«تأنيث الوظائف»

أتساءل عما أعددناه من مشروعات لإصلاح منظومتنا العملية للمرأة بحيث تعِينُ فتاتنا على مواجهة تحدّيات يومها وغدها، وتُجنّبُها بعض الصعاب التي أعاقت مسارنا التنموي؛ لتكون هي فاعلةً للتنمية لا مستهلكةً.
لا أشك أن النشاطات الاقتصادية كافة التي تقوم بها المرأة السعودية تنعكس إيجابيًا على متغيرات الاقتصاد السعودي خاصةً تجاه توسيع القاعدة الاقتصادية.
وفي اجتماعنا في اللجنة الوطنية النسائية حاولنا تأنيث بعض الوظائف على حد سواء في جميع مناطق المملكة من جازان مرورًا بالرياض إلى الأحساء وما حولها؛ لأن عمل المرأة السعودية ما زال يتركز بصورة رئيسة على القطاع الحكومي الذي يوظف حالياً نحو 275 ألف سعودية، ويمثل هذا العدد نحو 84 في المائة من النساء السعوديات العاملات في المملكة. ونحاول، ونحاول زيادة فرص العمل للمواطنات، وليس فقط الحديث عنه في الصحف والمؤتمرات البراقة فإذا رحلت المناسبة رُفعت الأقلامُ، وجفّتِ الصحفُ، وانتهى كلّ شيء.
ونحاول - كذلك - إتاحة الفرصة للمرأة في العمل في الوظائف القيادية في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، وتعيين مزيد من النساء السعوديات المؤهلات والقادرات في المناصب. ثم إن العمل هدف عزيز أرجو أن نغرسه في قلوب النشئ منذ الآن؛ لينصهر الجميع في خدمة الوطن.
والسؤال الذي نلوكه دائما بألسنتنا: لماذا نبحث، ونخترع وظائف نسائية، وهناك أكثر من 800 وظيفة يمكن أن تؤنث؟! والجواب عن هذا السؤال يأتي دائمًا من (المتشددين) عندما يقولون: أوجدوا وظائف للشباب وبعدها النساء. هل لاحظتم أنهم دائما يحلمون بالحل السريع الماثل أمامهم؟! لهذا أقول: علينا أن نمحوَ من أذهاننا موضوع الرجل والمرأة في العمل. يجب أن نعيَ أن ما كان بالأمس مستحيلا صار اليوم ممكنا، وإذا لم نفعل ذلك نفسيا وفكريا وعمليا، فلن تقوم لنا قائمة؛ لأن همومنا أكبر وأكثر من أن تبقي فسحة لقضية مستقبلية. ونحن لا نعجن، ولا نطحن إلا خصوصية عمل المرأة فيما تسعى الشعوب في الأرض لإيجاد عمل للمرأة وازدهار أوطانها.
والأملُ معقودٌ بعد الله على الجهود التي تبذل حاليًا من المنفذين والقائمين عليها. ويوما ما سيحاسبُنا هذا الجيلُ حسابًا عسيرًا إنْ نحن قصرنا في تأهيله وخلق فرص عمل له! ولن يرحمنا التاريخ - تضامناً معها - إنْ نحن أخفقنا. وأخشى من فرط تقصيرنا أن نفْقدَ احترامها لنا؛ فلنجعلهن يشكرننا، ولا يشتكيننا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي