كيف دخلت حفلات الشاي الإنجليزية حياة السعوديين؟
لم تكن حفلات الشاي معروفة من ذي قبل، إلا أنه في الأعوام الأخيرة وجدت مطاعم عدة تنظم مثل هذه الحفلات بتكاليف قليلة، سواء داخل المطاعم أم خارجها، وهو ما أشاع انتشار هذه الثقافة الإنجليزية في حياة السعوديين.حفلات الشاي من المصطلحات الحديثة، إذ انتقلت من الثقافة البريطانية، لتنتشر في دول العالم وتصبح عُرفاً في معظم المطاعم الشرقية والغربية، حيث يقوم بها أفراد لمناسبات خاصة بهم أو بأحد أفراد عائلاتهم.
ويرجع أصل الشاي تاريخياً إلى الصين، ومنها انتشر تناوله في مناطق العالم منذ خمسة آلاف سنة، حيث تذكر الروايات الصينية بأن الملك «شينوق» كان مغرماً برعاية وجمع الأعشاب والتداوي بها، وتوصل إلى نبتة الشاي التي شاع استخدامها فيما بعد. أما العرب، فقد ذكرت المصادر العالمية ما يُشير إلى أن الشاي لم يُعرف عندهم لا في الجاهلية ولا في الإسلام و العصر الأموي والعباسي، وكذلك الأوروبيون، ولم يتعرفوا عليه إلا في وقت متأخر، حيث أصبحت بريطانيا ثاني أكبر مستهلكي الشاي في العالم، فالشخص الواحد يستهلك في المتوسط 2.1 كيلو جرام سنوياً، وتعود شعبيته إلى بلاد الهند التي تعد من الدول المصدرة للشاي بعد سيلان، وذلك حينما كانت تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية، ومنها عُرف ما يسمى حفلات الشاي ورقصات الشاي، التي تتضمن مشاهد للألعاب النارية في حدائق الشاي المخصصة لمثل هذه الأشياء في بريطانيا.
وتختلف الروايات حول نشأة حفلات الشاي، لكن معظم المصادر العالمية تذكر أنها عُرف بريطاني أسهمت في انتشارها سيدة بريطانية من البلاط الملكي في ذلك الوقت، ولأن المعتاد عليه في بريطانيا هو الجلوس لوجبتين فقط، فقد وجدت «آنا» (دوقة بيد فورد) أنه من غير المناسب عدم تقديم أي وجبة بين الغداء والعشاء، لذلك طلبت إحضار الشاي مع الخبز والزبدة والبسكويت إلى غرفتها، وبعدما انكشف سرها قامت صديقاتها بتقليدها، وهكذا أصبح شاي الظهيرة من التقاليد البريطانية الأرستقراطية.
وتعد «حفلة شاي بوسطن» من الأحداث التاريخية التي تقام في السادس عشر من كانون الأول (ديسمبر) في كل عام، والتي تُحْيَا فيها ذكرى عام 1773وهي السنة التي اندلعت فيها الثورة الأمريكية على الإنجليز، احتجاجاً على الضرائب التي تفرضها بريطانيا على الشاي.
وعن الإنتاج العالمي للشاي فيُقدر بنحو ثلاثة ملايين طن سنوياً، وتعد سريلانكا أكبر دولة منتجة للشاي تليها كينيا، إضافة إلى أكثر من 20 دولة إفريقية وآسيوية، أبرزها: الصين، الهند، إندونيسيا، ملاوي، تنزانيا، زيمبابوي، إثيوبيا، نيبال، وإيران.وتوجد أصناف عدة للشاي، أكثرها شهرة «الأسود» وهو الذي ينتج عنه الشاي الأحمر، والأخضر، والشاي الجاهز، والشاي الخالي من الكافيين غير الشاي بالخلطات المتنوعة، مثل شاي «الورد» و»الياسمين»، ليكون اليوم ثاني مشروب يتناوله الناس في العالم بعد الماء. يذكر حمد عبد الله مشرف في أحد مطاعم الرياض، أن حفلات الشاي طراز حديث على المجتمع السعودي، وأجمل ما يميزها قلة الأشخاص المدعوين والبعد عن التكلفة الباهظة. ويضيف أن «مثل هذه الحفلات لا تعتمد على شريحة معينة»، مشيراً إلى أن لها قواعد، «فتوقيتها يكون بعد الظهر وترافقها مقبلات خفيفة كالحلوى والفطائر والكيك وبعض الساندويتش». ويوضح أن «حفلة الشاي هي اجتماع لأصدقاء أو موظفين تكبر عن كونها فردية وتصغر عن كونها حفلات تشمل بوفيهات وخلافه».