الشركات الصديقة.. كيف تدعم المستثمرين في الطاقة النظيفة لتخفيف التغير المناخي؟
إن شركة إيه كو إي ليست شركة يمكنك تسميتها شركة استثمارية نموذجية. وبداية، فإنها ليست شركة كبيرة برأسمال ضخم. وثانياً، فإنها تركز حصرياً على الطاقة، وثالثاً، فإنها تستثمر في شركات الطاقة الصغيرة والنظيفة بشكل متزايد في البلدان النامية.
غير أن السير بعكس التيار هو تماماً ما سعت شركة الاستثمار في الطاقة النظيفة هذه إلى فعله متعمدة، وساعدها هذا ليس على تحقيق أهدافها فحسب، وإنما على تجاوزها كذلك.
ويقول جيفري ديكنسون، المدير الإقليمي لشركة إيه كو لآسيا: ''تنطوي رسالتنا على الاستثمار في شركات الطاقة في الأسواق الناشئة، والمساعدة على تطويرها. واخترنا بشكل متعمد هذا الأمر. ونحن لا نعمل في أوروبا أو الولايات المتحدة، أو اليابان، بسبب ذلك تحديداً، ونعمل دائماً مع الشركات المحلية كذلك. ولسنا مؤسسة كبيرة، لكن لدينا مكان متخصص للغاية يناسبنا تماماً''.
إن المجال الذي نقشته أيه + كو لذاتها هو خبرتها في الغاز الحيوي، وتكنولوجيا الكائنات الحية. والغاز الحيوي عبارة عن عملية تتمثل في أخذ النفايات الناتجة نموذجياً عن مصانع تصنيع الأغذية لتوليد غاز الميثان، وبيع الغاز إلى الشركة المضيفة لتوليد طاقة المراجل والكهرباء. وتنطوي طاقة الكائنات الحية من ناحية أخرى على حرق قشور الأرز والخشب لإنتاج البخار، وبالتالي توليد الكهرباء، رغم أن ديكنسون يقول إن تحويل طاقة الكائنات الحية إلى الحالة الغازية – والتي يصفها بأنها حرق جزئي للكائنات الحية وسحب الدخان لحرق تلك الغازات في آلة أو تطبيق حراري لتوليد الطاقة – بدأ يكتسب الاهتمام في عديد من البلدان النامية، وعلى وجه الخصوص في جنوب شرق آسيا.
أحد البلدان التي انطلقت فيها عملية تحويل الكائنات الحية إلى الحالة الغازية هو كمبوديا. والمثال المتألق على ذلك هو شركة منشؤها محلي من مشاريع الطاقة المتجددة صغيرة ومتوسطة الحجم، تمتلك إيه + كو جزءاً منها، ودخلت السوق منذ ذلك الحين لتكون رائدة هذه التكنولوجيا في كمبوديا.
وأنجزت الشركة في غضون عامين، 30 تركيباً من التكنولوجيا التي لم يسبق أن تم تطبيقها في كمبوديا. وقال ديكنسون لإنسياد نولديج في مقابلة أجريت معه: ''إننا نحصل على نظام مصنع في الهند، وعملية التحويل إلى الحالة الغازية أمر معروف، لكن لم يتم تطبيقها هنا. ودخلت هذه الشركة المجال، وتعلمت التكنولوجيا، وعملت مع زبائن آخرين، وثابرت فعلياً إلى النقطة التي تعتبر عندها الآن قائدة السوق هناك''.
وصادفت ''إيه كو'' كذلك نجاحاً مماثلاً في تايلاند، حيث عملت الشركة هناك سابقاً على مشروع غاز حيوي كبير. ويقول ديكنسون: ''كان الأول من نوعه في المنطقة. وانتهى الأمر بالمشروع في واقع الأمر بكونه أكبر مفاعل حيوي من ذلك النوع – ونجح للغاية. ومن وجهة النظر الفنية، تجاوز الأمر توقعاتنا''.
إضافة إلى توفير المعرفة والدراية الفنية، تشارك ''إيه كو'' كذلك ما يطلق عليه ديكنسون ''خدمات تطوير المشروع''، لمساعدة شركات الطاقة النظيفة على النمو بواسطة رجال أعمال مغامرين محليين بالأجندة الصديقة للبيئة ذاتها.
يوضح ديكنسون أنه بالتعاون مع الشركة في كمبوديا، ساعدت إيه +كو بكتابة خطة عملها، واختيار التكنولوجيا الأمثل ''لأنه كان هناك اثنان من مزودي شركات إنتاج الغاز''. ومضت ''أيه كو'' منذ ذلك الحين إلى مشاريع أخرى، بعد أن أصبحت الشركة ملكها الخاص.
غير أن الشركات التي تبحث عن الدعم من ''أيه كو'' – سواء من حيث رأس المال أو الخدمات – يجب أن تستوفي متطلبات الاستثمار الصارمة التي وضعتها ''إيه كو''. وسوف تعتبر شركات الطاقة التي قدمت اقتراح عمل، وتلقت خدمات التطوير، مدينة، أو بمثابة استثمار في الملكية إذا استوفت المعيار الاستثماري. وسبب ذلك هو أن أيه + كو لا تقدم المنح المالية، وإنما القروض، واستثمارات الملكية، التي تبلغ قيمتها ما بين 25 ألفا ومليون دولار أمريكي، إلى مشاريع الطاقة النظيفة الواعدة. ويجب سداد القروض مع فوائدها.
ويقول ديكنسون إن معيار الاستثمار الذي وضعته إيه + كو يجعلها ''مؤسسة تزيد الحصيلة النهائية إلى ثلاثة أضعاف'' ويوضح قائلاً: ''إننا نتطلع إلى العناصر الاجتماعية، والبيئية، والمالية جميعها في الوقت ذاته، ونوازن بينها عند اتخاذ قراراتنا الاستثمارية. وهناك عديد من المستثمرين ممن ينظرون إلى جانب واحد، أو جانبين – بيئي ومالي –لكننا نأخذ العنصر الاجتماعي على محمل الجد فعلياً كذلك''.
إن لهذا الأمر تأثيراً مضاعفاً في البلدان التي تعمل فيها إيه + كو. ويقول ديكنسون: ''كما رأينا في مشروع الغاز الحيوي الذي نفذناه في تايلاند، من الممكن أن يكون هناك تأثير مماثل جيد، ليس كمشتركين فيه فحسب، لكن كمحفزين، حيث جعلناه ينطلق''. ويقول ديكنسون: ''لقد رأينا ذلك الآن مع شركات الغاز في كمبوديا كذلك. وكما قلت شخصياً، كنا الأوائل هناك في مشاريع الطاقة المتجددة صغيرة ومتوسطة الحجم. وهنالك الآن شركتان تحاولان التجارة في السوق ذاتها، إضافة إلى شركات أخرى من الخارج تتطلع إلى تلك السوق. ومرة أخرى، بناءً على ذلك، فإن هذا التأثير المحفز هو أمر نشعر أنه مهم تماماً''.