جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.. دور رائد وإنجازات متميزة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع

جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.. دور رائد وإنجازات متميزة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع

أنشئت الجامعة بموجب مرسوم ملكي صدر في 5 جمادى الأولى 1383هـ، وأطلق عليها آنذاك اسم «كلية البترول والمعادن»، وفي 5 المحرم 1395هـ صدر مرسوم ملكي بتعديل اسمهــا إلى «جامعة البترول والمعــادن»، وفي 23 ربيع الآخر 1407هـ تم تـعــديل اسمها إلى «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن».
وقد حققت الجامعة إنجازات مهمة، بوأتها مكانة متميزة على الصعد المحلي والعربي والعالمي. وقد تم بناء هذه الإنجازات على أرضية صلبة شملت الطالب أساس العملية التعليمية، وعضو هيئة التدريس، والمناهج والبرامج الأكاديمية، ومراكز الأبحاث، والبحث العلمي، والبحث العلمي التعاقدي، وخدمة المجتمع، وتطوير الموارد البشرية، وتطوير التعليم الجامعي والعالي، وتطوير التواصل الفعال مع المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث العربية والعالمية.

تطور الجامعة

تُعد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المؤسسة الرائدة للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، حيث شهدت تطوراً كبيراً في أعداد الطلاب والخريجين وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وانعكس هذا التطور على جميع منشآت الجامعة ومرافقها.
كما توسعت المباني والمنشآت والفصول والمعامل والمكاتب والمساكن وغيرها من الخدمات الأساسية اللازمة لخدمة العملية التعليمية، حيث أصبحت اليوم مدينة جامعية متكاملة ونموذجية.
وقد نص مرسوم إنشاء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على أنها جامعة متخصصة تهتم بالمجالات والتخصصات المتعلقة بالعلوم، والهندسة، والإدارة، والعمارة، وعلوم هندسة الحاسب الآلي . كما تعنى أيضاً بالبحوث العلمية وخدمة المجتمع، وإعداد الكوادر المهنية المؤهلة، والمزودة بالمعرفة، والمهارات، والقيم، والثقة بالنفس.
ومما تتميز به الجامعة تخصصاتها التي تنسجم وتتواكب مع متطلبات سوق العمل، وبخاصة في المجالات الهندسية، والصناعات البتروكيماوية، والإدارة الصناعية، الأمر الذي جعل الجامعة من أهم روافد تزويد سوق العمل المحلية بالكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة تأهيلاً عالياً. كما تتميز الجامعة بالريادة في إعداد وتقديم البحوث والاستشارات الهندسية المتخصصة التي تحتاجها المجالات الصناعية المختلفة محلياً وإقليمياً ودولياً انطلاقاً من مسؤوليتها في خدمة المجتمع.

إنجازات مميزة

وخلال مسيرتها الطويلة، حققت الجامعة إنجازات متميزة على أصعدة التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع وارتبطت هذه الإنجازات بنجاح الجامعة في استثمار الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي توفره للتعليم العالي حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ـ يحفظهم الله.
كما حظيت مناشط الجامعة ومناسباتها برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وتأخذ هذه الرعاية أشكالاً متعددة منها زيارات سموه الكريم للجامعة، حيث يأتي – رغم مشاغله الكثيرة – ليشد على الأيدي ويبارك الجهود ويشجع المواهب ويستنهض الهمم ويساعد الجامعة على أن تنهض بدورها الحيوي في خدمة الوطن والمواطن.
وتعمل الجامعة تحت إشراف وزارة التعليم العالي ويتكون الهيكل الإداري للجامعة من مدير الجامعة وأربعة وكلاء للشؤون الأكاديمية، والدراسات العليا والبحث العلمي، والدراسات والأبحاث التطبيقية، وتطوير التقنية والعلاقات الصناعية. كما يضم الهيكل الإداري ثلاثة مشرفين للشؤون المالية والإدارية، والشؤون الفنية، والعلاقات العامة والتعاون الدولي وسبعة عشر عميداً للكليات والعمادات المساندة، بالإضافة إلى رؤساء الأقسام الأكاديمية والإدارات العامة في الجامعة.

