هل نعيد هيكلة معارضنا؟

تطالعنا مناطق المملكة بالعديد من المعارض، وقد كان هناك تجديد كبير في التنظيم من حيث السماح للعائلات بالمشاركة بشكل يومي وذلك على اعتبار أن المرأة جزء فاعل في حركة السوق ونشاطه وأحد محركاته.
كما أن المباني المخصصة للمعارض هي بالفعل مجهزة بشكل جيد لإقامة المعارض الكبرى، ولكن أعتقد أن تنظيم مثل هذه المعارض بحاجة إلى التعاون مع شركات أكثر خبرة في التنظيم والتي ستسهل من عملية التخطيط والتنظيم في العمل.
فالمعارض المتخصصة يفترض أن تستهدف فئة معينة وذلك بتحديد الأفراد أو الشركات التي ستستفيد من المعلومات المقدمة في المعرض، فوجود شخصيات كرتونية ومهرجين ومربيات أطفال!! مثلا داخل صالة المعارض يجب ألا يكون من باب التقليد الأعمى لمعارض أخرى، فالأطفال ليسوا من المستهدفين لا من قريب ولا من بعيد .
كما أن الفقر بالكم والكيف في المعروضات كان أحد الجوانب السلبية في بعض المعارض التي تقام في المملكة، فالبطء العقاري الذي يعانيه العالم بأكمله وليس في العالم العربي فقط نتج عنه تأخر في المشاريع فمعظم الشركات لا تمتلك مشاريع جديدة لعرضها لذلك عرض مشاريع قديمة هو مضيعة للوقت والجهد، فمن باب أولى أن يتم إيقاف مثل هذه المعارض في حال ضعف أو فقر المشاركة من الشركات السعودية بالذات لأنه من المفترض أن يكون الهدف من إقامة مثل هذه المعارض التسويق لأعمال الشركات العقارية السعودية وتبادل الخبرات مع شركات أخرى عالمية، فإذا لم يكن هناك محتوى لعرضه فلا حاجة إلى إقامة مثل هذه المعارض ولا أعتقد أن هناك عيبا في إيقافها في حال أنها غير مجدية. ويجب على الشركات المنظمة أن تعمل على المساعدة في إثراء السوق بما يفيد المشاركين والحضور.كما يجب أن تقيم هذه الشركات للمعارض ومدى تحقيقها للأهداف المخطط لها وذلك لتحسين الأداء مستقبلا، فالفوضى التي تشهدها المعارض يجب ألا تتكرر كل عام وذالك بالاستفادة من الأخطاء وتحسينها، فالأسس التي يجب أن يقوم عليها أي معرض هي المكان: والمكان مهيأ فعلا لإقامة معارض كبرى، الزمان : أن يكون اختيار الوقت مناسبا من حيث وقت العرض وفترته، المحتوى: وأعني المحتوى الذي سيقدم داخل المعرض بأن يكون ذا قيمة ويستحق المجهود المبذول لتقديمه، الفئة المستهدفة : قد يكون الجميع وأقصد جميع المهتمين في مجال العمل العقاري والتطوير والباحثين عن أفضل الفرص العقارية، كما يجب أن يتم طرح أسئلة أساسية عدة قبل إقامة أي معرض وهي ( كيف, لماذا, متى، هل) .
كيف: كيف سيقام المعرض, الشكل العام للمعرض.
لماذا: لماذا أقيم هذا المعرض، (الهدف من المعرض) وأهميته.
متى: من الوقت الذي سيقام فيه المعرض ومدى ملاءمته بحيث لا يتعارض مع معارض أخرى مثلا.
هل : هل من المجدي بالفعل إقامة المعرض، أقصد هل يخدم مجال العمل العقاري بأكمله وهل يعكس الصورة المشرفة للحضور على اعتبار أن الحضور سيكونون من جميع أنحاء العالم.
إن العمل الجماعي المنظم سيؤتي ثماره بالتأكيد، بينما العمل الفردي الذي لا يستفيد من خبرات الآخرين سيواجه صعوبات ومعوقات كبيرة، والعمل الفردي الذي تعاني منه جميع المجالات والمجال العقاري خصوصا هو أحد الجوانب السلبية في هذا المجال لأنه مجال كبير يعتمد على التعاون والمشاركة من جهات عدة وليس تحقيق الفائدة لأفراد دون الآخرين.
ودمتم،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي