معارض ومؤتمرات الرياض .. متنفس العائلات تحت مظلة العلم والثقافة
جذبت المعارض والمهرجانات العلمية، الثقافية، الترويجية، أو التسويقية التي تقام في مدينة الرياض على مدار العام، ساكن المنطقة والسائح والمقيم، بقدرتها على إشباع رغبات كل حسب ميوله ورغباته، في ظل أجواء مناسبة لجميع الفعاليات والأنشطة.
وبعيدا عن كون هذه الفعاليات مبهجة ومليئة بالترويح وقضاء وقت ممتع ومفيد، فهي تمثل فرصة كبرى لخلق نوع من التجانس بين المجتمع والمقيم، الذي يجدها المتنفس له، خاصة سكان مدينة الرياض، والمناطق التي حولها.
المميز في مهرجانات ومعارض العاصمة، تهيئتها بما يتيح الفرصة للعائلات للحضور، وكذا بمختلف الأعمال والتطلعات، نساء ورجال، صغاراً وكباراً، وكذا مثالية التنظيم، ما يعني نجاح الهيئة العامة للسياحة والآثار في تفعيل ورش العمل التي أقامتها مع عدد من منظمي الرحلات السياحية، لتطوير البرامج السياحية للمشاركين والحاضرين إلى المعارض والمؤتمرات التي تعقد في مدينة الرياض بما يسهم في زيادة قيمة المشاركة في تلك المعارض والمؤتمرات وزيادة الحركة السياحية الداخلية المرتبطة بسياحة الأعمال، التي كان آخرها بداية مارس الجاري، وشارك فيها مدير عام البرامج والمنتجات السياحية حمد آل الشيخ ورئيس اللجنة الوطنية لشركات المعارض يوسف الصائغ والمدير التنفيذي لمركز نيارة للمعارض والمؤتمرات محمد السيد حسين.
#3#
وركزت الورشة على (تطوير تنظيم الرحلات والبرامج السياحية المصاحبة للمؤتمرات والمعارض في مدينة الرياض) وأهمية دور الرحلات والبرامج السياحية في زيادة قيمة وجودة المشاركة في المؤتمرات والمعارض وإتاحة الفرصة للمشاركين فيها للاطلاع على المقومات الحضارية والتاريخية والأثرية والبيئية التي تتمتع بها مدينة الرياض بشكل خاص ومنطقة الرياض بشكل عام.
ومن يقف ميدانيا على هذه المعارض والمؤتمرات الأخيرة، يدرك أهمية الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة في تطوير قطاعات صناعة السياحة المحلية، وأن هنالك حاجة ماسة إلى خدمات منظمي الرحلات ودورهم، كموردي خدمات للمعارض والمؤتمرات، ومساهمة منظمي الرحلات في تخفيف العبء والتكاليف عن منظمي المؤتمرات والمعارض، والحاجة إلى بناء ثقة أكبر بين منظمي المؤتمرات والمعارض ومنظمي الرحلات المرخصين من الهيئة لحداثة هذا القطاع وسبل تقوية تواصل منظمي الرحلات مع منظمي المؤتمرات والمعارض لعرض خدماتهم.
وقد كانت إحدى توصيات الورشة تتمثل في تنظيم اجتماع موسع مع أكبر عدد من منظمي المؤتمرات والمعارض ومنظمي الرحلات السياحية في منطقة الرياض، مع أهمية تشكيل فريق عمل من القطاعين والهيئة لتعزيز استمرارية التواصل، مع تنظيم جولة سياحية للراغبين في الحضور من منظمي المؤتمرات في الرياض.
ومما لا شك فيه، أن المعارض التي تمت خلال الأشهر الماضية حققت نجاحاً باهرا ونجحت في استقطاب الفئات المعنية بإقامة مثل هذه الأنشطة، ومن آخر المعارض التي أقيمت وساهمت إسهاماً ممتازاً في تحقيق عائد للمجتمع المعرض المقام في مركز معارض الرياض الذي أقامته وزارة التعليم العالي (المعرض الدولي التعليم العالي)، بمشاركة عدد من مؤسسات التعليم العالي العالمية والمنظمات الدولية ذات العلاقة إلى جانب مشاركة الجامعات السعودية والمعاهد العليا وهيئات الجودة والقياس والتقويم والاعتماد الأكاديمي والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ومراكز الأبحاث والدراسات.
وقد فتح المعرض لزواره باباً نحو مستقبل واعد لجيل يطمح إلى الوصول إلى أعلى المراتب. كما أشتمل المعرض على عده برامج اهتمت من خلالها وزارة التعليم العالي، بخلق البيئة التعليمية المناسبة التي تؤهل الطالب الراغب في تطوير مستواه التعليمي للوصول إلى مبتغاة عن طريق إكمال تعليمه في الجامعات والمعاهد العالمية والداخلية.
وأكد رياض الكليب أحد رواد المعرض لـ''الاقتصادية'' قائلا: ''معرض التعليم العالي خطوة جيدة لنا لنشر الوعي التعليمي، واطلاعنا على الجامعات العالمية والداخلية لكي نرى المستقبل أمامنا وكان حافزاً لي ولزوار المعرض إلى إكمال التعليم والوصول إلى الفكر المراد لخدمة وطننا الغالي''.
