جامعة سلطان وعلوم الطيران
جامعة الأمير سلطان من الجامعات المميزة في المنطقة رغم عمرها القصير الذي أتم هذه السنة عشر سنوات فقط. القائمون على هذه الجامعة الفتية نجحوا في إيجاد هوية تميز هذه الجامعة من خلال إيجاد تخصصات علمية غير تقليدية ظلت بعيدة عن الاهتمام رغم الحاجة الماسة إليها في المملكة وفي المنطقة. هذه التخصصات تخدم قطاعات صناعية إما ناشئة وإما متحورة كقطاع صناعة النقل الجوي الذي يشهد تطورا عالميا مذهلا في وتيرة النمو وفي الإجراءات الإدارية، مما يستوجب إيجاد كوادر بشرية مؤهلة قادرة على قيادة هذه الصناعة بجودة وتنافسية عالمية. وكانت منطقة الشرق الأوسط قد سجلت أعلى نسبة نمو في العالم في حجم المسافرين للسنة الماضية رغم الكساد العالمي بقيادة مطارات ناشئة وقوية كدبي وأبوظبي والدوحة. ولدينا في المملكة بنى تحتية من مطارات وخطوط جوية وشركات خدمات جوية ثانوية تحتاج إلى استثمارات تصل إلى 100 مليار ريال للعقد المقبل. كما أن لدينا مرافق جوية ضخمة تحتاج إلى عقول جديدة تدير تلك المرافق وتسير بها نحو المعايير الدولية كي نستطيع التنافس والحفاظ على أسواقنا ومواردنا من التسرب إلى الخارج، كمطار الملك فهد الدولي في المنطقة الشرقية الذي لا يزال عاجزا عن الوصول إلى ربع طاقته الاستيعابية. جميع قطاعات صناعة النقل الجوي في المملكة بدأت زمنيا بسنوات طويلة قبل الدول المجاورة، وكان مطار الظهران الدولي في الستينيات والسبعينيات محور الرحلات العابرة بين الاتجاهات الأربعة لقارات العالم. وكان اسم مطار الظهران الدولي في مصاف أسماء هيثرو وJFK. إن إنشاء بكالوريوس في إدارة النقل الجوي في جامعة الأمير سلطان يأتي في وقت أصبحت فيه الحاجة ماسة إلى أجيال من الشباب المؤهلين علميا وتطبيقيا للإجراءات الإدارية والعملياتية التي تحتاج إليها صناعة النقل الجوي الحديثة، كإدارة وتسويق المطارات وإدارة الخطوط الجوية ومراكز الشحن الجوي وغيرها من الصناعات. كما أننا في أمس الحاجة إلى عقول شابة قادرة على تسريع الإجراءات الإدارية الحالية التي تكبل تفاعل رأس المال الوطني في المشاريع الكامنة المتأخرة كتحرير الشحن الجوي وإنشاء شركات خاصة مستقلة له بعيدا عن إرث الخطوط السعودية.