«نعم قبلت»

لا تخلو أيُّ تجربة عمل من مواقف بعضُها قاهر، وبعضها مفْتعل، وبعضها يموج التعايش معه ، وآية ذلك كله مغادرة (الموظف) من العمل مؤلم ومحزن على بعضنا.
إن أيَّ عمل سواء خاصا أو عاما تتخللّه عقبات، وتواجهه صعوبات.
* *
وسيرتي العملية ليست استثناءً من ذلك، ففي العمل مثلاً يلازمني أبداً هاجس ''إخفاق مغادرة الموظفين''. عندما يغادرنا أحد الموظفين، ويومَه يحوّل يومي إلى معاناة: كيف أخفقنا في إبقائه؟ ولماذا غادرنا؟ وكيف يتحول إلى درس لنا في الإدارة؟
* *
ولي في العمل نصيب من المعاناة رغم توالي السنين، وتكاثف الخبرة فهناك (عقبة) التعامل مع (البشر) التي قد تحدُّ من طموحي في الإدارة، وفي تطوير آلية العمل، ووجدتُ في ذلك الحقل متعةً للذهن مصحوبا بالألم في بعض الأحيان. وهناك (عقبة) الاحتفاظ بأبنائنا في الشركة بحثاً عن صيغ أفضل للأداء، أو لأسباب مادية، وهناك (عقبة) الدوام في قطاع التجزئة عن قدرات شابة جديدة مؤهلةٍ للعمل بمهنة بائع مشحونة بالتحدي وتقديم الأفضل، وليس كل من أبنائنا يرغب في أن يكون بائعاً في المحال.

* *
باختصار: الحياة العملية صراطٌ تنتشر على ضفافه العقباتُ منذ أول يوم تقول للمهنة: ''نعم قبلت'' حتى آخر لحظة تغادر العمل!
ولولا هذه العقبات.. ما كان للحياة زينةٌ ولا هدف للعمل وتعمير الأرض.
لكن يظلّ سدادُ الرأي وتراكمُ الخبرة الإدارية في الاتجاه الصحيح سيد الموقف في جلّ الأحوال! نعم حروف الشيخ صالح كامل الذي يحتل قائمة أغنى مليارديرات العالم في قائمة أغنياء العالم حسب تقرير (فوربس) للعام 2010 وهو يعترف أنه يضعف ويحزن أمام تسريح الموظف ، ولا يستطيع مواجهته. إلى تلك اللحظة نحن في وضع طبيعي مرت به كبرى الشركات من قبلنا ، وستمر به من بعدنا كلها مثلنا تقف أمام لحظة اختيار حرجة في تسريح الموظفين بعد الجملة المشهورة للوظيفة ''نعم قبلت''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي