العمل في المشاريع الاجتماعية خيار وظيفي جذاب للنساء

العمل في المشاريع الاجتماعية خيار وظيفي جذاب للنساء

هناك احتمال أكبر في أن تتولى النساء مناصب قيادية في المشاريع الاجتماعية مما هو في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة التقليدية. كانت تلك إحدى النتائج الرئيسية التي توصل إليها بحث أجراه ائتلاف المشاريع الاجتماعية البريطاني UK Social Enterprise في دراسة له. ويمكن أن توصف نسبة تقارب 26 في المائة من المشاريع الاجتماعية بأنها « ذات قيادة نسائية» وهذه النسبة تمثل قرابة ضعفي الشركات الصغيرة التي تقودها النساء ونسبتها 14 في المائة.
وقالت باميلا هارتيجان، مديرة مركز أسكول للمشاريع الاجتماعية لمجلة انسياد نوليج:» إن تأسيس النساء للمشاريع الخاصة بهن يضعهن في مقعد السائق من حيث إدارة أوقاتهن وأدوارهن ومسؤولياتهن. إن النساء يقمن بأدوار متعددة – وهن بالتأكيد يقمن بأدوار أكثر من الأدوار التي يقوم بها معظم الرجال. فهناك الكثير من اللواتي يقدمن الرعاية الرئيسية ليس فقط للأطفال، بل وللآباء المسنين بمن في ذلك آباء الكثير من النساء الأخريات. ولديهن أيضاً وظائفهن الخاصة بهن – أو على الأقل يبحثن عن فرص العمل- وكثيراً ما يشاركن في الأنشطة المجتمعية – أكثر من الرجال بالتأكيد».
تقول انيكا تفرين مديرة اجتماعية مالية إن الكثير من المشاريع الاجتماعية تتطلب التنويع. وقد يعني هذا أن يكون المشروع الاجتماعي مفتوحاً للحلول المرنة فيما يتعلق بممارسات العمل وساعات العمل. ولا يعتبر دافع الربح كل شيء ونهاية كل شيء، كما أنه ليس الطريقة المحددة والتقليدية للعمل. إن هذه البيئة قد تكون مناسبة أكثر للنساء اللواتي يقمن، على سبيل المثال، بأدوار الأمومة والعمل الوظيفي.
وتضيف تفرين أن وجود نسبة عالية من النساء اللواتي يعملن فعلاً في المشاريع الاجتماعية يعتبر عاملاً يشجع مزيداً من النساء على الانخراط في هذا المجال.
وحسب كالبانا سانكر، الرئيسية التنفيذية لمنظمة يداً بيد غير الحكومية في مدينة شيناي في الهند، أثبتت النساء أنهن قادرات على التغلب على المآسي والمصاعب. بل إن الحقيقة هي أن النساء قادرات على العودة إلى الوضع الطبيعي بشكل أسرع من نظرائهن الذكور. فإلى جانب ما يتحلين به من مرونة، تقول سانكر إن النساء بما لديهن من صفات متأصلة كالتقمص العاطفي والبديهة قادرات على العمل بكفاءة أكبر كمديرات ورئيسات.

