الشيخ السيف: يُستحبُّ التجمُّل عند الصلاة ولا سيما صلاة الجمعة
تحتاج المساجد إلى تعامل جميل من مرتاديها وروادها، يحرصون على التقيد بما يكون فيه مصلحة المسجد والمصلين، ولعل من الظواهر السلبية لدى بعض الناس المرتادين للمسجد عدم الاهتمام بأداء الصلوات في ملابس نظيفة ومظهر جميل، ولهذا كان حريا بنا تناول هذه الظاهرة كتثقيف لرواد المسجد المصرين على عدم الاهتمام بنظافة الملبس والجسد عند التوجه للصلاة والمسجد, حيث يقول عبد الله علوان إن المحافظة على الصلوات المكتوبة مهم جدا ولا بد من أدائها باستمرار جماعة في المسجد، كجانب من جوانب هذا الاهتمام بالمسجد, ويرى الشيخ مساعد الشهري الداعية الإسلامي, أن الاهتمام بحسن الهندام وحُسن المظهر أمر مطلوب, فالمسلم لا بد أن يَسْتَشْعِرَ عظمة من يقف بين يديه وأنه سيكون في بيت من بيوته, قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (31: الأعراف).
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - عن تفسير هذه الآية: ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنَّة يُستحبُّ التجمُّل عند الصلاة ولا سيما صلاة الجمعة ويوم العيد والطِّيب لأنه من الزِّينة والسِّواك لأنه من تمام ذلك. وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم: إذا صلَّى أحدُكم فلْيلبس ثوبيهِ فإنَّ الله أحقُّ من تزيَّن له.
فليعلم هذا من يؤذي المصلين بالرَّوائح الكريهة من ثومٍ أو بصلٍ أو شربٍ للدُّخان أو عدم تنظيف للجسم, فقد صح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: من أكل ثوماً أو بصلاً فلْيعتزل مسجدنَا فإنَّ الملائكةَ تتأذَّى ممَّا يتأذَّى منه بنو آدم.
ويؤكد الشيخ أحمد السيف إمام جامع السليم في الرياض أن على المسلم أن يبادر بالحضور إلى المسجد والتَّبكير إليه وانتظار إقامة الصلاة وأن يلبس أحسن الثياب ويكون مظهره حسنا, فقد قال صلى الله عليه وسلم: .. ولو يَعلمون ما في التَّهجير لاسْتبقوا إليه.
وقال: إن التبكير إلى الصلوات, كان يتسابق إليه السلف لما عَلموا رحمهم الله ـ ما فيه من الثواب فحافظوا عليه ... فسعيد بن المسيِّب ـ رحمه الله ـ يقول: ما أذَّن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد. ولم تفته صلاة الجماعة طوال 40 سنة.
ويضيف السيف أن الأعمش ـ رحمه الله ـ رغم كِبَرِ سنِّه كان محافظاً على التَّكبيرة الأولى قريباً من سبعين سنة, وهذا المحدِّث بشر بن الحسين كان يقال له (الصَّفِّي) لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة 50 سنة.
كما أن الأمَّار بالمعروف إبراهيم بن ميمون المروزي كان صائغاً يطرق الذهب والفضة فكان إذا رفع المطرقة فسمع النداء للصلاة لم يردَّها. فرحم الله أولئك الأقوام , فأين من يشبههم الآن, فلقد صدق من قال: إذا ذُكرت أحوال السلف بيننا افتُضحنا نسأل الله أن يتجاوز عن زللنا وتقصيرنا, وذنوبنا وآثامنا.
ولو لم يحصل من ثمار المبادرة إلى المسجد إلا إدراك تكبيرة الإحرام لكفَى, فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: مَن صلَّى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يدرك التَّكبيرة الأولى كُتب له براءتان: براءةٌ من النَّار وبراءةٌ من النِّفاق.