منتخب الباراجواي
بعد إحراز أفضل النتائج في تاريخ مشاركاته بالتصفيات، سيخوض منتخب باراجواي للمرة الرابعة على التوالي نهائيات كأس العالم بعزيمة ثابتة للبرهنة على أنه بات على مستوى الكبار في القارة. ويبدو أن تشكيلة آلبيروخا الحالية بقيادة المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو تتمتع بجميع المؤهلات اللازمة لتأكيد ما أوحى به في السابق المنتخبان اللذان خاضا غمار نهائيات كأس العالم فرنسا 1998 وكوريا\اليابان 2002، حيث لم يتمكن من لجم مسيرتهما المظفرة سوى المنتخبان اللذان بلغا بعد ذلك نهائي البطولتين وهما فرنسا وألمانيا.
فتشكيلة باراجواي الحالية لا تتمتع فقط بدفاع صلب ومستميت، كما كان الحال مع المنتخبات السابقة، وإنما تملك أيضا خط هجوم قوي وماهر قادر على اختراق أي دفاع منافس مهما كانت صلابته. ولعل هذا الأمر الأخير ما يميز بالتحديد هذه المجموعة عن تلك التي أخفقت في تجاوز الدور الأول في ألمانيا 2006. ويبدو أن العديد من اللاعبين الذين عايشوا النكسة في ألمانيا قد استوعبوا الدرس بشكل تام وأصبحوا جاهزين لطي صفحة الماضي وتصحيح الخطأ عندما تطأ أقدامهم أرض جنوب أفريقيا الصيف المقبل.
## نجوم المنتخب
تضم تشكيلة باراجواي الحالية لاعبين مشهورين على الصعيد الدولي جلهم يحترفون في العديد من الفرق في كل من المكسيك وأوروبا. ورغم أن الفريق يملك لاعبين مرموقين في جميع المراكز، إلا أن الأسماء الكبرى توجد في خط الهجوم. فقد أصبح روكيه سانتا كروز، على سبيل المثال، غنياً عن التعريف وهو أهم لاعب في خط الهجوم رغم أنه غاب عن معظم مباريات تصفيات المونديال الأخيرة. وهناك أيضا سلفادور كابانياس ونيلسون أيدو فالديز وقد برهنا على حسهما التهديفي الكبير بتسجيل 11 هدفا خلال التصفيات. وقد عاش المهاجمون الثلاثة العثرة في ألمانيا 2006 واستخلصوا منها العبر التي قد تفيد المنتخب في المغامرة الأفريقية.
## الطريق إلى جنوب أفريقيا
تمكنت باراجواي وللمرة الأولى منذ إقرار نظام التصفيات الحالي من تجاوز حاجز 30 نقطة بحصولها على 33 نقطة من عشرة انتصارات (أحسن سجل إلى جانب تشيلي) وثلاثة تعادلات وخمس هزائم. وقد ضمنت تأهلها حسابياً في 9 سبتمبر\أيلول 2009 على إثر انتصارها في الجولة السادسة عشرة على الأرجنتين في أسونسيون بنتيجة 1-0. وكانت الفرحة عارمة بالفوز والتأهل لدرجة أن الرئيس فرناندو لوجو أعلن يوم النصر عيدا وطنيا في البلاد.
وتحول ملعب دفنسوريس ديل تشاكو إلى قلعة حصينة إبان التصفيات المؤهلة لكأس العالم جنوب إفريقيا 2010، إذ كان شاهدا على سبعة انتصارات لتشكيلة آلبيروخا. أما خارج أرضه فلم يعرف المنتخب الهزيمة سوى في ثلاث مباريات، فيما تمكن من حصد 12 نقطة في برهان واضح آخر على صلابة التشكيلة في التصدي للمواجهات الصعبة بعيدا عن الديار. وتعد جميع هذه المعطيات بمثابة إنذار شديد اللهجة إلى منافسي باراجواي في العرس الكروي القادم بالقارة السمراء.
## مدرب المنتخب
ولد خيراردو مارتينو في 20 نوفمبر\تشرين الثاني عام 1962 في مدينة روساريو. وهو واحد من المدربين الأرجنتينيين البارزين الذين تزخر بهم كرة القدم في أمريكا اللاتينية. وكان جناحا موهوبا في تسعينات القرن الماضي قبل أن يبدأ مشواره التدريبي عام 1998 حيث أشرف على الإدارة الفنية لعدد من الفرق الأرجنتينية المتواضعة. وفي عام 2002 غادر إلى باراجواي حيث تولى تدريب فريق سيرو بوتينيو ثم فريق ليبيرتاد الذي حقق معه أهم إنجازاته.
ونال مارتينو، الذي عادة ما يقارن بأستاذه مارسيلو بيلسا، جائزته المستحقة عن جدارة عام 2006 عندما عرض عليه أن يحل مكان المدرب السابق آنيبال رويز على رأس الإدارة الفنية لمنتحب باراجواي. فقبل العرض وما خيب الآمال التي علقت عليه، إذ تمكن بفضل تواضعه ومثابرته والمسؤولية العالية التي يتحلى بها من تحقيق أفضل تأهل لمنتخب باراجواي على مر التاريخ.
وصرح عبر وسائل الإعلام "سر تأهلنا يعود إلى العمل الصامت والمسؤول للاعبين وجميع المهنيين المحيطين بهم. لو أننا أخفقنا في تحقيق الهدف على عكس ما استطاع المدربون السابقون إنجازه لكنا دخلنا تاريخ باراجواي بشكل سلبي. من يتولى الإدارة الفنية لأحد المنتخبات فهو يقوم بذلك لأحد الأمرين: إما أن يمكث طويلا في المنصب أو يدخل التاريخ وأنا من أصحاب الخيار الثاني"، خيراردو مارتينو، مدرب منتخب باراجواي.
## مشاركات المنتخب وإنجازاته
ستمثل جنوب إفريقيا 2010 ثامن مشاركة لمنتخب باراجواي في كأس العالم والرابعة على التوالي بعد ألمانيا 2006 وكوريا\اليابان 2002 وفرنسا 1998. ولم يسبق لباراجواي أن فازت في مباراتين في نفس الدورة، كما لم تتجاوز أبدا ثمن النهائي. وفي مشاركاتها السابقة في المونديال حصدت باراجواي ستة انتصارات وتعادلت سبع مرات وخسرت في تسع مباريات.