كليات و40 تخصصا

وتضم الجامعة حالياً (7) كليات للدراسة الجامعية، تقدم 40 تخصصاً. وتتنوع الدرجات التي تمنحها أقسام هذه الكليات بين البكالوريوس والماجستير والدكتوراة. والكليات هي : كلية العلوم الهندسية: وهي تمنح درجة البكالوريوس ودرجات الماجستير والدكتوراه في تخصصات الهندسة المدنية، الهندسة الكيميائية، الهندسة الكهربائية، الهندسة الميكانيكية، هندسة البترول، وتضم الجامعة كلية الهندسة التطبيقية التي تمنح درجة البكالوريوس في تخصصات الهندسة الكيميائية التطبيقية، الهندسة المدنية التطبيقية، الهندسة الكهربائية التطبيقية، الهندسة الميكانيكية التطبيقية، هندسة البترول التطبيقية، كما تضم كلية العلوم : تمنح درجة البكالوريوس في تخصصات: الكيمياء الصناعية، الجيوفيزياء، ودرجات البكالوريوس والماجستير في الفيزياء وعلوم الأرض، ودرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الرياضيات والإحصاء والكيمياء. ومن كليات الجامعة كلية الإدارة الصناعية التي تمنح درجة البكالوريوس في تخصص المالية والاقتصاد، ودرجتي البكالوريوس والماجستير في تخصصات الإدارة والتسويق والمحاسبة ونظم المعلومات الإدارية، كذلك كلية تصاميم البيئة التي تمنح درجة البكالوريوس في العمارة والبكالوريوس والماجستير في الهندسة المعمارية، ودرجة الماجستير في تخصص تخطيط المدن والأقاليم وفي تخصص هندسة وإدارة التشييد، ومن كليات الجامعة كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي، وهي تمنح درجتي البكالوريوس والماجستير في علوم الحاسب الآلي والمعلومات، ودرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في هندسة الحاسب الآلي وهندسة النظم، وبالجامعة أيضاً كلية الدراسات المساندة والتطبيقية، وهي لا تمنح درجة علمية، وتضم قسم الدراسات الإسلامية والعربية، وقسم الدراسات العامة، وقسم اللغة الإنجليزية، وقسم التربية البدنية. كما تتبع الجامعة كليتا المجتمع بالدمام وحفر الباطن وتمنح درجة المشاركة والدبلوم في تخصصات تطبيقية تناسب احتياجات التنمية ومتطلبات سوق العمل.
ويساند العملية التعليمية والإدارية والبحوث العلمية في الجامعة عدة عمادات ذات مهام أساسية أبرزها : عمادة القبول والتسجيل، وعمادة شؤون الطلاب، وعمادة التطوير الأكاديمي، وعمادة شؤون الأساتذة والموظفين، وعمادة الدراسات العليا، وعمادة البحث العلمي، وعمادة شؤون المكتبات.
وتهتم الجامعة - إلى جانب ما تقدم - بالبحث العلمي . ولعل معهد البحوث الذي شُيّد عام 1396-1397هـ أبرز ما يميز ذلك، حيث تتلخص مهامه في «خدمة المملكة من خلال القيام بالبحوث التعاقدية وتطوير استخدام مصادر الجامعة»، وتتضمن أهدافه: خدمة المملكة باعتباره جهة مهنية متخصصة لحل المشكلات، والعمل على تيسير استيعاب التقنيات المستوردة في البيئة السعودية، وتلبية احتياجات المنظمات الحكومية والصناعة المحلية والمنشآت والمؤسسات الاقتصادية للبحث والتطوير، وتطوير الخبرة المحلية وتوسيع القاعدة المعرفية للمملكة، ومساندة برامج الدراسات الجامعية والدراسات العليا، والإسهام في عملية التعليم والتدريب الراقي للطلاب.
وتتركز الخبرات الفنية للبحوث التعاقدية الموجودة لدى معهد البحوث في مراكزه الفنية السبعة التي تحوي مجموعة من الوحدات البحثية والمعامل المتخصصة.

