أوروبا: مساعدة اليونان مشروطة بإجراء إصلاحات فاعلة
حذرت المفوضية الأوروبية أمس اليونان من أنه سيكون عليها أن تقوم طوال السنة بتطبيق الإصلاحات التي وعدت بها لخفض العجز، على أمل الحصول على القروض التي وعدت بها شريكاتها في منطقة اليورو. وحمل الرئيس الألماني هورست كولر المضاربين مسؤولية الأزمة المالية التي يتعرض لها اليونان.
وقال كولر في مؤتمر اقتصادي عقد في ميونيخ أمس إن الأزمة الراهنة تظهر نموذجاً غير مقبول، فالأرباح حققها القليلون، بينما يتعين أن يتحمل الجميع الخسائر. ورحب كولر بالمساعدة الألمانية لإنقاذ اليونان من الأزمة المالية، وأضاف يتعين على ألمانيا أيضاً، من منطلق مصلحتها الخاصة، المساهمة في الاستقرار.
وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التزام بلادها بمساعدة اليونان فور التوصل إلى اتفاق حول برنامج التقشف للخروج من الأزمة المالية الطاحنة التي تهدد بإفلاس أِثينا.
وقالت ميركل أمس: "ستقدم ألمانيا المساعدات فور توافر الشروط المطلوبة". وأشارت المستشارة الألمانية إلى المفاوضات الجارية بين صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي واليونان حول البرنامج المزمع تنفيذه خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وتوقعت ميركل انتهاء هذه المفاوضات مطلع الأسبوع المقبل، وتعهدت بالبدء في إجراءات الموافقة الرسمية على المساعدات، وبينها موافقة البرلمان فور انتهاء المفاوضات.
وشددت المستشارة ميركل على أهمية استمرار أثينا في برنامج التقشف، وأكدت عدم وجود بديل عن ذلك للخروج من الأزمة. وقال مسؤول نقابي أمس إن صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي يرغبان في أن تخفض اليونان عجز ميزانيتها بواقع 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2011، وذلك في إطار اتفاق إنقاذ قيمته مليارات من اليورو.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بعد حضور محادثات مع الحكومة "يرغبان (صندوق النقد والاتحاد الأوروبي) في أن تخفض اليونان عجز الميزانية بواقع عشر نقاط مئوية في 2010 و2011 .. كي يكون بوسعها العودة مجدداً والاقتراض من الأسواق في العام الثالث من البرنامج".
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بكين أمس أن هناك تفاهما كاملا بين فرنسا وألمانيا بشأن سبل حل أزمة الديون اليونانية الهائلة، مشدداً على أن باريس مصممة بالكامل على دعم اليورو واليونان، وأن أوروبا لن تسمح للمضاربين بزعزعة استقرار هذا البلد أو ذاك.