الإبداع مفتاح النمو المستقبلي

الإبداع مفتاح النمو المستقبلي

أيهما أكثر إبداعاً؟ تكتل عالمي تصل عائداته إلى 363 مليار دولار، أم رائد أعمال أحدثت حزمة برمجياته المبدعة «دبل كليك» DoubleClick ثورة في المبيعات الإلكترونية، وبيعت في نهاية المطاف إلى غوغل Google مقابل ثلاثة مليارات دولار؟
الإجابة: العملاق العالمي هو «جنرال إلكتريك» General Electric، الذي يمثله في قمة إنسياد INSEAD للقيادة في آسيا كولن لو Colin Low، المدير الإقليمي لمبادرات النمو في جنرال إلكتريك في منطقة جنوب شرق آسيا، ورئيس أعمال الشركة في سنغافورة والفلبين وكمبوديا. ورائد الأعمال هو كيفن رايان Kevin Ryan، ماجستير إدارة الأعمال، خريج دفعة عام 90، والذي يتولى حالياً منصب المدير التنفيذي لشركة الإنترنت آلي كورب Alley Corp التي أسسها، والتي ترعى حالياً ستة أعمال إلكترونية. وهو يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة جيلت غروب Gilt Groupe، شركة بيع منتجات الرفاهية بالتجزئة بسعر منخفض على الإنترنت. وشارك كلاهما في قمة إنسياد للقيادة في آسيا في وقت مبكر من هذا الشهر في مقر الكلية في آسيا الذي يقع في سنغافورة، وتحدثا بعد ذلك إلى معرفة التابعة لإنسياد INSEAD Knowledge عن موضوع الإبداع.
  يقول لو: «الإبداع هو تغيير الوضع السائد، والتأثير على الزبائن، وخلق قيمة كاملة لهم في نهاية المطاف». ويضيف أن هذا ينطبق بدوره على «المنتجات والخدمات والتقنية التي تنتجها الشركة، و قد يكون الإبداع نماذج أعمال وقيادة ضمن الشركة».
يضيف رايان: «الإبداع هو ما يدفع المستهلك كي يقول: سأستخدم المنتج (أ) بدلاً من المنتج (). إنه تقديم منتج أو أسلوب في الأعمال غير معروف من قبل؛ وقد يكون في بعض الأحيان تطوراً جذرياً أو نقلة طفيفةً جداً».
إن زبائن أعمال كل من «جنرال إلكتريك» و»رايان» زبائن عالميون. فلـ «جنرال إلكتريك» بصمة ملموسة؛ بينما يتمتع «رايان» بامتداد افتراضي. وتبني جنرال إلكتريك منشآتها حيث توجد أعمالها: مراكز أبحاث تهدف إلى خدمة حاجات المدن العالمية المستقبلية مستقبل محدد عند عام 2050، وهي موجودة في ولاية نيويورك بأمريكا وفي ميونيخ بألمانيا وبانجالور في الهند وشنغهاي في الصين. ويقول لو: «تتجه النزعة الضخمة حالياً نحو المدن المستدامة. ويشير إلى أن: «هذه المدن ستتطور من خلال سكان الأرياف الذين يهاجرون إلى المدن الكبيرة في مختلف أنحاء العالم. تمثل بانغالور وشنغهاي السوقين الناشئتين الأسرع نمواً في العالم. هل ثمة مكان آخرأفضل لبناء مراكز أبحاث؟».
وطورت «جنرال إلكتريك» جهازاً لرسم المخطط البياني الكهربائي للقلب ECG في بانجالور، حيث استخدمه أيضاً أطباء القرى لمعالجة المرضى. ويضيف لو: «لم تكن لدينا، حتى ثلاثة أعوام مضت، أي قدرة على ولوج هذا النوع من الأسواق. ويمكننا الآن أن نبيع إلى أسواق ناشئة أخرى، إنه إذن دعم جيد لعائدات شركة مثل جنرال إلكتريك».
إن رايان، أيضاً، مهتم بالاستدامة، وخاصة بالمحافظة على مصالح المستثمرين في مشاريعه المغامرة في هذا المناخ الاقتصادي «الذي يلفه الغموض». وهو يوضح قائلاً: «نقوم عادة بتمويل شركاتنا بأنفسنا خلال الأشهر الستة الأولى، ومن ثم نتوجه إلى الخارج ونجمع رأس المال اللازم للمشروع المغامر. لقد جمعت خلال العامين الماضيين ما يراوح بين 100 و150 مليون دولار لصالح خمس أو ست مؤسسات مختلفة خلال عشر جولات تقريباً. يعتمد المستثمر في المشاريع المغامرة على أن شركتنا ستصبح شركة مستدامة حقاً بحلول عام 2012 أو 2013، وإذا حظينا بسوق كبيرة وفريق عمل رائع، فربما يحالفنا النجاح».
واليابانيون هم من ضمن زبائن رايان في مبيعات سلع الرفاهية في شركة غيلت غروب، وتمثل السوق اليابانية ثاني أكبر سوق لسلع الرفاهية في العالم، وموطئ قدمه في آسيا، وهي أحد مفاتيح إحراز هدفه المتمثل في تحقيق أكبر نمو ممكن للشركات التي ينشئها. وهو يقول: «لا أفكر أبداً في خط العودة عندما أؤسس شركة. أنا أفكر في بنائها وجعلها أكبر ما يمكن. وإذا استطعت القيام بذلك، تتاح أمامك جميع الخيارات: كثير من الراغبين في شرائها مثلاً، شراء غوغل «دبل كليك» مقابل ثلاثة مليارات دولار؛ ويمكنك الحصول على حصص خاصة وسيولة بتلك الطريقة؛ ويمكنك طرح أسهمها للتداول العام. ولا داعي للقلق بشأنها عند تلك النقطة. ولكنني لا أسعى جدياً إلى البيع، ما لم أقتنع عند نقطة ما بأن الشركة صارت بحاجة إلى قدرات أكبر وبأننا لم نعد قادرين على القيام بذلك وحدنا».
وعند هذه المرحلة فقط، تظهر شركات رواد الأعمال على شاشات رادار التكتلات الكبيرة مثل «جنرال إلكتريك»، التي تخرج دفاتر شيكاتها وتبدأ بإنفاق المال من ميزانية أبحاث الشركة. وغالباً ما يكون قيام الشركات الكبرى بعملية استقدام عكسية للأبحاث والتطوير وشراء شركات أصغر ذات منتجات وخدمات مبتكرة أثبتت نجاحها عملية أرخص ثمناً وأقل إشكالية من حيث المسؤولية القانونية بالنسبة للشركات الكبرى.
يقول لو: «أعتقد أن نموذج أسلوب عملنا الحالي هو التعلم من خبرات شركات من قِبل شركات كيفن، ومن عالم المشاريع المغامرة، حيث نرى شركات صغيرة حديثة العهد تتمتع بتقنية رائدة ومتطورة. مثلاً، لدينا صندوق قيمته 300 مليون دولار يبحث عن شراء مشاريع مغامرة، الأمر الذي يتيح لشركة كبيرة مثل جنرال إلكتريك الفوز بشركة أعمال مغامرة كشركات كيفن».

الأكثر قراءة