الريادة المتوقعة
تتداعى من كل قارات العالم إلى أرض الوطن وفي رحاب خادم الحرمين الشريفين وبرعايته الكريمة أكثر من 360 مؤسسة أكاديمية من 35 دولة مشاركة في المعرض الدولي للجامعات، تأتي المشاركة وفي معيتها تاريخ طويل من الخبرات المعتقة والخدمة الطويلة الممتازة في شتى ضروب العلم والمعرفة، تجيء وبرفقتها سجلات حافلة بأفضل المكتسبات والمنجزات للفكر الإنساني، وتتوافد لتلتقيِ على أرض هذا الوطن باذلة ً خلاصة تجاربها ومعارفها سعياً وراء آفاق مفتوحة لتمد يدها وتفتح خزائن عقولها رغبة في تعاون وثيق ومستقبل مشترك مع جامعاتنا الفتية والتي أخذت أعناقها تشرئب نحو التميّز وتطلعاتها ترنو إلى العالمية.
إن هذه التظاهرة العلمية تمثل فتحا كبيرا وخطوة مهمة ستمكّن مؤسساتنا الجامعية من فرص الانطلاقة الكبرى وستؤسس قاعدةً متينة للتواصل العلمي من أجل تحقيق جودة التعليم ونشر الوعي، وتمثل جسراً للعبور نحو الغايات الكبرى والأهداف السامية للتعليم.
إن الاطلاع على تجارب الآخرين خصوصا تجارب أولي السبق له مردودات إيجابية لا تحصى ليس نقل تجاربهم والاستفادة منها أوحدها، بل إن من أعظم مردوداته هو الاستفزاز الحميد الذي يشحذ الطاقات ويعلي الهمم ويرفع مستويات التحدي، ويشعل دوافع العمل والاجتهاد، فنحن أحوج ما نكون في هذه المرحلة والوطن والقاصي والداني منه يشهدون انطلاقة هذه النهضة التعليمية التي انتظمت في كل أرجاء البلاد وفق الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ونائبه الثاني والحكومة الرشيدة، حيث اعتمدت تلك الرؤية بسط التعليم وتجويده مدخلا للمنافسة على التقدّم والريادة نحن أحوج ما نكون لإدراك أن النهوض بالتعليم طريق طويل وشاق أسهل ما فيه تأسيس البنيات الأساسية، وأن ما تم إنجازه خطوة أولى على هذا الطريق الذي يتطلب ثقة راسخة في الذات وإيماناً عميقاَ بالقدرات وحرصاً على العمل واستحضارا دائما للوطن، يجيء هذا المعرض ليذكرنا بطول هذا الطريق مقدما لنا نماذج من كبريات الجامعات في العالم ليرفع سقوف تطلعاتنا ولندرك أنه إذا تعلقت همة إمرئ بالثريا لنالها.
إن هذا المعرض سانحة مميزة جاءت مستوفية تمام الاستيفاء لظروف زمانها ومكانها زمان التكامل العلمي والتواصل المعرفي الذي اتجه العالم بأسره نحوه، وزمان القضايا العالمية المشتركة التي تلزم صياغة الوجدان والفكر الموحّد وفتح آفاق التعاون اللامحدودة في إطار المصالح المشتركة، والمكان المملكة مكان النهضة العلمية والوثبات الجبارة والريادة المتوقعة.