سلطان بن سلمان: المؤتمر جاء ليوقف الأصوات التي تزدري تراث الوطن
رعى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية مساء أمس البرنامج الثقافي والشعبي المقام على هامش الفعاليات المصاحبة للمؤتمر في العاصمة السعودية الرياض في ممر الزهور في طريق الملك عبد الله، وذلك بحضور الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض وعدد من الوزراء ورؤساء الوفود والمنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر.
وشارك الأمير سلطان والأمير عبد العزيز بن عياف والوزراء ورؤساء الوفود في العرضة السعودية التي قدمتها إحدى الفرق الشعبية، كما شاركت عدة فرق شعبية في تقديم ألوان من الفنون الشعبية التي تشتهر بها مناطق المملكة التي تضمنت فن العزاوي الذي تشتهر به منطقة جازان، والسامري الذي قدمته دار عنيزة الأولى، وفن الليوان الذي تشتهر به المنطقة الشرقية، وكذلك فن الرايح الذي تشتهر به المنطقة الجنوبية، إضافة إلى فن المزمار الذي قدمته إحدى الفرق الشعبية في المنطقة الغربية.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية أن المملكة برعايتها المؤتمر في نسخته الأولى قد أطلقت المبادرة الأولى للاهتمام العالمي بالتراث العمراني الإسلامي.
وقال عقب تدشينه الفعاليات المصاحبة في مدينة الرياض: "إن المؤتمر جاء ليوقف الأصوات التي تزدري تراث الوطن وتقلل من شأنه"، موضحاً "أن ازدراء مواقع التراث العمراني في الوطن هو خطأ وجريمة في حق الوطن، والواجب هو العناية بهذه المواقع حتى تكون مصدر فخر واعتزاز لنا".
وأوضح أن المؤتمر يحمل في طياته رسائل موجهة إلى المواطن السعودي ورسائل أخرى موجهة إلى بلدان العالم بأن المملكة غنية بتراثها وآثارها الكثيرة التي تدل على حضارة هذا الوطن، مبيناً أن للمواطن الحق الكامل في التعرف على تراثه ليقدره ويرعاه ويهتم به.
#2#
ومن أهم الرسائل للمؤتمر قال: "إن الرسالة الأولى هي للمواطن السعودي قبل أن تكون للعالم فوطننا - ولله الحمد - غني بتراثه بآثاره الكبيرة التي تدل على حضارته وتراثه المجيد كما أن للمواطن الحق في التعرف على هذا التراث وهو أولى أن يعرف تراثه، ونطمح لأن يكون هذا التراث أحد الموارد الاقتصادية التي نعتز ونفتخر بها كسعوديين".
وعزا نجاحات المؤتمر القياسية إلى أنها جاءت بتضافر الجهود وتعاونها وحرص قيادة البلاد على إنجاح كل ما فيه خير للأمة الإسلامية، مؤكدا أن نجاح هذا المؤتمر حتى الآن - ولله الحمد - جاء بتضافر الجهود من الجميع ولا أدل على نجاح المؤتمر في بداياته من الحضور المتميز والقوي ولا شك أن ذلك كله بفضل توفيق الله تعالى ثم المسيرة السديدة لحكومتنا الرشيدة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود".
وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن المؤتمر الذي يهتم بالتراث العمراني في الدول الإسلامية جاء امتداداً لاهتمام المملكة بالتراث العمراني الذي هو امتداد للحضارة الإسلامية، وجاءت انطلاقته الأولى في المملكة لتستعيد المملكة مجدها التليد ووضعها الطبيعي كجزء من التراث الإسلامي وجزء من عملية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة.
وأضاف بقوله: "التراث العمراني انطلق في المملكة العربية السعودية ليستعيد مجده ويستعيد وضعه الطبيعي كجزء من التطوير والتحديث، مشيرا إلى أن المملكة اليوم تمر بعملية تحديث كبيرة وتاريخية علي يدي رجل مخلص هو خادم الحرمين الشريفين".
وشدد الأمير سلطان بن سلمان على أهمية العناية بالتراث الوطني لأنه جزء من الإنسان السعودي وجزء من حياته، موضحاً أن المواقع التراثية هي أصلنا الذي خرجنا منه وخرجت منه هذه الوحدة الوطنية، مؤكدا في الوقت ذاته أن العناية بالتراث هي جزء من هذا التحديث في المملكة ولا يعقل اليوم أننا نرى في مواقعنا التراثية الخربة إهمالاً حيث إنها هي أصلنا وهي التي خرجت منها هذه الوحدة الوطنية التي هي جزء من حياة المواطن".
وأبان أن المؤتمر شهد عدة إشادات من وزراء وخبراء في مجال السياحة والتراث في العالمين العربي والإسلامي خصوصاً في مجال التنوع التراثي في المملكة، منوهين بحجم الوحدة الوطنية التي جمعتهم مع هذا التنوع العددي.
وقال: "كم نسمع اليوم من ضيوفنا الذين قدموا إلى المملكة من وزراء وخبراء قد أشادوا بالتنوع في التراث السعودي، وكيف كانت هذه الوحدة مع هذا التنوع، والقصد في ذلك خصوصاً في هذه البلاد المباركة هو وحدة القلوب قبل كل شيء"، موضحا "إننا في المؤتمر قد أطلقنا المبادرة الأولى للاهتمام بالتراث العمراني، والتوقف عن ازدراء هذا التراث الوطني الذي خرجت منه سرايا التوحيد وخرّجت هذه المواقع التراثية الرجال والنساء الذين عملوا على توحيد المملكة".
وتجول الأمير سلطان بن سلمان والحضور في أركان وأجنحة الحرفيين البالغ عددهم 65 حرفيا من داخل المملكة وخارجها واستمع لشرح مفصل عما يقوم به المهنيون في أجنحتهم التي احتوت عديداً من الحرف المهنية والشعبية في المملكة ومصر والشام والمغرب العربي والدول الإسلامية المشاركة، كما قام والضيوف بزيارة جناح البنائين والحرفيين السعوديين المشاركين في المعرض الذين أظهروا إبداعاتهم في طريقة البناء التقليدي التي أحد أنماط البناء القديم في البلاد.