عائلات تعيد تأهيل مواقع الآباء والأجداد التاريخية لتوثيقها

أعادت بعض الأسر السعودية تأهيل مواقع سكنها القديمة وإعادة ترميمها حسب طراز البناء المعماري لها، بعد أن أقام بها آباؤهم وأجدادهم قبل نحو 50 عاما دون أن تحدث في تلك المواقع أي أضرار.
وكانت الأسر قد انتقلت مع بداية الطفرة إلى مواقع حديثة تاركين وراءهم بيوت الطين في مزارعهم وقراهم القديمة.
وتشهد منطقة القصيم إعادة نحو عشرة مواقع يرجع تاريخها إلى أكثر من 200 سنة كانت لأسر معروفة تقع وسط حقول النخيل التي كانوا يمتلكونها.
وتعد تجربة أسرة الراجحي في محافظة البكيرية أحد أهم التجارب لإعادة تأهيل المواقع القديمة، وفق الطراز المعماري المنفذ التاريخي لتلك المواقع ويرجع تاريخها إلى أكثر من 250 عاما, وتعد المقصورة أحد أنظمة البناء النجدي الموجود بكثرة في منطقة نجد ويركز المشروع على عناصر متعددة في إعادة تأهيله, ويأتي في مقدمتها ترميم المقصورة والمسجد والقليب والقهوة.
ويقول الشيخ علي بن محمد الراجحي أحد أعيان أسرة الراجحي المهتمين في الموقع: «انطلقت المرحلة الأولى لإعادة تأهيله بتكلفة تصل إلى 920 ألف ريال».
وبين أن استكمال جميع المراحل من المقرر أن ينتهي خلال سنتين من بداية العمل بتكلفة تصل إلى 15 مليون ريال، مشيرا إلى أن مرافق المقصورة القديمة التي تم الانتهاء منها، التي تحيط بها حقول النخيل من جميع الجوانب.
وأوضح أن تطوير المنطقة سيكون بإقامة مقهى الشيخ سليمان الراجحي وهو مقر الضيافة اليومي ما بين المغرب والعشاء وقصر الضيافة, ليكون المقر الرسمي للاجتماعات واللقاءات، إلى جانب متحف العائلة لحفظ الوثائق والمخطوطات, كما سيكون من أهم العناصر في إعادة تأهيل الموقع غرس النخيل في المناطق التي لا يوجد فيها نخيل, وتعد هي الخطوة الأشمل. وتحتفظ المقصورة بأهم عناصرها القديمة، كالجصة وهي موقع حفظ التمور، وطرق نقل المياه للمزارع عبر ما يسمى السواني، مشيرا إلى أهداف إعادة تأهيل المقصورة وتطويرها والتي من أهمها الهدف الثقافي وهو ما حرص عليه الشيخ سليمان الراجحي، عميد أسرة الراجحي، عندما تبنى إقامة مثل هذا المشروع وإبراز دور العائلة, وما لها من أهمية, كما أن الهدف الأثري هو المحافظة على التراث وعلى الطرازات النجدية في البناء وحماية الآثار المعمارية وترميمها, وإعادة تأهيلها لجعلها مزارات لإطلاع الأبناء على تاريخهم, وإطلاع الشعوب الأخرى على أهم ثقافات البناء المعمارية والحياة الاجتماعية التي يقوم بها السعوديون أنفسهم في السابق. كما أن الهدف السياحي والترويحي أحد أهم الأهداف ليجعل الموقع عامل جذب سياحي في المنطقة عامة ومحافظة البكيرية خاصة.