منتخب أوروجواي
تعد على أصابع اليد الواحدة المنتخبات التي تتمتع بتاريخ كروي زاخر مثل تاريخ المنتخب الوطني الأوروجواياني. فهذا البلد الصغير الواقع على ضفة نهر لا بلاتا والذي لا يتجاوز عدد سكانه ثلاثة ملايين نسمة نال البطولات العالمية والأولمبية والقارية وكان دائما على الموعد مع المنافسات الكروية الكبرى . بيد أن العصر الذهبي لكرة القدم الأوروجوايانية بدأ يتراجع في العقدين الأخيرين وهذا ما يفسر تخلف المنتخب الوطني عن ثلاث من الدورات الخمس الأخيرة لنهائيات كأس العالم .
وفي محاولة لاستعادة المجد الضائع لتشكيلة تشاروا، عاد أوسكار تاباريز إلى قيادة المنتخب بعد أن كان قد تولى تدريبه إبان مونديال إيطاليا 1990، وهو يراهن اليوم في تحقيق ذلك المبتغى على خليط من اللاعبين الشباب والنجوم المخضرمين المتعطشين للإنجازات الكبرى، والذين برهنوا على جدارتهم في مختلف الدوريات الأوروبية. وستناط المهمة لكل من دييجو فورلان ولويس سواريز لقيادة التشكيلة بغية تخطي دور المجموعات في جنوب أفريقيا لتكرار أفضل نتيجة في تاريخ البطولة على مر السنوات الثلاثين الأخيرة.
## نجوم المنتخب
يعد منتخب أوروجواي مزيجا من اللاعبين المغمورين الشباب والنجوم المخضرمين المكرسين على الصعيد الدولي، ولعل دييجو لوجانو هو أبرزهم من حيث الحضور الشخصي ومؤهلات القيادة. فصانع الألعاب الأوروجواياني بطبعه الحاد وقوته البدنية الفائقة وتوغلاته في المنطقة يتمتع بجميع الخصائص التي عادة ما ميزت أصحاب القيادة في تشكيلة لا سيليستي على مر التاريخ.
وعلى مستوى خط الهجوم يتمتع منتخب أوروجواي بثنائي رهيب يتألف من الهدافين دييجو فورلان ولويس سواريز. ويأتي مهاجم أتلتيكو مدريد الذي كان حاضرا أيضا في نهائيات كأس العالم كوريا\اليابان 2002 بتجربة واسعة في أهم نوادي القارة العجوز وسيجد سندا مثاليا في زميله لويس سواريز الذي تحول إلى قائد فريق أياكس امستدردام الهولندي رغم أنه لم يلتحق به إلا قبل عامين. وقد سجل الإثنان فيما بينهما 12 هدفا خلال تصفيات أمريكا الجنوبية الأخيرة المؤهلة إلى جنوب أفريقيا 2010 .
## الطريق إلى جنوب أفريقيا
على غرار 2001 و2005 أنهت أوروجواي تصفيات أمريكا الجنوبية في المركز الخامس ليتعين عليها مرة أخرى خوض الملحق للتانافس آخر بطاقة مؤهلة إلى كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 . وكان الفارق الوحيد هذه المرة هو أنها لم تواجه أستراليا كما كان الحال في المناسبتين السابقتين، بل نازلت كوستاريكا التي احتلت المركز الرابع في تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي CONCACAF. وتمكن منتخب أوروجواي من تحقيق النصر في مباراة الذهاب خارج أرضه بفضل هدف يتيم من إمضاء قائد المنتخب دييجو لوجانو. كما حقق المنتخب التعادل في مباراة الإياب (1:1) بفضل هدف سجله اللاعب سباستيان آبريو الذي يعد ضمن اللاعبين القلائل في التشكيلة الذين شاركوا في مونديال كوريا\اليابان 2002.
وفي مراحل التصفيات حصد المنتخب ما مجموعه 24 نقطة وكان على وشك حجز بطاقة التأهل المباشر وتفادي خوض الملحق لو أنه فاز في المباراة المرحلة الأخيرة على أرضه ضد الأرجنتين والتي انتهت لصالح منتخب التانجو بنتيجة هدف دون رد. أمّا مركز القوة فيكمن في خط هجوم أبناء المدرب تاباريز وأكبر دليل على ذلك تسجيلهم 28 هدفا في مراحل التصفيات، إذ لا يتفوق عليهم في عدد الأهداف سوى البرازيليون والتشيلييون.
## مدرب المنتخب
سيخوض أوسكار واشنطن تاباريز، وهو من مواليد مارس\آذار عام 1947، نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على رأس الطاقم الفني لمنتخب أوروجواي، بعد أن قاده في نهائيات إيطاليا 1990 حيث أقصي في ثمن النهائي على يد أصحاب الضيافة. واليوم وبعد مرور 20 سنة سيحاول المدرب تحقيق ما عجز عنه في الفرصة الأولى حيث سيكون على رأس تشكيلة معظم عناصرها من الشباب المغمورين والحالمين بنيل المجد.
وقد عرف عن تاباريز التفاني والجدية في العمل وتشبثه بمقولة "خير الكلام ما قل ودل". وكان قد بدأ مسيرته التدريبية في نادي بييا فيستا ثم منتخب أوروجواي تحت 20 سنة، إلا أن مشواره الطويل أخذه أيضا إلى أندية مرموقة على الصعيد العالمي من حجم بينيارول وبوكا جونيورز وآ سي ميلان قبل أن يعود عام 2006 إلى تشكيلة لا سيليستي خلفا للمدرب خورخي فوساتي على إثر سقوط المنتخب في الملحق أمام أستراليا في ركلات الجزاء الترجيحية.
وصرح عبر وسائل الإعلام "عانينا الأمرين في سبيل تحقيق التأهل ولاسيما في المباريات التي خضناها (على أرضنا) في مونتيفيديو. من حسن حظنا أن منافسات المونديال ستجري بعيدا عن الديار! (يبتسم). بدون شك هناك أمور كثيرة سيتعين علينا تحسينها إن أردنا إحراز شيء هام في جنوب أفريقيا. ومع ذلك لدينا أيضا كثير من الفضائل ونأمل في التمكن من إبدائها."
## مشاركات المنتخب وإنجازاته
ستمثل مشاركة أوروجواي في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 الصيف المقبل المشاركة الـ 11 للمنتخب الوطني في المونديال. وقد نظمت أوروجواي عام 1930 أول نهائيات لكأس العالم وتوجت بلقب البطولة بعد تخطي الأرجنتين في مباراة النهائي بنتيجة 4 – 2. وتعد آخر مرة اجتازت فيها أوروجواي ثمن نهائي المونديال كانت في نسخة المكسيك 1970 عندما حلت في المركز الرابع.