«خلينا في ساعة رحمان»
منذ أن امتهنت الكتابة والوصية الذهبية من الأهل والأقارب ابعدي عن انتقاد الدوائر الحكومية «وخلينا في ساعة رحمان» وكلما حاولت أن أنتقد يجللني نداء أسرتي الحرف «ما يأكل خبز». وعندما ينتابني إحباط في توصيل حروفي، أحلم بأن أضع ما ألقاه وأقابله وأراه وأسمعه في مراجعاتي للدوائر الحكومية في قالب روائي.
ولكن صوت خادم الحرمين الشريفين لاجتثاث الفساد والرشوة أتاح لحروفنا أن تستيقظ بعد سبات عميق، أعماله وأقواله يدٌ تحاسب، ويد تواسي. فعهده عهد المصارحة والمكاشفة، فهل يعي المفسدون حقيقة ذلك ؟!
دائما ما يتحجج المفسدون لتبرير مواقفهم بقولهم: كارثة جدة ليست حديثة، وإنها تركة توارثها المسؤولون؛ وهذا لا يعني أن هناك مسؤولا وحيدا عن كل ما حدث لجدة من موت ودمار, ولكن هذا - أيضا - لا يعني أن نقف صامتين على رشوتهم وفسادهم، ونحجب الحقائق والمعلومات، ونسكت عن غرق مئات الأرواح. وإن حاولنا كيف نقنع أصيل ابن أختي ابن الأربعة عشر ربيعا الذي أنجاه الله – سبحانه – هو وأسرته بأعجوبة إلهية؟
من سيمحو تلك الأحداث من ذهن أصيل وجيرانه وأقرانه؟ من أجل مصلحة مَن نسكت عن قضية أصيل؟! أم علينا أن نلزم الصمت، وليذهب الشاكون والباكون، فهم متأزمون مخطئون متهورون يتركون مساحات جدة الواسعة ، ومنظر البحر الأزرق الساحر ، ويسكنون في الجبال وبطون الأودية (أناس فقرية)، ثم تطالعنا تصريحاتهم كلما ضاقت بهم السبل، وحوصروا بالحقائق الدامغة الواضحة، ويلجؤون بادعاء المصلحة العامة الوطنية؛ ليبرزوا خضوعهم وخنوعهم، فهم حريصون على مصلحة البلد!
وكل من يعري مواقفهم يتهمونه: بمائة تهمة وتهمة معلبة!
ولأن النفس لها يقظات ووقفات أقول:
مصلحة الوطن هي محاربة المفسدين الذين باعوا ذممهم لمصالح جيوبهم. واسأل حسرات المعذبين وزفرات المعانين تعطيك الخبر اليقين.
مصلحة الوطن حملة التوقيف الكبرى التي طالت مسؤولين وإداريين ومقاولين ورجال أعمال.
مصلحة الوطن قول الحق مهما بلغت تكلفته حتى لو كانت خيبة أمل علقمية.
مصلحة الوطن أن نعري كل مَن تاجَر بأرواح البشر وهذا ما حرص عليه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل اجتثاث ظاهرة الرشوة والفساد وحرصه على حضور اللجان المكثفة.
مصلحة الوطن أن لا أبعد عن الكتابة عن الدوائر الحكومية حتى ولو خالفت النصيحة الذهبية.