50 مشروعا للبحوث التعاقدية

وغالباً ما يجري تنفيذ نحو (50) مشروعاً للبحوث التعاقدية في معظم الأوقات، وإنتاج نحو (100) تقرير خاصة بالمشاريع التعاقدية سنوياً إضافة إلى إنجاز عدة مئات من خدمات التحاليل والقياسات المعملية . ويقدر عدد الجهات التي تقدم لها خدمات البحوث والدراسات التعاقدية والتحاليل المعملية بنحو (150) مائة وخمسين؛ إضافة إلى ذلك، ينتج الباحثون بالمعهد سنوياً نحو (100) مائة ورقة بحثية كما تم إنتاج عدد من براءات الابتكار جرى تسجيلها لدى مكاتب عالمية.
ومن أشكال دعم الجامعة للبحث العلمي - إلى جانب معهد البحوث - ما تقوم به عمادة البحث العلمي من تخطيط ودعم وإدارة وتشجيع الأنشطة البحثية في الجامعة من خلال الدعم الداخلي والخارجي. وتشمل المهام الوظيفية للعمادة الإشراف على دعم مشاريع الأبحاث والزيارات العلمية وحضور المؤتمرات والتفرغ العلمي وجوائز التميز في البحث العلمي. كما تشرف العمادة على ورشة مركزية تدعم النشاطات البحثية. ويتم تخطيط وإدارة معظم أنشطة العمادة من خلال مجلس البحث العلمي بالإضافة إلى عدد من اللجان تشمل لجنة البحوث ولجنة الأبحاث العربية ولجنة المؤتمرات.

مجلس البحث العلمي

ويشرف مجلس البحث العلمي على تطوير أنظمة البحث العلمي ويرأسه عميد البحث العلمي ويضم في عضويته عدداً من الأساتذة يمثلون مختلف الكليات. أما لجنة البحوث فتضم في عضويتها 11 من أعضاء هيئة التدريس يمثلون كليات الجامعة المختلفة. وتختص لجنة البحوث العربية بمراجعة وتقييم مقترحات تأليف الكتب العربية والترجمة، إضافة إلى الدراسات باللغة العربية. أما لجنة المؤتمرات فتختص بتقييم ودعم حضور الأساتذة للمؤتمرات العالمية. ويرأس عميد البحث العلمي جميع هذه اللجان.

أفكار ومبادرات

ومما يميز الجامعة تبنيها - خلال مسيرتها الحافلة بالنجاحات - عـدداً من الأفكار البناءة والمبادرات الرائدة، وقامت بتنفيذها وإنجازها بصورة عزّزت من تفرد خصائصها بين الجامعات في المنطقة، ورفع مكانتها عالمياً بين الجامعات المتطورة. فمن أهم هذه المبادرات: إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة التي تغطي الفترة من 1427هـ إلى 1432هـ، وتعرض رؤية الجامعة ورسالتها، وتعكس اقتناع الجامعة بدور التخطيط الاستراتيجي وتحدد الرؤى والأهداف والبرامج التنفيذية لتحقيقها، وتأسيس المجلس الاستشاري الدولي، وهو هيئة استشارية عالمية رفيعة المستوى، هدفه تعزيز التفوق التنافسي للجامعة على الصعيد العالمي، والارتقاء بالعملية التعليمية والبحثية.، وصندوق دعم البحوث، وهو يهدف إلى تنويع الموارد المالية للجامعة، واستقرارها، ويعتمد على المنح والتبرعات وعائد الاستثمارات والموارد الذاتية ويشرف عليه مجلس إدارة من المختصين ورجال الأعمال، والتطوير الأكاديمي الذي يهدف إلى تطوير العملية التعليمية، وتحقيق أعلى معايير الجودة في العمل التعليمي، وتقديم نوعية تعليم متميزة وذات جودة عالية ومواكبة للمستجدات وذلك من خلال عمادة التطوير الأكاديمي التي تضم مركز التدريس والتعلم ومركز تقويم البرامج ومركز التعلم الإلكتروني ومركز القياس والتقييم. والاعتماد الأكاديمي الذي يهدف إلى ضمان الجودة في التعليم والتأكد من تزويد خريجي الجامعة بالمعرفة والمهارات والقيم من خلال الاعتماد الأكاديمي لبرامج الجامعة مثل مجلس الاعتماد للهندسة والتقنية ABET، واعتماد اتحاد تقييم كليات إدارة الأعمال (AACSB)، وكراسي الأستاذية التي تهدف إلى إشـراك القطـاع الخاص في دعم البحث العلمي ومؤازرة الجامعة في تقديم أفكار ابتكارية وإنتاج المعارف وتطوير المجتمع ودعم المسيرة التنمويـة، وتعزيز التعاون الدولي الذي يهدف إلى تعزيــز التعاون مع الجامعات والهيئات المرموقــة عالمياً، واستقطاب الأساتذة الزائرين، وتنظيم برنامج الزيارات الطلابية الدوليــة، وإنشاء وادي الظهران للتقنية الذي يسهم في تعزيز التوجه إلى الاقتصاد المعرفي ويربط العلم بالصناعة، ومراكز التميز البحثي التي سعت الجامعة من خلالها إلى تعزيز قدراتها البحثية لتحقيق ريادة محلية وعالمية في مجالات البحث التي تهم الاحتياجات الوطنية، وتلبي متطلبات قطاع الصناعة من خلال إنشاء مراكز تميز بحثي مدعومة من وزارة التعليم العالي، والحصول على براءات الاختراع والجوائز العلمية.

