كراسي الأبحاث أصول لا مصروفات!
خطوة حسنة خطتها جامعة الملك سعود وتبعتها جامعات أخرىبإشراك قطاعات المجتمع أفراداً ومؤسسات في تبني مشاريع طويلة الأجل وذلك بالتبرع لتأسيس كراسي البحث العلمي، وتهدف هذه الخطوة إلى إثراء البحث العلمي في منحى من مناحي الحياة العلمية والعملية سواء كانت اجتماعية أو صحية أو اقتصادية أو غيرها. ولا شك أنه على المدى البعيد إن أحسن استثمارها وأخلص القائمون عليها لله أولا ثم للوطن، سنجني ثمارها جميعاً، وعلى الأخص إن صُرف عائد استثماراتها، لا رأسمالها، على الأبحاث المفيدة، وهذا ما يتم في أعرق الجامعات العالمية كنهج لتنمية استثمارات الأبحاث، بحيث يتنامى رأسمال محافظ الاستثمار على مر الأجيال، على الرغم من ضخامة الإنفاق على الأبحاث العلمية؛ إلى درجة أن أحد الصناديق الاستثمارية للأبحاث تفيض إيراداته السنوية عن مصروفاته، ويعد هذا الصندوق من أشهر الصناديق الداعمة للأبحاث العلمية محلياً وعالمياً.
قد نلتمس لجامعتنا العذر أحياناً في كونها حديثة التجربة في مجال الكراسي العلمية، وبعضها كجامعة الملك سعود مثلاً، عدلت فيما نسمع مسارها، حيث أسست شركة هدفها الأساسي تنمية الاستثمارات الذاتية، وباكورة إنتاجها ''وادي التقنية''، ومع ذلك لابد من الحرص التام على مأسسة إدارة الاستثمارات وإيجاد ضوابط صارمة للرقابة الداخلية والالتزام التام بلوائح وأنظمة حوكمة الشركات، مع إعطاء الخبز لخبازيه المحترفين سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات استثمارية.
أكرر مرة أخرى تهاني لمسؤولي الجامعات على استجلاب ومشاركة المجتمع في أنشطتها وأشد على أيديهم بضرورة الحرص على بناء الكيان المالي المتين والله أعلم.