إيجاد وقع المركز .. الطريقة الصحيحة لسد الثغرات بين العاملين
يرى أليكس كمنجنز، نائب الرئيس التنفيذي، وكبير المسؤولين الإداريين في شركة كوكا كولا، أن ''إيجاد وقع المركز'' هو الطريقة الصحيحة لسد الثغرة القائمة بين العاملين في الميدان، وبين الموجودين في ''مركز سلطة الشركة''. ويتحدث بإسهاب عن ''التوتر الطبيعي'' بين الجانبين، وكيفية جمعهما معاً حيث يقول ''إن وقع الأمور بينهما مختلف''. ولديه معلومات قليلة عن ''المركز''، وعمليات الميدان. وقد بدأ هذا الليبيري العمل في ''كوكا كولا'' عام 1997 مديرا عاما لأعمالها في نيجيريا. وأصبح مع مطلع القرن الجديد رئيساً لعمليات الشركة في شمال وغرب إفريقيا. وأصبح بعد عام من ذلك رئيساً، وكبيراً للمسؤولين العاملين في مجموعة إفريقيا المسؤولة عن 56 بلداً، ومنطقة، على اتساع هذه القارة.
يقول هذا المسؤول ''إن العاملين في المركز لديهم تركيز أقرب إلى الأجلين المتوسط، والطويل، في حين ينظر العاملون في الميدان إلى الربع المقبل، أو الشهر التالي، حيث يجب أن تكون الأمور كذلك. وهنالك جسر طبيعي يسعى الجميع إلى عبوره، وهو زيادة القيمة لحملة الأسهم. وبالتالي فإن مهمتي هي تعديل أمور الوقع المختلف من طرف جانب التشغيل، حيث التركيز يتم على الكميات، والأرباح، وحصص السوق، بينما ينظر المركز في الأمور الأقرب إلى الأجل المتوسط''.
إن هذا النجم الساطع لهذه الشركة لديه إشراف على عدة أقسام تشمل الإدارات القانونية، والموارد البشرية، وعلاقات المجتمع العالمي، والتخطيط الاستراتيجي، وتكنولوجيا المعلومات، والبحث والابتكار، والعلوم، والإنتاجية التحويلية، والأمن الاستراتيجي. وهو يقول إن مجموعته المركزية لديها 1.800 موظف، كما أن هنالك نحو ثلاثة آلاف موظف تابعين مباشرة له.
ولد هذا الرجل الخمسيني في أسرة من الطبقة المتوسطة في ليبيريا، حيث كانت بلاده في وضع جيد في ذلك الوقت، من حيث إنه تمتع بحياة أسرية مستقرة، واستطاع الدراسة في مدارس جيدة، لينتقل بعد ذلك إلى الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة، حيث قادته سيرته العملية إلى العمل في مقر شركة كوكا كولا في ولاية أتلاتنا الأمريكية.
كان في الماضي يريد أن يصبح طبيباً، أو مهندساً، ثم داعبته أفكار السياسة. ولكن رد فعله كان رفض هذا التوجه، خصوصاً أنه إفريقي. وهو يتذكر ذلك مع ابتسامة على شفتيه. غير أنه ظل على الدوام يهدف إلى العودة إلى موطنه. وقد عاد بعد التخرج في جامعة إلينوي الشمالية ليعمل لمدة عامين في البنك الليبيري للتنمية والاستثمار.
وعاد بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لنيل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، في الوقت الذي بدأ فيه الحكم العسكري، وعدم الاستقرار في بلده. وقد شغل في الولايات المتحدة عدة وظائف في شركة فلسبوري الدولية حتى بلغ منصب نائب الرئيس للشؤون المالية.
وانتقل بعد ذلك إلى ''كوكا كولا'' التي أمضى فيها لغاية الآن ما يزيد على عقد من الزمن، حيث استطاع دراسة أحوال الشركة بدقة، وصمم على مواجهة التحديات بقوة، بما في ذلك محاولة إيجاد خيط ارتباط بين أقسام الشركة المتعددة يتمثل بالكفاءة العملية المتكاملة في كل الأمور التي تنجزها تلك الأقسام. ويقول عن ذلك ''إن ما نريده هو أن تتوجه خدماتنا وحلولنا باتجاه الاعتماد على النشاط العملي، ولذلك فإنه بدلاً من أن نسعى إلى أن نكون خبراء لأغراض الخبرة، فإننا نكتسب بالفعل تلك الخبرة ونطبقها على متطلبات عملنا، ونلجأ إلى الحلول التي تعزز نشاطنا العملي''.
بعد أن أمضى أكثر من 18 شهراً في منصبه الجديد، فإنه يعترف بأنه واجه تحديات كبرى من أجل إيجاد ذلك ''الخيط'' الرابط بين الأقسام. وكان أمامه نوع من التحدي الشخصي في العثور على ''وقع المركز''، الأمر الذي احتاج إلى ستة أشهر كي يستطيع تصوره بالشكل الصحيح. غير أنه كانت هنالك مهمة أكبر تتمثل في جعل الجميع يتفهمون أدوارهم في المجموعة. ويقول عن ذلك ''كان علينا أن نفهم كيف يمكن لأي أمر نقوم به التأثير في شبكة عملنا، وفي زملائنا في الميدان. وهنالك تحد يتمثل في التأكد من وجود تلك الروابط، بحيث تعمل الشركة بأسلوب سلس بين المهام المتعددة''.
إن هذا الرجل يعتقد أن تعلم إدارة هذه القائمة الصعبة من التحديات لا يمكن أن يأتي إلاّ من مدرسة المصاعب. ويضيف ''يمكن للتعليم أن يفيدك، وأن يجعلك توجه الأسئلة الصحيحة، ولكن التدريب أثناء العمل هو الأمر المهم في نهاية المطاف''. وهو يرى أن مزيجاً من حالات النجاح والفشل يعطي القائد القدرة على تحسين كفاءته العملية.
إنه يرى أن على الخريجين الجدد أن يركزوا على التعلم، واكتساب مزيد من الخبرات المتنوعة بأقصى ما يمكنهم ذلك في إطار نشاطات الشركات. ويقول ''إنني أشجع طلاب المدارس والجامعات الذين يتطلعون إلى شغل الوظائف على التعلّم، واتخاذ خطوات واسعة، والتحرك جغرافياً، وممارسة عدة مهام، والحرص على التعلم الشامل. وعلى الموظف أن يفهم العمل الذي يؤديه، وكيفية تحقيق الأرباح، وتوليد القيمة الاقتصادية، وتوظيف القدرات في سبيل تحقيق كل ذلك''.