جذب النساء إلى المشاريع الاجتماعية

ما بعض العوائق التي تحول دون دخول النساء إلى هذا القطاع؟ إن عوائق دخول هذا القطاع أقل من عوائق المحافظة على استمرارية المشروع ــ وخاصة رأس المال، والمعرفة والثقة اللازمة لمتابعة الهدف في وقت يوجد فيه الكثير من المطالب المتعارضة التي تتجاذب النساء باعتبارهن مقدمات للرعاية خاصة، كما تقول هارتيجان.
إن الوضع في الهند أكثر تعقيداً. فمختلف المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، كالتمثيل في القوة العاملة، ونوع العمل، وأدوار اتخاذ القرارات، والدخل، ومعرفة القراءة والكتابة، والصحة ومعدل الوفيات، تجعل من الصعب على النساء أن يعملن في الأدوار القيادية، كما تقول سانكر. ويترتب على النساء اللواتي يشغلن مناصب عليا أن يقمن بالأدوار التقليدية والأدوار القيادية على حد سواء، وإن عملية إيجاد التوازن الكامل بين العمل والحياة يشكل تحدياً كبيراً لهن.
ولتمهيد الطريق أمام انخراط النساء في المشاريع الاجتماعية، تقول سانكر إن المساواة بين الجنسين ينبغي أن تكون في صلب أي برنامج تنموي يتم تنفيذه وخاصة في البلدان النامية. وهي تلاحظ أن المخاوف المتعلقة بالجندر موجودة بشكل رئيسي في سياسات الإقراض التي تتبعها وكالات التمويل متعددة الأطراف مثل البنك الدولي أو الصندوق الدولي للتنمية الزراعية. وهذا يعطي مجالاً أوسع للقادة من النساء.
ويمكن لتعزيز المعرفة والمعلومات أن يسهل هذه العملية: برامج التدريب على القيادة للنساء، وخلق الوعي بشأن السبل التي تسلكها النساء القائدات، والأمور التي من حقهن وذلك من خلال المشاركة في الخبرات، وضمان حماية حقوقهن التي تكفلها القوانين السائدة في بلدانهن في مجالات الصحة، والعنف المنزلي، والحق في اختيار مهنتهن ومستقبلهن الوظيفي.
وهي تقول في هذا الصدد:» إن النساء، ولا سيما في البلدان النامية، مكبوتات إلى حد بعيد لأنهن لا يتمتعن بحرية الوصول إلى المعلومات بالقدر الذي يتمتع به الرجال الذين يوجد لديهم عدد من المنصات والمنتديات للتواصل، وبالتالي توجد لديهم قدرة أكبر للضغط وتبادل المعلومات. ولذلك فإن النساء بحاجة إلى الذكاء العاطفي لمواجهة هيمنة الذكور. وينبغي أن تركز الجامعات على هذه الناحية عند إعداد مناهج الدراسة الجامعية الأولى وبرامج الماجستير. وزيادة على ذلك، ينبغي أن يوفر هذا القطاع هذه المنصة من خلال التعليم الذي تقوم به نساء ناجحات في مجال ريادة المشاريع الاجتماعية.

الحاجة إلى الحجم

تقول هارتيجان إنه بينما تقوم النساء بتأسيس المشاريع الاجتماعية، إلا أن غالبيتهن تظل محصورة في النطاق المحلي، أي أن قلة منهن تحقق الحجم الذي تحققه المشاريع الاجتماعية التي يوجدها نظراؤهن من الذكور.
ويرجع أحد أسباب ذلك إلى أن الدور الثلاثي الذي يقمن به (المهني، والمحلي والمجتمعي) يشكل ضغطاً على جهودهن الخاصة بالتركيز فقط على تنمية شركاتهن.
إذن ماذا إذا لم يوسعن نطاق هذه المشاريع وبقين محصورات في النطاق المحلي؟ تقول هارتيجان إنه لا توجد لديها إجابة عن هذا السؤال»باستثناء القول إننا إذا أردنا معالجة التحديات الكبيرة التي تعترض سبيلنا، فلا بد من تعزيز قدرة المشروع على أن يكون له أثر واسع ولا بد من تشكيل التحالفات مع الآخرين».
تتفق سانكر مع هارتيجان في ذلك وتضيف أن هذا التوجه يتغير ببطء، وبإمكاننا أن نأمل في تحقيق تمثيل كبير على مر السنين».
ولتمكين ذلك من الحدوث، تقول إن جماعات الضغط ضرورية والمنتديات مطلوبة لكي تصبح النساء منظمات. وهناك حاجة أيضاً إلى بنية منظمة تستطيع فيها النساء صاحبات المشاريع الاجتماعية من الاجتماع وتقاسم الخبرات والتعلم من بعضهن البعض. كما ينبغي تدريب النساء على التعامل مع النجاح والفشل بالطريقة نفسها.

الأكثر قراءة