الغرفة تقود مشروعاً كبيراً للتنمية الاقتصادية لضمان نمو مدينة جدة وتطويرها
فاتن بندقجي عضو مجلس إدارة الغرفة الصناعية والتجارية في جدة واحدة من السعوديات اللاتي استطعن قيادة المرأة في الأعمال التطويرية من خلال التدريب والتسهيل لسوق العمل, وهي أول سيدة على مستوى المملكة عملت في الغرفة التجارية والصناعية, ومن العناصر الفاعلة في تمكين المرأة في المجتمع, وتمكنت من خلال فترة عملها في الغرفة التجارية الصناعية في جدة من إنشاء أقسام نسائية أتاحت وأهلت المرأة لدخول عالم الأعمال, وكانت حجر الأساس لعمل المرأة في كثير من الأعمال التجارية, ويحسب لها خلال مشوارها العملي تمكنها من إنشاء إدارة تدريب وتطوير المرأة وإدارة تمكين المرأة والأبحاث والقسم النسائي في المكتبة الاقتصادية والقسم النسائي في منتدى جدة الاقتصادي والقسم النسائي لمهرجان ''جدة غير''.
وشاركت بفاعلية في عديد من اللجان الهادفة إلى التطوير التنظيمي والتقدم المؤسساتي خلال فترة توليها منصبها لدى غرفة تجارة جدة. كما شغلت منصب الأمين العام للجنة الأولى لسيدات الأعمال، وعضو فريق التطوير التنظيمي لغرفة جدة بهدف تنمية قدرات الموارد البشرية تحت إشراف استشاري لمكتب ''ميرسر'' العالمية. أسست بندقجي مجموعة مجتمع مدني سميت ''المواطنة'', وأسهمت هذه المجموعة بمشروع بارز المعالم سمي ''إنقاذ كورنيش جدة''، يرتكز على حقوق القاطنين في مدينة جدة في حياة نظيفة وآمنة وفي مدينة تخلو من المخاطر، هدفها تقديم خدمات سريعة وفاعلة للجميع. كما أسهمت ''مجموعة مواطنة'' في دعم عمليات الإغاثة أثناء كارثة سيول جدة, وكُلفت المجموعة بإغاثة أحياء: قويزة والمساعد والصواعق. وتعمل هذه المجموعة بشكل فاعل مع مجموعات من الشباب والسلطات المحلية، لتنفيذ مشاريعها.
وتكمن مجالات اهتماماتها المهنية في التطوير التنظيمي والتقدم المؤسسي، مع التركيز على الحوكمة الناجحة ومواطنة الشركات، وتتجسد مهمتها الشخصية والمهنية في العمل من أجل بناء جيل من الشباب والشابات رواد الأعمال التنموية والاجتماعية, كما تؤيد تمكين فئات المجتمع المدني ومبادراته. ''الاقتصادية'' التقت عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية السيدة فاتن بندقجي وخرجت بالحوار التالي:
ما رؤيتكم المستقبلية للدورة الحالية؟
تتمثل رؤية المجلس في دعم قطاع الأعمال الذين هم أساس عملائنا, فقد حدد المجلس 13 هدفاً استراتيجياَ للدورة الحالية, حيث يُعنى كل هدف بدعم محور من محاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإجرائية لضمان نمو وتطوير مدينة جدة وقطاعاتها المختلفة.
أثناء عملك في غرفة جدة أسستِ عددا من الإدارات، وشاركت في عديد من اللجان الهادفة إلى التنظيم المؤسساتي، حبذا لو تعطينا نبذة عن تجربتك خلال الفترة الماضية التي قضيتها في الغرفة التجارية الصناعية؟
كانت رسالتي ومهمتي منذ تعييني عام 1999, هي تمكين سيدات الأعمال من الحصول على جميع الخدمات والمعلومات والإمكانات المتوافرة لرجال الأعمال. خلال مهمتي كمديرة إدارة التدريب والتوظيف تمكنا من تأهيل ما يقارب 500 سيدة في مجال العمل الإداري, الذي تم من خلاله توظيف ما يقارب 70 في المائة ممن شاركن في برامجنا, كما قمنا ببناء تحالفات استراتيجية مع المعاهد التدريبية المميزة والمعتمدة لتقديم برامجها التي لم تسنح لها الفرصة لتقديمها لأسباب ترجع إلى أمور إجرائية وبيروقراطية. كما قمنا بفتح باب حضور السيدات لجميع المحاضرات والندوات التي قدمتها الغرفة آنذاك, من خلال قاعات مجهزة بدوائر تلفزيونية مغلقة, الأمر الذي أدى إلى إشراك السيدات في الحصول على معلومات وخبرات لم يستطعن الوصول إليها من قبل. وبادرنا أيضا بفتح باب حضور السيدات لمنتدى جدة الاقتصادي في بداياته ومشاركة النساء في بداية مهرجانات جدة غير.
يلاحظ توجه السياسات العامة والقطاع الخاص إلى دعم مشاريع الأسر المنتجة, وكنت أبرز من شجع ودعم المشاريع التجارية التي تدار من المنزل، أين وصلت هذه المشاريع، وما مستقبلها؟
قضية الأسر المنتجة والمشاريع متناهية الصغر قضية جوهرية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وحينما توليت إدارة تمكين المرأة والأبحاث كانت رسالتي الأساسية هي دعم قطاع الأعمال من المنزل, وكانت الشريحة المستهدفة آنذاك هي خريجات الجامعات اللاتي لم يحصلن على وظائف, فوضعت استراتيجية كاملة للإدارة حيث نتمكن خلال ثلاث سنوات من تأهيل هذه الفئة في إنشاء أعمال تجارية ووضع سياسة عامة لترويج هذه المشاريع الصغيرة من خلال معرض دائم بالتعاون مع أمانة جدة, وكانت نهاية الاستراتيجية أن نصوغ نظاما أو آلية تسهم في منح تراخيص لمزاولة هذه الفئة أعمالها من المنزل كي تكون لهن صفة اعتبارية ورسمية في إطار نظام مؤسسي متكامل. وقمنا بالتعاون في ذلك الوقت مع منظمة العمل الدولية لتقديم برنامج نموذجي لتدريب وتأهيل الفتيات بأسس إدارة المشاريع الصغيرة باسم ''ابدأ .. حسن .. طور''. وبعد نجاح البرنامج وتوثيقه قمنا بتزويده للقطاع الخاص، وكان أول من أسهم في تبني البرنامج البنك الأهلي الذي أبدع في نشر ثقافة العمل من المنزل.
#2#
أما فيما يخص السنة الثانية للبرامج فقمنا بدعم المنتجات اليدوية من خلال مشروع ''إبداع'', الذي استهدف خريجات كليات الاقتصاد المنزلي للقيام بتحويل الفن الذي يمارسنه إلى سلعة تجارية تذكارية تمثل الثقافة السعودية الحجازية, وكان الهدف من مسابقة ''إبداع'' هو تمكين المرأة السعودية من الاعتماد على نفسها ماديا, وأقمنا معرضا يسهم في تسويق صناعاتها, ما أدى إلى إحياء التراث ودعم الصناعات التذكارية وتعميم أفضل النماذج للمرأة السعودية المنتجة. وشاركت أكثر من 300 متنافسة في هذا البرنامج وفازت 30 سيدة وعرضت منتجاتهن في معرض عمل المرأة الثاني عام 2006.
يشار إلى أن البيروقراطية أصبحت نهج الغرفة التجارية الصناعية في جدة، كيف ترين ذلك؟
تسعى غرفة جدة في دورتها الحالية إلى تطبيق نظام الحوكمة الرشيدة, ونظام الحوكمة لا يتوافق والنظام البيروقراطي الذي لا تعكسه الغرفة.
ما الذي سيضيفه مجلس المسؤولية الاجتماعية إلى قطاع الأعمال؟
أسس مجلس المسؤولية الاجتماعية لقطاع الأعمال منذ عامين وأعظم البرامج التي قدمت آنذاك انتهجت النهج الرعوي بدلاً من النهج الاستثماري الذي يحقق التنمية المستدامة لقطاع الأعمال، لذا يسعى المجلس في الدورة الحالية إلى ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية لقطاع الأعمال كمفهوم تنموي وليس كمفهوم رعوي. السؤال هنا: كيف يستطيع قطاع الأعمال - في ظل التنافسية الشديدة الناتجة عن العولمة - أن يضمن الاستدامة؟ ودورنا في المجلس خلال السنوات المقبلة هو دعم قطاع العمال في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني استراتيجيات وآليات المسؤولية الاجتماعية التنموية.
المسؤولية الاجتماعية هنا تعني ألا يكتفي قطاع الأعمال باستغلال الموارد المتاحة له بما يخدم أهدافه الاقتصادية فقط، بل إن مسؤوليته تمتد إلى مواجهة المتطلبات الاجتماعية أيضاً. فاكتساب ثقة الجمهور ورضا المستهلكين يسهم في خدمة تنمية الموارد المالية لقطاع الأعمال وبالتالي الاستدامة. وعلى هذه الأساس لا بد أن يسهم قطاع العمال في تحقيق رفاهية المجتمع عن طريق تحسين الظروف البيئة، والحد من الآثار السلبية التي ربما يسببها نشاطه للبيئة المحيطة عن طريق تقليص التلوث. كما أن رعاية شؤون العاملين وتحقيق الرفاهية الاجتماعية لهم، والاستقرار النفسي ستجعل منهم أكثر إنتاجية من خلال تنمية قدراتهم الفنية والإدارية والإنتاجية، وتوفير الأمن الوظيفي والرعاية الصحية والاجتماعية لهم، ما ينعكس بدوره على خدمة نشاط قطاع الأعمال, وبالتالي الاستدامة.
ماذا يضيف لك مركزك الجديد في الغرفة؟
تعييني عضواً في مجلس إدارة الغرفة مع نخبة من سيدات ورجال أعمال مدينة جدة تكليف وتشريف في آن واحد, فنحن في المجلس نعمل معاً لبناء بيئة استثمارية خصبة تتمتع بتنمية مستديمة، فلا يضيف منصبي إلي إلا مزيدا من الخبرة والحكمة في اتخاذ القرارات والتخطيط للأمور.
ما تقييمك لأداء المرأة في النهوض بالعمل المؤسساتي في المملكة؟
العمل المؤسساتي لا يستثني المرأة دون الرجل, فالغرض من العمل المؤسساتي لأي قطاع أو منظومة هو وجود رؤية واضحة واستراتيجية موجهة لتحقيق أهداف منشودة في فترة زمنية محددة وبأقل التكاليف المالية والبشرية وبجودة عالية - ما يضمن فاعلية واستدامة المنظومة. وهذا يعني ضرورة توحيد جهود جميع شركاء النجاح بدايةً من مجلس الإدارة إلى الموظفين, الأمر الذي يتطلب الحوكمة الرشيدة والشفافية التامة والعدل والمساواة. أما فيما يخص المرأة السعودية فهي تمثل نسبة ضئيلة في البيئية الاقتصادية والاستثمارية، إلا أنها بدأت تغزو عالم الأعمال متسلحةً بمبادئها الدينية ومهاراتها الشخصية وقدرتها الفطرية على التنظيم والإدارة, فرأيي الخاص أن المرأة السعودية لديها كل المميزات التي تساعدها على القيام بأعمالها بمنهجية, لكن بعد ما تتاح لها الفرصة والتسهيلات الإجرائية التي تمكنها من استثمار أموالها كيف تشاء.
كيف يمكن للفتاة السعودية أن تستفيد من تجارب سيدات الأعمال؟
هناك جيل من الشابات والشباب المتميز الذي يحتاج إلى الدعم المعنوي والمادي والفني لخوض عالم المال والأعمال والاستثمار, لكن هناك أيضاَ فجوة كبيرة بين جيلي وهذا الجيل, حيث لا بد أن نطرح استراتيجية وطنية لإدماجهم معنا. سبق وكتبت في مقالاتي العديدة في جريدة ''عرب نيوز'' أهمية احتواء هذا الجيل من خلال قطاعاتنا العامة والخاصة. فعلى سبيل المثال لدينا ثلاثة قطاعات أساسية هي المجالس البلدية، والغرف التجارية ومجلس الشورى, التي نستطيع الاستفادة منها لبناء قدرات الشباب والشابات. فما المانع من أن نخصص لهذه الفئة من الشباب والشابات الفرصة للحصول على مقاعد في اللجان المختلفة من هذه القطاعات ليقوموا بدعم الأعضاء في القيام بأعمالهم؟ مجلس البلدية يحتاج إلى كوادر بشرية تساعدهم على أداء أعمالهم اليومية من أبحاث ومتابعة المشاريع وإعداد التقارير الدورية التي تسهم في التنمية المحلية, والغرف التجارية من خلال لجانها القطاعية تحتاج إلى الخدمات نفسها, كما يحتاج إليها مجلس الشورى. فإذا منحت الفرصة للشباب والشابات للعمل جنبا إلى جنب مع رجال وسيدات قياديين للتعلم المباشر منهم والامتثال لهم بآلية منظمة وكأنها آلية التدريب على رأس العمل, فهذا سيمكنهم من التعرف على ما يستجد في الساحة من قضايا اقتصادية واجتماعية, الأمر الذي سيولد فيهم الشعور بالولاء والانتماء إلى الوطن وقضاياه المختلفة. كما يمكن أن تدرج هذه الآلية ضمن ساعات إجبارية تعتمد من الجامعات ضمن ساعات التخرج.
