فرضية جديدة في الجمعية الأثرية (2 من 2)
استكمالا لما طرح في العدد السابق عن الاجتماع الذي عقدته الجمعية السعودية للدراسات الأثرية ولقائها العلمي في الثالث من هذا الشهر ولأهمية ما طرح من أبحاث وتنوعها فإني أجد من المناسب أن يتولى الدكتور عبد العزيز الغزي مسؤولية نشر تلك الأبحاث بأسرع وقت نظراً لأهميتها بصفته رئيس مجلس إدارة الجمعية الأثرية ورئيس قسم الآثار في كلية السياحة .. وما أشرت إليه من أبحاث في العدد السابق ما هو إلا جزء من حزمة من الأبحاث وهي: الحج في نقوش جنوب الجزيرة للدكتورة فاطمة باخشوين من جامعة الأميرة نورة. وفخار شمال غرب المملكة للدكتور عبد العزيز الغزي وفؤاد العامر ورضا الشمري .. والنشاط الزلزالي في حرة الشاقة للجيولوجي الدكتور عبد العزيز بن لعبون من كلية العلوم جامعة الملك سعود. والنقوش الجنوبية مصدر لدراسة تاريخ جنوب الجزيرة للدكتورة هند بنت محمد التركي من جامعة الأميرة نورة ومسكوكات مملكة الحضر للدكتور فرج الله يوسف، من دار القوافل. ونتائج حفرية المابيات للدكتور عبد الله الحداد وإبراهيم مشبي من كلية السياحة ... والأدوات العظمية (العظام) في حرفة الفخار والخزف في المابيات للدكتور عبد الله بن إبراهيم العمير من كلية السياحة في جامعة الملك سعود. وشاهد قبرين من رابغ شمال جدة للدكتور أحمد الزيلعي عضو مجلس الشورى .. والألعاب في الأندلس للدكتور حسام العبادي من كلية السياحة .. وخصائص العمارة التقليدية في الزلفي للدكتور خليل المعيقل العضو في مجلس الشورى .. وتحديات المحافظة على آثار الحرمين للدكتورة هتون الفاسي من جامعة الملك سعود .. والحج في الفكر الديني العربي القديم للدكتورة فتحية بنت عقاب من جامعة الملك عبد العزيز .. وهذه مجموعة من الأبحاث العلمية المتنوعة والمتعددة تساعد على الكشف عن حضارة الجزيرة العربية والخليج في حقب تاريخية بعضها يعود إلى فترات ما قبل التاريخ وبعضها يتحدث عن فترة المالك العربية القديمة وأخرى تتناول الفترة الإسلامية في داخل جزيرة العرب وخارجها وهي جديرة بالنشر العلمي العاجل .. ولربما تكون إحدى مسؤوليات الجمعية الأثرية التي جاءت لتطرح نفسها وبقوة لتمد التخصصات الأكاديمية الأخرى بالمادة العلمية مثل تخصصات التاريخ والجغرافيا والاجتماع والاستيطان وغيرها من التخصصات التي تعتمد وتتغذى على نتائج الحفائر التي يقوم بها قسم الآثار وهيئة السياحة .. فهناك إشكالية علمية وإدارية لم تتجاوزها الجمعيات الأكاديمية وهي التأخير بشكل مبالغ فيه عند إصدار الأبحاث والدراسات كونها تخضع إلى التحكيم وتحتاج إلى وقت طويل لتحكيمها وإجازتها ونشرها في محتوى علمي .. وهذا يعيق الأبحاث وانتشارها بين الباحثين فلماذا لا يكون للجمعيات مجلات إعلامية علمية غير محكمة لكنها تتخذ المنهج العلمي وتنشر ملخصات مطولة عن الأبحاث لتكون بين إيدي الباحثين لحين نشرها في المجلات العلمية .. أتمنى من الدكتور عبد العزيز الغزي رئيس مجلس إدارة الجمعية الأثرية ورئيس قسم الآثار أن يتبنى هذا الاتجاه ويتعجل الأمر وينشر ملخصات مطولة عن أبحاث الجمعية.