لماذا لا نستفيد من تجارب المصرفية الإسلامية؟
سعادة رئيس التحرير المحترم... بعد قراءتي بعض أعداد مجلة "المصرفية الإسلامية" وخاصة العددين الأخيرين (11و12)، وجدت أن المجلة أصبحت تفرد كثيرا من صفحاتها لتناول تجارب بعض الدول الإسلامية والعربية عن المصرفية الإسلامية، حيث وجدت وقرأت عن تجربة ماليزيا وتجربة إندونيسيا وتجربة السودان وتجربة اليمن وغيرها من التجارب العديدة، والحقيقة أن هذه التجارب ثبت نجاحها في عديد من النواحي، لكن ما أود طرحه، وأعتبره اقتراحا جديرا بالاهتمام وأخذه بعين الاعتبار خاصة من جانب المهتمين والمسؤولين عن المصرفية الإسلامية: إذا كانت هذه تمثل نماذج ناجحة للمصرفية الإسلامية فلماذا لا نستفيد منها ونعمل على تجميع هذه التجارب من خلال إقامة سوق إسلامية مشتركة، تكون نواة لسوق إسلامية عالمية، تساعد على تماسك الاقتصادات العالمية، التي تتداعى بسبب الأزمة المالية العالمية، خاصة ونحن نعيش في عالم تحكمه القوة والقوة الاقتصادية بالذات ولا يعترف إلا بالكيانات الكبيرة، فالأفراد أو الكيانات الصغيرة لإمكان لها.
أيضا على البنوك الإسلامية، التوسع في تجربتها بشكل أكثر جدية وابتكارية، ومن ثم محاولة الاستفادة من ذلك في تبني التجارب المصرفية الإسلامية مجتمعة، على أوسع نطاق لتشمل سوق المصرفية الإسلامية جميع البلدان الكبيرة المهتمة بهذا الشأن، مثل السعودية وماليزيا والسودان وباكستان وغيرها من البلاد ذات الاهتمام المشترك، بهدف تقنين العمل المشترك لإقامة تكامل سوق مصرفية إسلامية مشتركة، وفق خطط استراتيجية بعيدة المدى، ومدروسة بشكل علمي وفني، وذلك لخلق سوق إسلامية عالمية واسعة، تقدم بحسبها أفضل أنموذج للعالم أجمع. وأعتقد أن المصرفية الإسلامية وصناعة المال الإسلامي قطعا شوطا كبيرا وحققتا إنجازات كبيرة غير مسبوقة في مجال المنتجات والتمويل الإسلامي، خاصة إذا وضعت في مقارنة بينها وبين نظيراتها في المصرفية التقليدية على مستوى العالم. فإذا نظرنا إلى ما يحدث في اقتصادات العالم ونظمه المالية المصرفية، مع ما تواجهه من مصاعب جمة حالية، نجد أن البنوك الإسلامية ونظمها المالية، الأكثر أمانا وقبولا، ما حدا بعديد من الدول الغربية إلى البحث عن طرق الاستفادة من النظام المالي المصرفي الإسلامي، خاصة أن الشريعة الإسلامية ترسخ لما يعرف بالاقتصاد الحقيقي المتمثل في خدمات حقيقية.
تاج السر أحمد
الخرطوم - السودان