#2#
وقد أبدى الدكتور عبد العزيز العنقري وزير التعليم العالي، رضاه التام عما حقق المعرض، الذي ضم أكثر من 300 ممثل للجامعات الخارجية من بينها جامعات مصنفة من أول مائة جامعة حسب تصنيف شنغهاي إلى جانب مشاركة أكثر من 30 مؤسسة علمية من ضمن 32 دولة في العالم متميزة في مجال التعليم، وأبلغ المشاركين في المعرض بأنه سوف يعقد سنوياً لكي تتم الاستفادة منه بشكل سنوي.
كما تحدث عبد الله بن قضعان لـ ''الاقتصادية'' عن حصوله على القبول الفوري المبدئي من إحدى الجامعات الكندية الموجودة في المعرض، وشكر الجهود المبذولة من قبل وزارة التعليم العالي على توفير مثل هذه المعارض التي تؤهلنا لمستوى أفضل للرقي بنا إلى مصاف الدول المتقدمة''.
وعلى صعيد المعارض المقامة، أبدى عدد من الأسر إعجابهم بما تقوم به الجهات المنظمة للمعارض، ووصفوها بأنها متنفس لهم يلبي احتياجهم ويجدون فيها جميع الخدمات المصاحبة للمعرض من خدمة، مطاعم، كوفي شوب، وحتى ركن يهتم بالأطفال.
كما أقيم مؤخرا، معرض الكتاب حيث أشاد رواد معرض الرياض الدولي للكتاب 1431هـ - 2010م، بالتنظيم المصاحب لفعاليات المعرض، مما ساعد المثقفين والمثقفات على القيام بعدة أمور، أهمها احتواء جنبات المعرض على دور النشر التي كانت لها بصمة واضحة على الزائر بمختلف فكرة وتوجهه وعمره.
وعن سؤال الـ ''الاقتصادية'' لـ فهد الحمود أحد زوار المعرض عن مدى نجاح المعرض وأبرز ما تميز به عن العام السابق، قال: ''تنوع الثقافات واختلاف المحتوى يعجبني هذا العام، حيث وجدت ما كنت أبحث عنه من كتب لم أكن لأجدها خارج المعرض، وهذا يعد إنجازاً تحقق لنا''.
ومما لا شك فيه أن المعرض حظي بتغطية ميدانية كبيرة من عدة وسائل إعلامية ونقل مباشر للقناة السعودية الثقافية لرصد الحدث الثقافي، وقامت وزارة الإعلام بإعداد برامج ثقافية اتسمت بالتنوع والتوازن للجنسين مع مراعاة جانب السن.
ولم يقتصر المعرض على المثقفين والمثقفات الكبار، بل ضم المعرض 37 جناحاً للطفل تخللها أنشطة منوعة لتنمية الفكر الثقافي للطفل وغرس حب المعرفة والمطالعة، كما باشرت نحو 30 مشرفة ومنسقة ميدانية متخصصة في المجال.
كما أكدت أم رائد لـ ''الاقتصادية'' إحدى زائرات جناح الطفل، أن فكرة جناح الطفل نابعة من حاجتنا لتربية أطفالنا وجعل الكتاب الصديق الأول لهم وتنمية حب القراءة والاطلاع.
كما صاحب جناح الطفل تدشين إصدارين جديدين لأصغر كاتبة عربية تبلغ من العمر 12 عاماً، الأمر الذي أسعد كثيراً من الزوار وشجعهم لتنمية أطفالهم.
على صعيد التنافس شهد المعرض تنافساً شديداً بين دور النشر الأمر الذي أدى إلى استحداث العروض المميزة داخل صالة العرض ما أدى إلى وجود كتب محظور بيعها خارج المعرض وكانت الحصرية للمعرض بوجود مثل هذه الكتب.
وفي الحديث مع هيثم الشهري لـ ''الاقتصادية'' قال: ''أبهرني المعرض بالرغم من ضيق الممرات الداخلية في صالة العرض إلا أنني خرجت بالفائدة التي كنت أبحث عنها، ويسعدني وجود أماكن للراحة ووجود المطاعم التي أصبحت ضرورية للزائر بعد جولته في المعرض''.
آراء كثيرة وحوارات مفيدة تحمل في طياتها الشكر لوزارة ''الإعلام'' لوجود مثل هذه المعارض التي تجمع بين المعرفة والقراءة والندوات والمحاضرات.
كما أن للتقنية دوراً مهماً في المجتمع، فقد حظيت فعاليات مدينة الرياض التي تنظمها شركة معارض الرياض، على مدار السنوات الماضية، بإقبال كبير على المعرض الذي أقيم العام الماضي ''معرض جيتكس السعودية'' والذي سيواصل العمل في نسخته التاسعة لإتاحة الفرصة لكبار مزودي المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات في المملكة والعالم، لعرض تقنياتهم أمام آلاف المختصين في المعلومات وتقنية الاتصالات والمشتريات.
أما على صعيد المهرجانات المقامة في الرياض، فمهرجان ''ربيع الرياض''، يرسم البسمة على وجوه الأطفال، وتضمن المهرجان العام الماضي عرض أكثر من 226 ألف زهرة وشتلة بألوانها المختلفة والزاهية التي رسمت الفرح على محيا الزوار العام الماضي.