قصر شبرا التاريخي .. روعة في التصميم وتميز في العمارة

قصر شبرا التاريخي .. روعة في التصميم وتميز في العمارة

يعد قصر شبرا التاريخي من أجمل وأهم القصور والمعالم التاريخية والأثرية في محافظة الطائف لما يمتاز به من روعة وفخامة في التصميم وأسلوب مميز في العمارة التقليدية.
وتنبع أهمية القصر كذلك من كونه أحد القصور التي سكنها الملك عبد العزيز ــ تغمده الله بواسع رحمته ــ في بداية حكمه بعد أن وحد المملكة العربية السعودية حيث كان يدير شؤون الحكم في هذه الدولة الفتية من هذا القصر التاريخي أثناء إقامته الصيفية في الطائف.
وشهد القصر ولادة اثنين من أبناء الملك عبد العزيز هما الأمير نواف بن عبد العزيز والأمير طلال بن عبد العزيز، ثم اتخذ الملك فيصل بن عبد العزيز ــ رحمه الله ــ القصر مقراً لرئاسة مجلس الوزراء أثناء الصيف حيث شهد خلال تلك الفترة أحداثاً عالمية واستقبالات رسمية على مختلف المستويات. كما اتخذت وزارة الدفاع والطيران القصر مقراً لها حيث كان يوجد فيه مكتب الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قبل انتقاله إلى قصر الضيافة في الخالدية. وتم تحويل مرافق القصر إلى مركز حضاري وثقافي يشتمل إلى جانب المتحف على مكتبة وصالات عروض للألعاب الشعبية والصناعات التقليدية وقاعة محاضرات وذلك بعد أن صدر التوجيه السامي الكريم بأن يكون القصر متحفاً يحكي تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية بصفة عامة ومحافظة الطائف على وجه الخصوص. ويحتوى القصر على ثمانية ملاحق بالمبنى الأول منها يتكون من دور واحد مساحته الكلية 290 متراً مربعاً ويضم صالة مستطيلة الشكل بمساحة 85 متراً مربعاً وأخرى ذات أضلاع متعددة بمساحة 50 متراً مربعاً فيها مدخل على الشارع الرئيسي. كما يحتوى على خمس غرف ودورات مياه، ويلاحظ وجود فاصل ما بين البناء والقصر وهو بناء خرسانى حديث.
أما الملحق الثاني فيتكون من دور واحد يستخدم للعرض المتحفي على مساحة 465 متراً مربعاً ويتألف من ثلاث صالات متعاقبة وأربع غرف ملحقة إضافة الى مطبخ ودورات مياه والملحق الثالث يتألف من صالة وأربع غرف ودورتي مياه‌ وممرات ضيقة.
ويوجد بين الملحقين (2 و3) ممر ضيق، ويلاحظ على الطراز المعمارى أنه ملائم للقصر حيث إن السقف من القرميد على شكل جمالونات والجدران تحوي أعمدة ناثرة تيجانها مزخرفة تشبه تيجان القصر. ويتكون الملحق الرابع من دور واحد بمساحة 185 متراً مربعاً يستخدم‌ مسجداً والملحق الخامس مساحته الكلية 200 متر مربع ويتكون أيضا من دور واحد ويحوي طرقاً عرضها ثلاثة أمتار وفيه عشر غرف من الجانبين مساحة كل غرفة ثمانية أمتار إضافة إلى مطبخ ودورتي مياه ويستخدم معرضاً للحرف الشعبية. كما يحتوي الملحق السادس على دورين ويستخدم مكاتب لموظفي المتحف يتألف من ست غرف وطرق طويلة موزعة إضافة إلى مطبخ ودورات مياه وهو مبنى بالخرسانة. والملحق السابع يتكون من دورين الأول منه معمل لترميم القطع الأثرية والعلوي يستخدم معملاً للتصوير فيما يتكون الملحق الثامن من بدروم يستخدم مستودعات ودورين علويين خصصا للمكتبة. وينقسم العرض المتحفـي في القصر إلى ثلاث قاعات وهي قاعة عصور ما قبل الإسلام وتبدأ من العصور الحجرية حتى العصر الجاهلي، ويتم عرض مجموعة من القطع الحجرية والفخارية ولوحات من النقوش والكتابات الحجرية، إضافة إلى نصوص وصور تحكي عن كل فترة من فترات ما قبل الإسلام، إضافة إلى القاعة الإسلامية التي تبدأ من هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة المنورة وعهد الخلفاء الراشدين والفترات الإسلامية المتتالية، وعرض مجموعة من القطع الآثارية المختلفة ولوحات تتضمن نصوصاً وصوراً ومخططات تعود إلى هذه الفترة، والقاعة الأخيرة هي قاعة توحيد المملكة وتتحدث عن بداية الدولة السعودية الأولى إلى عصرنا الحاضر. وتضم المكتبة في القصر مجموعة من الكتب المتخصصة إضافة إلى بعض الدوريات والنشرات. وقد وفرت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتوجيه من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مركز معلومات سياحية في المتحف لخدمة الزوار وتعريفهم بالمعروضات في إطار اهتمام الهيئة بتشجيع زيارة المتاحف المحلية والأماكن الأثرية بهدف التعرف على التراث المحلي والآثار الإنسانية ما يعزز الجهود المحلية للمحافظة على التراث والثقافة والحرف المحلية وتقديمها إلى الزوار بشكل أفضل.

الأكثر قراءة