موجة هبوط تعصف بأسواق الأسهم الخليجية
فاقمت أسواق الأسهم الخليجية من خسائرها في مستهل تعاملاتها الأسبوعية أمس، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار موجة الهبوط إلى انحدار أكبر، بعدما خسرت أسهم عدة خصوصا في أسواق الإمارات أكثر من ثلثي قيمتها الاسمية (درهم). وعم الهبوط جميع الأسواق في تعاملات أمس وسط تداولات متدنية تعد الأدنى للعام، وتوقف التداول في سوق مسقط التي تراجعت بنحو 0.89 في المائة لمدة نصف ساعة بسبب عطل فني في نظام التداول الإلكتروني، تسبب في إظهار أسعار الإغلاقات على نحو غير صحيح، وحتى بعد نهاية التداول ظهرت نسب الهبوط التي طالت جميع الأسهم المتداولة (30 شركة) غير صحيحة.
وقادت سوق دبي موجة الهبوط الجماعية منخفضة بنحو 1.8 في المائة بتداولات ضعيفة بلغت قيمتها 112 مليون درهم فقط، تلتها سوق أبو ظبي بانخفاض 1.3 في المائة، وقلصت بورصتا قطر والكويت خسارتهما إلى 0.44 في المائة للأولى من انخفاض تجاوز الواحد في المائة، و0.37 في المائة للأخرى، وحولت سوق البحرين مكاسبها الطفيفة بدعم من بيت التمويل الخليجي إلى انخفاض طفيف بنسبة 0.09 في المائة بضغط من سهم أريج.
وبدت حالة عدم الرغبة في التعامل ظاهرة بوضوح في جلسة تعاملات سوق دبي أمس, وظهرت مكاتب الوسطاء شبه خالية حتى من موظفيها بسبب ضعف التعاملات، وقال متعاملون في قاعة التداول إن "عددا من مكاتب الوساطة بدأت في تسريح موظفيها بسبب عدم وجود نشاط يذكر في الوقت الذي تزايدت فيه أعباء شركات الوساطة"، فيما قال آخرون إن "مكاتب أخرى بدأت تفكر في تعليق أعمالها لفترة في حال استمر تدني النشاط".
ورغم ضعف النشاط واصلت الأسهم القيادية تسجيل مستويات متدنية جديدة، منها سهم إعمار الذي وصل إلى أدنى سعر 3.06 درهم قبل أن يقلص خسائره إلى 3.09 درهم بانخفاض نسبته 3.10 درهم بنسبة 3.1 في المائة بتعاملات ضعيفة قيمتها 67.8 مليون درهم.
وبالقوة نفسها من الهبوط جاءت تداولات السوق الظبيانية بتداولات ضعيفة أيضا بقيمة 64 مليون درهم من تداول 47 مليون درهم، وجاء الضغط قويا من أسهم العقارات والطاقة والبنوك.
وقلصت بورصة قطر من خسائرها التي تجاوزت الواحد في المائة، بعدما سجل سهم بنك قطر الوطني ثاني الأسهم الثقيلة في المؤشر أكبر ارتفاع في السوق، فيما بقي سهم صناعات قطر الأثقل على انخفاض وسط تعاملات متدنية بقيمة 161 مليون ريال من تداول 5.2 مليون سهم، منها مليون سهم لمصرف الريان الذي تراجع بنحو 1.4 في المائة إلى 13.70 ريال.
وعلى غرار قطر قلصت بورصة الكويت أيضا خسائرها، وعادت من جديد إلى تسجيل أدنى مستوياتها منذ عام 2005 بتعاملات قيمتها 16.6 مليون دينار من تداول 67.8 مليون سهم.
وأكدت شركة جراند العقارية أنها منيت بخسارة للعام الماضي بقيمة 25.8 مليون دينار مقارنة بخسارة في عام 2008 بقيمة 31.5 مليون دينار، وبلغت الخسائر التراكمية 44.6 مليون دينار بما يعادل 75 في المائة من رأسمال الشركة، الأمر الذي دعا مجلس الإدارة إلى التوصية بعدم توزيع أرباح، ودعوة الجمعية العمومية للاجتماع لمناقشة اقتراح بإطفاء الخسائر، ولا يزال سهم جراند موقوفا عن التداول بسبب عدم إفصاح الشركة حتى الآن عن نتائج الربع الأول من العام.
وتباين أداء أسهم البنوك بين انخفاض لأسهم الكويت الوطني 1.6 في المائة إلى 1.180 دينار، وبرقان 3.2 في المائة إلى .300 دينار، وبين ارتفاع لسهمي البنك التجاري الذي واصل قفزاته للجلسة الرابعة على التوالي، مرتفعا بنحو 3.3 في المائة إلى 0.920 دينار، وبنك الخليج 1.2 في المائة إلى 0.420 دينار، فيما استقرت أسهم بيتك وبوبيان دون تغير، كما استقر أيضا سهم أجيليتي دون تغير عند 0.455 دينار.
وتحولت الارتفاعات الطفيفة للسوق البحرينية إلى انخفاض بضغط من أسهم البنوك والخدمات والتأمين وسط تعاملات نشطة بقيمة 843 ألف دينار من تداول خمسة ملايين سهم، منها 3.9 مليون على سهم أريج الذي قاد التحول نحو الهبوط منخفضا بنسبة 2.9 في المائة إلى 0.500 دولار.