«عدوني ولا تنسوني»
من شأن مشاركة النساء في تعداد السكان لهذا العام أن يقدم حلا لأكثر من إشكالية تعانيها النساء في التفاهم مع المراقبين والمشرفين والمفتشين
وبالإمكان النظر إلى عمل المرأة في تعداد السكان باعتباره واحدا من الحلول الكفيلة بتوفير معلومات دقيقة لتعداد السكان ، ولعل إتاحة أية فرصة عمل للمرأة تستثمر قدراتها وإمكاناتها من أوجب الواجبات التي ينبغي مراعاتها ومشاركتها.
ومن شأن عمل المرأة في تعداد السكان أن يرفع الحرج عن كثير من النساء اللواتي يجدن حرجا في مفاتحة العدادين من الرجال بمعلومات تفيد أصحاب القرار لبناء الخطط المستقبلية والتنموية خاصة إننا اليوم نبني خططاً طويلة الأجل ونحن في حاجة للمخرجات المعلوماتية الصحيحة وربما بحسن النية بعض نسائنا لا يثقن بمنسوبي التعداد أو يخفن من العين لكثرة الأبناء والبنات أو يخفن من الضرائب المستقبلية وهناك العامل المهم وهو الجهل بأهداف التعداد السكاني وفوائده.
ولعلنا لسنا بحاجة بعد ذلك إلى أن نشير إلى أن النساء أعرف بالنساء وأكثر تفهما لتوصيل معلومة التعداد السكاني وإدراكا للتخاطب معهن مما يجعلهن أكثر ثقة بهن وتستطيع نشر ثقافة التعداد السكاني وفوائده للنساء.
وقفة:
لا أقصد من مشاركة المرأة في التعداد السكاني الترويج إلى صعود المرأة الجبال وهبوطها التلال، (حتى لا يهاجمني البعض تاركا مغزاها)، ولكن من يحتج على عمل حواء في العمل الوطني الكبير يرد على الأسئلة التي تحتل ذهني وربما يريحني فأكون له من الشاكرين
لدينا نساء في السجون ودور الرعاية الاجتماعية ودور المسنات وبيوت الطالبات والمستشفيات من سيقتحم تلك الأماكن لعمل التعداد السكاني النسائي؟ ولا ندع مقولة «عدوني ولا تنسوني» تنطبق عليهن.
وتعليقا على ما سبق أقول: إنَّ المطلوب من أصحاب القرار الآن وكل آن، أن نشرك المرأة في أعمال يحتاج إليها الوطن، نفعا وبقاء، وليس بالتشدد والتصلب لرأي الأوحد ،فالعمل الصالح لخير الدين والدنيا، والارتقاء بنصف المجتمع وعدم تجميده حضاريا وماديا وثقافيا، واتباع منهج (الوسطية) في عمل المرأة.