أيام وأعوام حافلة بالعطاء والنماء
بمناسبة الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين، حيث مضت خمس سنوات كانت حافلة بالإنجازات والعطاءات على مستوى الوطن والمواطن. فقد أحب هذا الملك شعبه الذي بادله الشعور نفسه، وحفر حبه – بماء الذهب - في عقولهم وقلوبهم. قاد بلاده وأمته لتصبح رقماً بارزا في خريطة العالم. فقد حققت مملكة الإنسانية قفزات كبيرة ونوعية في مسيرة البناء والتطور الحضاري، وأصبحت ذات حضور سياسي متميز ويحسب لمواقفها من القضايا الإقليمية والدولية ألف حساب. بل أصبحت من الدول التي يقصدها كبار الساسة والرؤساء ورجال الأعمال للأخذ برأيها والتماس دعمها ومساعدتها في حل الكثير من القضايا السياسية والاقتصادية. ومن إنجازاته الكبيرة منذ توليه – حفظه الله – مقاليد الحكم رغم قصر الفترة: زيارات جميع مناطق المملكة ، إنجازات عملاقة في مجالات التعليم ، فقد زادت أعداد الجامعات، وزاد افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية، وازدياد أعداد محطات الكهرباء العملاقة، والطرق الحديثة التي شملت جميع مناطق المملكة، وإنشاء مدن اقتصادية عملاقة، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والمشاريع الجبارة لخدمة الحرمين الشريفين وزوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف. وقد سعى - حفظه الله – في الإصلاح الإداري وتطوير نظم الدولة وبناء دولة المؤسسات وبما يناسب مستجدات العصر. كذلك تم إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ، وهي جامعة فريدة من نوعها ، فقد أصبحت مقصدا لكثير من المتميزين من الطلاب والعلماء من أرجاء العالم كافة. وفي مجال البحث والتقنية تم إنشاء ودعم مراكز أبحاث كبيرة مثل مركز الملك عبد الله لتقنية النانو في جامعة الملك سعود ودعم أبحاث النانو في جامعات أخرى في المملكة. ولقد أسعد صدور الأمر الملكي الكريم السامي رقم 1035 بتاريخ 3-5-1431هـ والمتضمن إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة جميع أبناء الوطن والعرب والمسلمين، وخصوصاً العلماء والباحثين والمختصين والمهتمين بمجال الطاقة الذرية السلمية والطاقة المتجددة. وهذه – حقيقة - همة قائد عظيم وطموح لخدمة شعبه وأمته، وتعد سابقة نوعية ونقلة عظيمة في شتى المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية تدخل من خلالها مملكة الإنسانية عصر التقنية الذرية السلمية والمتجددة. هذه المدينة هدية عظيمة من قائد حكيم إلى شعبه وأبنائه تفتح لهم آفاقاً بحثية جديدة تروي عطشهم ، وتحقق لهم الريادة في المستقبل القريب إن - شاء الله. كذلك هناك إنجازات كبيرة خارجية لخدمة دينه وأمته ومنها على سبيل المثال لا الحصر : مواقفه الواضحة ومنهجه الصادق والثابت تجاه القضية الفلسطينية وتجاه قضايا أمته الإسلامية، وزياراته لكثير من دول العالم ذات الثقل السياسي على المستوى العالمي مثل أمريكا والصين والهند وماليزيا وغيرها من دول العالم، ودعمه كثيرا من المشاريع الاقتصادية والتنموية والطبية في الدول المجاورة والصديقة. ومحاولاته الدائمة في لم شمل الأمة العربية والإسلامية ، فقد قام بلم شمل الإخوة الفلسطينيين ، ورعى – حفظه الله – المصالحة السودانية – التشادية. وأخير أذكر القارئ الكريم بالأزمات الاقتصادية التي وقعت فيها دول العالم ذات الثقل الاقتصادي الكبير ، وكيف نجحت المملكة في تجنب آثارها أو التقليل منها - بفضل الله - ثم بفضل السياسة الحكيمة لربان السفينة السعودية - سفينة الوطن – وقائد المسيرة خادم الحرمين الشر يفين وولي عهده الأمين ونائبه الثاني.