حوادث غرق السفن تحدد مدى سيطرة غريزة البقاء عند الانسان

حوادث غرق السفن تحدد مدى سيطرة غريزة البقاء عند الانسان

إذا كنت على متن سفينة تغرق.. هل ستعصي طاقم السفينة وتسعى جاهدا إلى العثور على قارب نجاة ، أم ستتبع أوامر الطاقم وتنتظر دورك في الصف؟.
يقول باحثون من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في أستراليا إن السماح بسيطرة غريزة البقاء عليك أو تفكيرك في مصلحة الأغلبية قد يتوقف على مدى سرعة غرق السفينة وعلى شخصيتك.
واستند بينو تورجلر وديفيد سافاج ، الخبيران اللذان يعملان في مدينة بريسبان الاسترالية ، في افتراضهما على المقارنة بين حادثي غرق سفينتين لم يفصل بينهما سوى عامين ، وتطابقت فيهما تقريبا نسبة الناجين والأعمار ونسبة النساء وفئات المسافرين.
وبحث الخبيران في حادثي السفينة "تيتانيك" ، التي غرقت في المحيط الأطلسي في عام 1912 بعد اصطدامها بجبل من الثلج ، والسفينة "لوسيتانيا"
، التي أغرقتها غواصة ألمانية قبالة السواحل الأيرلندية في عام 1915 .
واختار الباحثان هاتين الكارثتين نظرا لأنهما متشابهتان إلى حد كبير ، فضلا عن دقة بيانات المسافرين وقائمتي الناجين منهما. وقال سافاج: "إن أوجه الشبه بين السفينتين مذهلة".
وفيما يتعلق بالسفينة "تيتانيك" ، تم السماح بإنزال النساء والإطفال أولا في الحقيقة ، وبالتالي فإن عدد الناجين منهم يعادل ضعف عدد الناجين من الرجال.
وأوضح سافاج قائلا: "تشير شواهد كثيرة في البحث إلى أن الرجال اقتادوا نساءهم إلى مكان قوارب النجاة على ظهر السفينة ، وساعدوهن على ركوب قارب نجاة ، ثم ابتعدوا ليسمحوا للنساء الأخريات بالنزول إلى القارب".
وأضاف: "إذا كان برفقتك طفلا ، فإن ذلك قد يزيد من احتمال نجاتك بنسبة 20 في المئة".
وعلى العكس تماما ، أثبتت نظرية "البقاء للأقوي " صحتها في حادث السفينة "لوسيتانيا".
وقال تورجلر إن "أولئك الذين سنحت لهم أفضل فرص البقاء تراوحت أعمارهم بين 16 و35 عاما ، مع فارق ضئيل بين الجنسين ، فيما لقي ركاب الدرجة الأولى مصيرا أسوأ في الواقع". وأضاف: "يشير ذلك إلى أن التسابق كان الدافع الأقوي الذي أثر على البقاء".
وكان الفارق الكبير بين الحادثين ، الذي قد يفسر الاختلاف الملحوظ في السلوك ، هو أن السفينة "تيتانيك" ظلت طافية لمدة ساعتين و40 دقيقة بعد اصطدامها بينما لم تستمر "لوسيتانيا" على سطح المياه سوى 18 دقيقة فقط. وأشار تورجلر إلى أن الوقت القصير للكارثة يدعم السلوك الغريزي للنجاة علي نحو سريع ، بينما تقود الكارثة التي تطول مدتها إلى ظهور بعض المعايير الاجتماعية. وتابع: "نعلم أن الحالة الأولى سببها تدفق هرمون الأدرينالين إلى المخ ، لكننا لا نعلم بالضبط متى يسيطر السلوك الإيثاري على المرء".

الأكثر قراءة