تداول أخيرا إشراك المرأة في الانتخابات البلدية, وكنتِ أول سيدة في المنطقة الغربية تعلن رغبتها في خوض تجربة الترشيح للانتخاب في مجلس بلدي جدة، ما الدور المتوقع من المرأة في المجالس البلدية؟
النساء هن عين المستهلك, فهن أمهات، وربات منازل ومسؤولات عن رعاية وحماية أسرهن، لذا فهن أعلم بالقضايا الجوهرية التي تمس الحياة اليومية المعيشية مثل التلوث البيئي، وحماية أسرهن من المنتجات المغشوشة وضرورة التوازن في النمو العمراني ليتماشى مع الاحتياجات البيئة والترفيهية للمواطن والمقيم, فإشراك المرأة في المجالس البلدية يعمل على طرح قضايا ربما لم يتم التطرق إليها من قبل, ما يسهم في مناقشتها واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعلاجها وتحقيق التنمية المستدامة للمدن في المملكة, فلا بد أن تحظى المرأة بمثل ما يحظى به الرجل.
برزت فاتن كعضو فاعل في عديد من الجمعيات التطوعية التنموية، من أهمها انطلاقة تأسيس مجموعة ''مواطنة''؟
بدأت فكرة مشروع ''إنقاذ كورنيش جدة'' من مبدأ الحديث الشريف ''إماطة الأذى عن الطريق صدقة'', ففي عام 2007م كنت أمارس رياضة المشي على كورنيش جدة الشمالي ولاحظت أن المنطقة كانت تحتاج (وما زالت) إلى صيانة فورية لأنها باتت تسبب ''أذى'' لروادها. وكل ما كان يدور في ذهني آنذاك هو كيف أستطيع إحداث تغيير يسهم في بناء بيئة جميلة ونظيفة وآمنة يتمتع بها الإنسان؟ فالأرصفة كانت معدومة والمقاعد تالفة وسلال النفايات موزعة بطريقة عشوائية, ورغم صغر حجم الأرصفة كانت مكدسة بما يقارب 20 لافتة إعلانية كبيرة الحجم و35 مقصفا تجاريا على بعد مساقة أربعة كيلومترات فقط، وكانت تعترض مسار المشاة، ما فرض على المتنزه النزول إلى الشارع لتفاديه, وبالتالي تعرضه للخطر من السيارات القادمة. كما كان البحر ملوثا بسبب المجاري العديدة التابعة للفنادق والمتنزهات المجاورة, وكنت أرى الأطفال يلعبون في مياه ملوثة ورجالا يصطادون أسماكا مسممة. فصعب علي الأمر, وقررت التقاط صور فوتوغرافية لتوثيق هذه المناظر ورفعته في موقع ''فيس بوك'' الذي كان في بداية إنشائه, لأن لعل وعسى أن يستجيب أحد لهذا المنظر غير الحضاري. واستعجبت لردود الناس وقمت بتكوين مجموعة صغيرة ممن شاركوني الرأي, وبالتالي ولدت مجموعة ''مواطنة'' انبثاقا من ''مشروع إنقاذ كورنيش جدة''، الذي يهدف إلى الارتقاء بكورنيش جدة ليلائم سكانها وزوارها, واستند المشروع إلى بناء شراكات استراتيجية بين المجتمع المدني التطوعي وأمانة جدة بمشاركة المجموعات الشبابية التطوعية.
