السعوديون يديرون نفطهم في الخفجي ويُحدِّثون البنية التحتية للمحافظة
أحمد العبكي من الخفجي
يشعر المسافر أو الزائر على عجل أن ثمة تغيرا ملحوظا برز في محافظة الخفجي البوابة السعودية على الكويت والمطلة على استحياء على الخليج العربي، لكن أهالي المحافظة وزوارها الدائمون،يدركون أن تطورا نوعيا بدأ ينقشع عن عهد جديد في المحافظة.
ويحاول مسيرو شؤون المحافظة جاهدين لإقناع الزوار أن المحافظة التي عرفت أنها منطقة عمل بترولية من خلال إنتاج 370 ألف برميل من النفط يوميا تتقاسمه السعودية والكويت مناصفة ،أصبحت واجهة سياحية تمتلك مقومات الجذب السياحي البحرية والبرية.
وتشهد محافظة الخفجي حاليا طفرة حقيقية في المشاريع الاستثمارية العملاقة, بفضل الفرص التي طرحتها عمليات الخفجي المشتركة لشركتي «أرامكو لأعمال الخليج» و»الكويتية لنفط الخليج»، والتي تشمل المشاريع الصناعية, والإنشائية والصيانة.
وأسست شركة أرامكو لأعمال الخليج، والتي ولدت من رحم «أرامكو السعودية»، بنية تحتية حديثة للخفجي،وعملت على تحديث للمنشآت البترولية وإنشاء محطة لتوليد الطاقة ومحطة تحلية للمياه, إضافة إلى إنشاء وحدات سكنية واجتماعية.
وعملت شركة أرامكو لأعمال الخليج خلال uav سنوات ما لم تعمله شركة الزيت العربية اليابانية طيلة 40 عاما «مدة عقد الامتياز الممنوح للشركة اليابانية»،والتي هجرت المحافظة ولم تقدم لها ما يعكس مدى الاستفادة منها واستغلالها لثرواتها الطبيعية والهيدروكربونية،حيث كانت المنشآت النفطية والمكاتب شبه متهالكة،كما أن الشركة اليابانية لم تملك سجلا حافلا في طرح المبادرات ولم تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية،على عكس الشركة السعودية الوليدة،التي تملك عطاءات كبيرة تجاه مجتمع الخفجي.
وتتميز الخفجي بموقعها الاستراتيجي كونها مدينة بترولية, ساحلية, حدودية, وتقع على الخليج العربي في المنطقة المحايدة المقسومة بين السعودية والكويت على بعد 130 كيلو متراً إلى الجنوب من مدينة الكويت و300 كيلو متر إلى الشمال من مدينة الدمام في المنطقة الشرقية, وبعد اتفاقية التقسيم في عام 1390 أصبحت الخفجي تابعة للسعودية.
وكانت الخفجي منذ أكثر من 30 سنة منطقة تنقل لأبناء البادية الذين يبحثون عن الكلأ والماء ممن لديهم ابل وأغنام يقومون برعيها في هذه المنطقة التي تشتهر في فصل الربيع بالذات باخضرار أرضها ووفرة موارد المياه بها, وفي كانون الأول (ديسمبر) 1957 الموافق لشهر جمادى الأولى 1377 هجريا حيث تم عقد اتفاقية الامتياز النفطي بين السعودية وشركة البترول التجارية اليابانية المحدودة. وفي العاشر من شباط (فبراير) 1958 تأسست شركة الزيت العربية المحدودة التي بدأت ببناء قاعدة دائمة لعملياتها في رأس الخفجي بسب موقعها المناسب للتنقيب عن البترول وعندما وجد البترول كان لزاما على شركة الزيت طلب عمال للمساهمة في أعمال الشركة المتعددة وبناء منشآت الشركة وإدارة الخدمات الأساسية وقد تم فتح فرص وظيفية أمام المواطنين الراغبين في الاستقرار والبحث عن عمل أفضل, وقد تم بعد ذلك توافد المواطنين من جميع أنحاء السعودية إلى الخفجي بغرض العمل وكونوا بذلك أول نواة لسكان مدينة الخفجي. وقد بدأت الخفجي تنمو تدريجياً ويتكاثر عدد سكانها لوجود البترول فيها, حيث أحضر الأغلبية منهم عائلاتهم للاستقرار وبدأ تزايد السكان مما استلزم معه ضرورة إيجاد الخدمات للمواطنين بهذه المنطقة, ومن أهم الأحداث التاريخية أن الخفجي استقبلت المغفور لهما الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية و الشيخ عبد الله السالم آل الصباح أمير دولة الكويت لحضور احتفال الشركة الذي أقامته لأول شحنة نفط تم تصديرها وكان ذلك في عام 1381هـ الموافق 1961م.
وتعيش الخفجي حاليا مرحلة من أفضل مراحلها, وذلك بتوافر جميع الخدمات الأساسية, وينتظر هذه المحافظة مستقبلا واعدا من تحديث لبنيتها التحتية وقيام عدد من المشاريع الضخمة السياحي منها والتجاري والصناعي حيث يتوقع نمو المدينة بمعدلات عالية وذلك نظير العمل الضخم الذي يتم لتحديث بنيتها التحتية ومدها بالخدمات والمرافق كافة.
ومن أبرز ملامح المستقبل الذي ستشهده الخفجي استقطاب عدة شركات عالمية وسعودية للعمل في المدينة سواء بعقود مع عمليات الخفجي المشتركة أو من خلال الاستثمار الذاتي لها, بناء مطار في المحافظة يعزز الحركة الملاحية, استحداث خور سياحي كبير على شاطئ الخليج العربي, قيام المخططات النموذجية سواء التي تتبناها شركة أرامكو لأعمال الخليج أو التي عن طريق رجال الأعمال, ربط المدينة بطريق سريع مرتبط بطريق الدمام - الكويت السريع الجديد. والذي عزز من الحركة التجارية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي, وقيام المخططات النموذجية سواء التابع لشركة أرامكو الخليج أو التجارية منها.
وتتربع محافظة الخفجي على مناطق البترول المهمة, ويعمل فيها ثلاث شركات من كبريات شركات البترول العالمية, وهي أرامكو لأعمال الخليج والتي أنشأت من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية في شباط (فبراير) 2000 ومملوكة بالكامل لـ «أرامكو السعودية» لتقوم بأعمال شركة الزيت العربية في المنطقة المغمورة من المنطقة المقسومة وقد انتقلت كافة أصول وحقوق والتزامات شركة الزيت العربية كذلك القوى العاملة فيها إلى شركة أرامكو لأعمال الخليج, وهي تقوم بأعمال عديدة لضمان بنية تحتية للخفجي.