم البنوك في جميع أنحاء الأسواق بسهولة، لكن يبدو أن هذه النظرة باتت مكرسة للبنوك الآن. كما لو أن المستثمرين يقولون إن بإمكانهم الاعتماد على تفاؤلهم بانتعاش الأسواق حتى من دون مساندة البنوك".
وأوضح الاستبيان أنه وبعد أشهر من المراقبة الهامشية للانتعاش الاقتصادي والتمسك بالأسهم الدفاعية، اندفع المستثمرون الأوروبيون في المراهنة على الاستثمار في الأصول الأكثر خطورة. بينما خفّض مديرو الاستثمار الذين شملهم المسح الإقليمي الأوروبي موجوداتهم النقدية وانتقلوا نحو الاستثمار في الأسهم المرتبطة بالدورات الاقتصادية.
وأشار 6 في المائة من الذين شملهم الاستبيان إلى ضعف استثماراتهم في الأصول النقدية مقارنة بـ 18 في المائة منهم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويتوقع ما نسبته 28 من خبراء الاستثمار الإقليميين تحسن العائدات في عام 2010 ولمدة خمس سنوات أعلى، بارتفاع ملحوظ مقارنة بنسبة 69 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ومن بين القطاعات المستفيدة من التفاؤل الجديد بانتعاش الاقتصاد العالمي، قطاعات المواد الكيماوية والموارد الأساسية والبناء. وعلى سبيل المثال، فقد شهد قطاع المواد الكيماوية ارتفاعاً إيجابياً بنسبة 37 في المائة مع زيادة عدد المستثمرين في هذا القطاع بنسبة 6 في المائة في كانون الأول (ديسمبر)، مقارنة بـ31 منهم أكدوا ضعف استثماراتهم في هذا القطاع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقال باتريك شويتز المحلل الاستراتيجي للأسهم الأوروبية: "انتقل المستثمرون من الاستثمار في المحافظ الدفاعية إلى توزيع استثماراتهم بطريقة متوازنة تقلص فعلياً من مخاطر احتمالات سوء الأداء أدنى من مؤشرات الأسهم.
ويعكس الاتجاه العام الذي شوهد في المسح العالمي انخفاض إقبال المستثمرين الأوروبيين على الاستثمار في أسهم البنوك بشكل ملحوظ. وأعرب 37 في المائة منهم ضعف استثماراتهم في هذا القطاع، بارتفاع ملحوظ عن نسبة 26 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وأظهرت نتائج الاستبيان أن الصين تدفع بعجلة النمو في الأسواق الصاعدة، في الوقت ذاته يعتقد 61 في المائة من مديري الاستثمار في منطقة آسيا - المحيط الهادي (اليابان سابقاً) أن الاقتصاد الصيني سوف يكون أقوى بعد الشهور الـ 12 المقبلة، صعوداً عن نسبة 44 في المائة خلال الشهر الماضي. وتتزايد الثقة أيضاً بالاقتصاد الكوري الجنوبي والتايواني، حيث أبدى 20 في المائة من المستثمرين رغبتهم في الاستثمار بالأسهم في كلتا السوقين في العام المقبل. علماً بأن 4 في المائة فقط من المشتركين في الاستبيان دعموا الاستثمار في سوق كوريا الجنوبية في الشهر الماضي، بينما خفض 4 في المائة منهم استثماراتهم في تايوان.
وتزايدت القناعات بقوة الدولار في حين تعتبر قيمة الذهب مبالغا فيها أوضحت نتائج الاستبيان رسوخ وجهات نظر المستثمرين حول ثروات العملات الرئيسية العالمية بشكل ملحوظ في الشهرين الماضيين. وأعرب المشاركون في الاستبيان عن ثقتهم وقناعتهم بأن الدولار الأمريكي سيقوى بينما يضعف الين الياباني. ويتوقع 37 في المائة من المستثمرين ارتفاع قيمــــة الدولار الأمريكـي خــلال الشهور الـ 12 المقبلة، مقارنة بـ 5 في المائة منهم ساندوا هذا الاعتقاد في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويتوقع ما نسبته 35 في المائة منهم انخفاض قيمة الين الياباني، بزيادة عن نسبة 11 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وفي حين سيحقق الدولار الأمريكي مكاسب، يتوقع انخفاض قيمة الذهب مع 50 في المائة من المستثمرين قالوا إن قيمة المعدن النفيس مبالغ فيها، بزيادة عن نسبة 40 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. واشترك في المسح العالمي ما مجموعه 213 مديراً لصناديق الاستثمار يشرفون على توظيف 617 مليار دولار أمريكي. واشترك في الاستطلاع الإقليمي ما مجموعه 179 مديراً يستثمرون 390 مليار دولار. وأجري المسح من 4 كانون الأول (ديسمبر) إلى 10 منه. وقام بالاستطلاع بنك أوف أميركا الأوراق المالية - ميريل لينش بمعاونة شركة الأبحاث TNS من خلال شبكتها الدولية في أكثر من 50 بلداً توفر خدمات استعلام السوق في أكثر من 80 بلداً إلى المنظمات الوطنية والمتعددة الجنسيات. وتأتي في المرتبة الرابعة بين مجموعة خدمات السوق في العالم.