الاستثمار في الأسهم المجهولة يحقق عائدات أعلى

الاستثمار في الأسهم المجهولة يحقق عائدات أعلى

وفقا لبحث جديد شاركت في تأليفه ليلي هوا الأستاذة المساعدة في قسم المالية، وجويل بيرس الأستاذ المشارك في قسم المالية في جامعة إنسياد، قد يحقق المستثمرون الربح عن طريق المراهنة على الأسهم التي تفتقر إلى التغطية الإعلامية.
ووجدت الدراسة أن المستثمرين قد يكسبون عائدات أعلى نسبيا عن طريق المراهنة على الأسهم التي لا تحظى بتغطية إعلامية من تلك التي تحظى بتغطية إعلامية كبيرة. وفي الواقع، وجد استطلاع الدراسة لمجموعة من الأسهم التي لا تحظى بتغطية إعلامية أن أداءها كان أفضل من أي مجموعة أخرى من الأسهم التي تحظى بتغطية إعلامية كبيرة بنسبة 3 في المائة سنويا، حتى بعد ضبط عوامل الخطر المعروفة مثل السوق والحجم والقيمة الدفترية إلى القيمة السوقية والزخم والسيولة.
وهذا التفوق في الأداء يكون كبيراً بصورة خاصة بين الأسهم الصغيرة، والأسهم التي لا تحظى بتحليلات مفصلة، والأسهم المملوكة من قبل أفراد في المقام الأول، والأسهم المتقلبة للغاية. وفي الواقع، تقدم هذه الأسهم ''علاوة غير إعلامية'' بنسبة 8 إلى 12 في المائة سنويا بعد أخذ عوامل الخطر بعين الاعتبار.
وتقول فانج، الحاصلة على جائزة سميث بريدين للبحث المتميز Smith Breeden Distinguished Paper Award من قبل النشرة المالية الدورية عن بحثها مع زميلها بيرس: ''إذا كنت تسعى للحصول على الأسهم التي لا تحظى بتغطية إعلامية، فهي عبارة عن ''جواهر مخبأة'' نوعا ما، فهي ليست واضحة ولا يتتبعها الناس كثيرا، لذا يجب على المستثمرين بذل جهد أكبر للبحث عنها. ولكن إذا فعلت ذلك، يبدو أنك ستتمكن من تحقيق عائدات أعلى بكثير من مجرد شراء الأسهم الوامضة على (شاشة) Bloomberg''.
وتألفت عينة بحثهما من جميع الشركات المدرجة على بورصة نيويورك و500 شركة تم اختيارها عشوائيا مدرجة على ''ناسداك'' بين عامي 1993 و2002. وركزت على التغطية الإعلامية للأسهم من قبل أربع شركات نشر يومية وطنية أمريكية: نيويورك تايمز، وUSA Today، وول ستريت جورنال، وواشنطن بوست.
علاوة على ذلك، أوضح البحث أنه في حين يمكن أن يفسر انعدام السيولة استمرار ظاهرة ''العلاوة غير الإعلامية''، إلا أنه لا يفسر السبب. وبالتالي استنتج البحث أن الظاهرة نابعة من ''قصة المعلومات'' مثل ''فرضية الاعتراف بالمستثمر'' لأستاذ المالية روبرت ميرتون.
وتقول فانج إن ما تنشره وسائل الإعلام عن الشركات أقل أهمية من مقدار الوعي الشعبي الذي يجتذبه ظهورها بوضوح في وسائل الإعلام.
وتضيف فانج: ''إن هذا هو أحد المعاني الضمنية التي يستنتجها البحث. وكما قلت، فإنه بدون التغطية الإعلامية، ''ليست هناك أخبار جيدة'' بالنسبة للمستثمرين، ما يعني أنك ستكسب عائدات أعلى. ولكن إذا عكست هذا المنظور للنظر إلى وجهة نظر الشركات، فهو يعني ضمنا أن أسعار أسهمها اقل قليلا لأنها أقل شهرة. وأعتقد أن الشركات تدرك هذا جيدا.''
ولتوضيح وجهة نظرها، تضيف فانج أنه بعد إدخال مجموعة من الإصلاحات التنظيمية على سوق الأسهم في الولايات المتحدة من خلال قانون ساربانز- أوكسلي عام 2002، ترك العديد من المحللين ''وول ستريت''. وفي وقت لاحق، فقد كثير من الشركات التغطية التحليلية.
وتوضح فانج: ''نعرف أن التغطية التحليلية التقليدية مهمة جدا من حيث نشر المعلومات.. السماح للمستثمرين أن يعرفوا عنها. ويؤدي هذا إلى السيولة، مما يزيد وضوح وظهور الشركات، ويبين بحثنا بالدرجة الأولى أن لهذا تأثيراً على سعر السهم. فهو يسمح بأن يتم تسعير سعر سهم الشركة بكفاءة أكبر.
''وهذا يعني أنه إذا كانت شركتك معروفة، يحتاج الناس أن يعرفوا عن أسهمك من أجل الاستثمار فيها. وبالتالي إذا كانت شركتك غير معروفة، لن يعرف كثير من الناس عنها، ولن يفكر هؤلاء الأشخاص في امتلاك محفظة متنوعة. لذا فإن علاوة المخاطر بالنسبة لهم ستكون عالية.
''لذا فإن أي شيء يجعل الشركة أكثر ظهورا ووضوحا للعيان سيكون له تأثير غير مباشر على تكلفة رأس المال. وهكذا بعد أن فقد كثير من الشركات التغطية التحليلية، أصبحت هذه قضية مهمة ذات صلة''.
وتذكر فانج أن ما تنشره وسائل الإعلام عن الشركات أقل أهمية من مقدار الوعي الشعبي الذي يجتذبه ظهورها بوضوح في وسائل الإعلام. وتضيف أن الرسالة البسيطة للبحث هي أن ''الشركات الواضحة للعيان تتدبر أمورها بعائدات أقل، لأن أسعارها تعكس تماما قيمتها''. وعلى النقيض من ذلك، فإن الأسهم التي لا يتتبعها المستثمرون لأنهم لا يعرفون عنها لها أسعار أقل نسبيا وبالتالي تقدم عائدات أعلى، كما تقول.
إلا أن فانج تعترف بأن هناك علاقة تبادلية قوية بين حجم الشركات ومقدار التغطية الإعلامية التي تجتذبها. فالشركات الأكبر تحصل عادة على تغطية إعلامية أكبر. ومع ذلك، ''لا نقول إن الأسهم التي تحظى بتغطية عالية يتم رفع سعرها كثيرا بحيث توفر عائدات أقل. ففي الواقع، تكون عائداتها محايدة تقريبا حين تقارنها بمعايير معقولة''.
وبما أن تكلفة جمع رأس المال أعلى بالنسبة للشركات التي لا تحظى بتغطية إعلامية وبالتالي سعر أسهمها أقل، تقول فانج إن على مثل هذه الشركات التفكير في زيادة تغطيتها الإعلامية، الأمر الذي قد يساعد على تعويض غياب التغطية التحليلية في بعض الحالات.

الأكثر قراءة