هل ستنخفض أسعار العقارات ؟
هذا السؤال أصبح هاجس الجميع ويظن البعض خطأ أن الرغبة في نزول الأسعار حكر على متوسطي ومنخفضي الدخل فقط وهذا خطأ، إذ إن جميع الطبقات من رجال الأعمال والعقاريين والوسطاء يفضلون نزول أسعار العقارات ليكون هناك طلب على العقارات أكبر وأيضاً ليتمكنوا من الاستثمار بشراء عقارات منخفضة القيمة.
وللعودة للسؤال الرئيسي والجواب عليه والذي أصبح مثاراً للجدل بين جميع الأوساط وأصبح الكل يدلي بدلوه، فالبعض يتوقع انهيارا في الأسعار، والبعض يتوقع الثبات، والآخرون يتوقعون الارتفاع ولكن هناك مسألة مهمة يجب أن نعيها جيداً قبل الجواب النهائي وهي من يرفع ويخفض أسعار العقارات؟ الجواب . . . هو الله وحده! هو من يستطيع أن يرفع أو يخفض العقارات، وليس أي جهة كانت لا حكومية ولا أهلية ولا تجار العقار كم يظن البعض وهي مسألة تعتمد فقط على العرض والطلب، فإن كان هناك طلب يفوق العرض ترتفع الأسعار، وإن كان العرض يفوق الطلب تنخفض الأسعار، كما أن وجود جهات تمويلية توفر التمويل للطلب ولا توفره للمطور الذي يوفر العرض أيضاً يتسبب في ارتفاع قيمة العقارات.
وفي حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله هو المسعر، فعن أبي هريرة أن رجلاً جاء فقال: يا رسول الله سعّر، فقال(بل ادعوا) ثم جاء رجل فقال: يا رسول الله سعّر فقال (بل الله يخفض ويرفع وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة) أخرجه أبو داود الجزء التاسع، صفحة 319. وهو حديث حسن. وهذا الحديث يؤكد صدق المقولة التي تؤكد عدم إمكانية جهة أو فئة من التحكم في أسعار العقار، كما أن السوق العقارية هي سوق استثنائية من حيث ضخامتها وصعوبة التأثير فيها فلو أن أي دولة أو حكومة تستطيع أن تخفض أو ترفع أسعار العقارات لاستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف انهيار أسعار العقارات الذي حصل بسبب الأزمة الأخيرة .
والسوق العقارية السعودية بصفة خاصة لا تتأثر بسهولة بسبب أن معظم ملاك العقارات مستفيدون نهائيون منها، وغير مضطرين إلى البيع، سواء بالنزول أو الارتفاع، كما أن العقارات المرهونة للبنوك لا تمثل أكثر من 7 في المائة حسب الإحصائيات التي أصدرتها مؤسسة النقد، ما يوضح عدم وجود ضغوط كبيرة للبيع قد توجه السوق للنزول .
إن الطريقة الوحيدة لنزول أسعار العقارات في السعودية تكون عبر توفير عرض كبير من المشاريع السكنية أراضي كانت أو مباني تغطي حاجة السوق الفعلية لتوفير تعادل بين العرض والطلب وليس أي أمر آخر.