في ظل تنامي دعم وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات الخيرية إلا أن المجتمع المدني الذي برزت مجموعة ''مواطنة'' في طليعته هو الذي قاد حملة ''أهالي جدة للتكافل'' لإنقاذ متضرري السيول, هل يعكس ذلك الضرورة أو الحاجة الملحة لتبني نظام مؤسسات المجتمع المدني؟
منذ ثلاث سنوات والمجتمع السعودي يعلم أن مجلس الشورى يناقش نظاما لإنشاء المجتمعات المدنية وما زلنا في انتظار النتائج. وفي رأيي الخاص, لا نستطيع إعداد أي نظام فاعل وقابل للتطبيق ما لم نشارك المجتمع المستهدف في إبداء رأيه تجاهه. فأوصي مجلس الشورى بدعوة بعض فئات المجتمع المدني في ورشة عمل مخصصة لمناقشة هذا النظام وتعديله إن لزم الأمر, لتسريع اعتماده وتعميمه حتى يستطيع المجتمع المدني القيام بدوره التنموي بعيداً عن البيروقراطية وبشفافية تامة.
قدمت كارثة سيول جدة مثالاً حياً للعمل التطوعي والاجتماعي، هل هناك أي مبادرات لتعزيز مفهوم العمل التطوعي؟
كارثة سيول جدة أظهرت لنا شجاعة غير طبيعية من جمبع فئات المجتمع سواءً كانوا من المقيمين أو المواطنين أو القطاع العام أو الخاص, فكان هناك تكاتف إنساني لم نره من قبل, والجميع شاهد على ذلك. وأبرز ما أثبتته كارثة سيول جدة كفاءة وقدرة ورغبة الجميع من شباب وشابات وكبار وصغار السن وخبراء وأطباء ومختصين وقطاع المال وفاعلي خير في العمل التطوعي. العمل التطوعي هو العمود الذي ترتكز إليه المجتمعات المدنية, وهو الوسيلة الأمثل للنهوض والارتقاء بأي مجتمع. القطاع العام يحتاج إلى هذه الفئة لتحقيق أهدافه, كما تحتاج إليها الجمعيات الخيرية. لكن القضية الآن تكمن في أهمية إيجاد آلية مرنة لتنظيم وتسهيل هذا القطاع. وأعتقد أن الجميع الآن مهتم بتعزيز مفهوم العمل التطوعي, لكن السؤال هو: من المسؤول عن القيام بذلك؟ وكيف يتم تعميم المفهوم؟ ومتى سنراه مفعلاً؟
تشهد ساحة العمل التطوعي عديدا من الأنشطة والمشاركات الشبابية، كيف تقيمين تجربتك مع الشباب من خلال المشاريع التطوعية؟
عملنا كثيرا مع الفرق الشبابية المختلفة المهتمة بقضايا التنمية المحلية في حملة ''إنقاذ كورنيش جدة''، وأثناء كارثة سيول جدة قامت مجموعة مواطنة بالإشراف على ما يقارب ثلاثة آلاف شاب وشابة حين تولينا مسؤولية إغاثة منطقة قويزة والمساعد والصواعق والحرازات ووادي قوس بشراكة استراتيجية مع جمعية البر تحت لجنة أهالي جدة للتكافل. كانت التجربة رائدة من نوعها لأننا تمكنا من احتواء ما يقارب خمس فرق شبابية مختلفة تنتمي إلى مجموعات بهويات مختلفة, والسبب في انضمامها إلى مجموعة ''مواطنة'' يرجع إلى احترامنا هوياتهم المختلفة, حيث إن هدفنا الأساس كان الإغاثة. وأعتقد أن أسلوبنا ومنهج عملنا المنظم في إدارة المشاريع جذب هؤلاء الشابات والشباب, فرسالتنا في مجموعة ''مواطنة'' هي بناء شراكات مع الفرق الشبابية التطوعية وتوعيتهم بالعمل التنموي المنظم بمنهجية واضحة وبمبادئ المواطنة الرشيدة والالتزام واحترام اختلاف وجهات النظر, إضافة إلى العمل التطوعي المحترف.