تشجيع العلماء والباحثين

والجامعة ضمن هذا الإطار تشجع العلماء والباحثين فيها على الوصول بأبحاثهم إلى التميز والعالمية، ولدى الجامعة حالياً أكثر من 150 براءة اختراع مسجلة أو تحت التسجيل، كما حصل عدد من أساتذة الجامعة على جوائز علمية في مجالات أبحاثهم. إلى جانب ما تقدم تسعى الجامعة إلى الوصول إلى ترتيب عالمي متقدم في البحوث الهندسية، والحصول على الاعتماد الأكاديمي للبرامج، وإنشاء عمادة التطوير الأكاديمي، وبرنامج المهارات الشخصية الذي يهدف إلى تزويد طلاب الجامعة بالجدارات المطلوبة في سوق العمل، وتحفيزهم لتطوير مهاراتهم الشخصية، مثل الاتصال والريادة والمبادرة والقيادة وغيرها. ومركز الخريجين الذي يعنى بالتواصل مع الخريجين، وإطلاعهم على نشاطات الجامعة والتعرف على واقعهم ومواكبة احتياجاتهم وزيادة إسهامهم في مسيرة الجامعة، وكذلك استكمال التميز التقني للجامعة وتحقيق أنموذج الجامعة الإلكترونية الذي يتمثل في استخدام أحدث التقنيات في جميع إجراءات الجامعة وعملياتها، وتبني أحدث الأنظمة والتوجهات العالمية للوصول إلى جامعة إلكترونية، وتعاملات إلكترونية متكاملة في تقنية المعلومات والاتصالات والتعلم الإلكتروني والفصول الذكية ومبادرة التعلم المفتوح ونظام تخطيط الموارد والنظام الجديد لشؤون الطلاب والتسجيل (بانر)، وكذلك استكمال نظام تخطيط الموارد المالية والإدارية والطلابية، ومركز تقنية المعلومات والاتصالات، والمكتبة المركزية الرقمية، ومبادرة الدخول الإلكتروني المفتوح، والتعليم الإلكتروني، وبرامج المهنة والتوظيف، وهي برامج تعنى بتهيئة الطالب للعمل ومتطلباته وتوفير الفرص الوظيفية وتقديم الإرشاد الوظيفي من خلال يوم المهنة السنوي واليوم المفتوح للتوظيف وشبكة التوظيف الإلكترونية. وتسعى الجامعة - إلى جانب كل ما تقدم – إلى تطوير معاييرها، وذلك عبر تقييم برامجها من قبل جهات اعتماد دولية مثل مجلس الاعتماد لتقنية الهندسة، واتحاد تقييم كليات إدارة الأعمال الجامعية.

مراكز عالمية متقدمة

كما احتلت الجامعة مرتبة متقدمة عالمياً (89) في مجالات البحوث الهندسية بحسب تصنيف شبكة ISI المعرفية للتخصصات الهندسية، وهي تحتل المركز الأول في العالم العربي بحسب هذا التصنيف، كما حصلت الجامعة على شهادة التميز في النشر من شبكة ايمرالد العالمية.
وفي ظل كل هذه الإنجازات المميزة التي حققتها الجامعة لم تقصر فـي خدمة مجتمعها. فقد وطّدت في هذا المجال تواصلها مع شرائح المجتمع المختلفة بتقديم خدمات تعليمية وتوعوية واستشارية وبحثية متميزة، مؤكدة بذلك على دورها المجتمعي ومحققة رسالتها السامية. كما استمرت الجامعة منذ إنشائها في إقامة المؤتمرات والندوات والمعارض والزيارات والمسابقات الوطنية كجزء من اهتمامها بالمجتمع واحتياجاته. وبعد.. هل نفي الجامعة حقها حين نقول دون تحفظ: إنها جامعة متميزة بكل المقاييس.

الأكثر قراءة