مواطنون يبحثون عن هيئة الإسكان والرهن والعروض التمويلية .. وبعضهم يريد عملاً

مواطنون يبحثون عن هيئة الإسكان والرهن والعروض التمويلية .. وبعضهم يريد عملاً

حلم تملك المسكن مطلب لأكثر من 70 في المائة من المواطنين، لذلك لن تستغرب أبداً الإقبال الشديد لزيارة المعارض العقارية، وعندما تكون البنوك والمؤسسات التمويلية حاضرة بقوة لتنفيذ طلبات التمويل سريعاً، ستجد قاطرة طويلة من الناس تنتظر الموظف لسؤاله عن البرامج التمويلية المتاحة، والأهم من ذلك نسبة الفائدة، "فإذا كنت لا تملك مالاً ففكر أولاً في التمويل قبل تحديد المسكن المناسب لك"، وهذا التوجه كان هاجساً لشريحة كبيرة من الزوار، بعضهم جاء وحده وآخرون جاءوا بزوجاتهم معهم.
محمد البكري تجاوز الخمسين عاماً ولم يتملك مسكناً خاصاً به حتى الآن، زار المعرض بحثا عن الرهن العقاري الذي لم يصدر بعد، يسأل البنوك والمؤسسات التمويلية عنه، كان يلح عليهم: "هل تنخفض العمولة التمويلية عند إقراره أم لا؟"، وأمام هذا الإلحاح لم يجد البكري إجابة لما يثار في المجالس من إغراءات عن الرهن العقاري، هو وغيره من زوار المعرض الذين ملؤوا أجنحة البنوك والمؤسسات التمويلية للاطلاع على البرامج التمويلية المتاحة لهم، فمثل هؤلاء قرار الحصول على مسكن ليس في أيديهم، بل يعتمد على قدرة البنوك والمؤسسات التمويلية على توفير حاجاتهم.
أما الدكتور سعيد الغامدي الأستاذ في جامعة الباحة يرغب في الاطلاع على تسهيلات البنوك والشركات التمويلية وتنافسها في تقديم الخدمة، وعلى أنواع الوحدات السكنية المطروحة للبيع من فلل وشقق ودبلوكسات، وعلى الاتجاه العمراني الجديد لمدينة الرياض، وكان الدكتور الغامدي ومجموعة من الزوار قالوا لـ "الاقتصادية" أثناء حضورهم للمعرض: إنهم يهدفون إلى الاستفادة من التصاميم التي تعرضها الشركات العقارية في بناء المساكن الخاصة بهم.
عبد الله المنيع زائر آخر، كان يحمل عدداً كبيراً الأكياس تحوي أوراقاً وكتباً تعريفية حصل عليها من الشركات العقارية التي زارها، وهو لا يستطيع حملها هو وزوجته، وعندما التقيناه أخذ نفساً طويلاً من شدة التعب، ووضع الكتب والأوراق على جانبه وقال: "لدي حب لمعرفة الجديد في المجالات كافة وزيارة المعارض هي إحدى هواياتي وأنا لا أحب الاستماع لشرح العارضين لذلك تجدني أحمل هذه الأوراق أقرؤها أنا وزوجتي إذا عدنا إلى المنزل لكن قرار الشراء غير ممكن حالياً فأنا أملك منزلي الخاص ولست مستعداً للتغيير".
وعند جناح هيئة الإسكان قابلنا شابين يدرسان في المرحلة الجامعية قالا إنهما سمعا عن المعرض فأحبا الحضور والاطلاع على ما يعرض فيه، خاصة مشاريع هيئة الإسكان والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
سليمان الفالح شاهدناه يستمع ويناقش ويسأل في جناح أحد المشاريع الإسكانية، وقال إنه أتى هو وعائلته لاتخاذ قرار الشراء في الضواحي السكنية التي بدأت في الظهور حديثاً، وزاد: "زرت جميع المشاريع الإسكانية في المعرض وأعجبت بها وإذا لم أتخذ قراري في الشراء بعد، فسوف أحاول أن أحاكي تصاميم أعجبتني لبناء مسكني الخاص".
أصحاب المكاتب العقارية الصغيرة، أيضاً كانوا يجولون في المعرض فهي فرصتهم للبحث عن عروض لتسويقها، وكان محمد الحارثي قد جاء تحديداً لهذا الغرض، ولمعرفة أفضل الخيارات التمويلية المتاحة لمساعدة المشترين وتوجيههم الاستفادة منها، ويرى أن بعض الوحدات السكنية المعروضة لا تتناسب مع القدرات المالية لشريحة كبيرة من المواطنين من ذوي الدخل المتوسط، لكنها تبشر بمستقبل جيد للقطاع العقاري. ولفت مسؤول في إحدى الشركات العقارية المشاركة في المعرض إلى ظهور عدد من العاطلين عن العمل الذين استغلوا مثل هذه الملتقيات التي يجتمع فيها عدد كبير من الشركات، للبحث عن وظيفة، وبين أن هذا السلوك شاهده لأول مرة في المعارض العقارية، لكنه يؤكد رغبة الشباب في العمل والبحث عن الفرص الوظيفية قال: جاءني في أوقات مختلفة ثلاثة من الشباب معهم سيرهم الذاتية يرغبون العمل في مجال المبيعات والتسويق.

الأكثر قراءة