الجمعة, 2 مايو 2025 | 4 ذو القَعْدةِ 1446


طبيب سعودي يقترح تدريس علم إدارة الأعمال لطلاب كليات الطب

أصبحت دراسة إدارة الأعمال والعلوم المتعلقة بعالم الإدارة والمال في عالم اليوم، غير مقتصرة على الطلاب الذين يرغبون في دراستها في كليات مختصصة بشكل بحت، بل تطلب الأمر أن ينهل العاملون في المجالات كافة من ثقافة الإدارة, حيث دخل عالم البزنس كل جوانب حياة الناس اليوم مثل: الرياضة ونماذج أخرى مثل: المستشفيات، والقطاعات ذات العلاقة ببسط مفهوم الإدارة.

من هنا اقترح طبيب سعودي يعمل في مجال الطب العلاجي والإسعافي 21 عاما، أن يكون للطبيب خلفية إدارية من خلال تدريسه كورسا أو مقررا إداريا سواء في فترة دراسته أو خلال الفترة العملية في المستشفيات.
وقال لـ ''الاقتصادية'' الدكتور هشام عبد الله العمران الذي يعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي متخصصا في الطوارئ والإسعافات في الرياض، ويعمل استشاريا في قسم الطوارئ في المستشفى نفسه منذ فترة طويلة، إن الطبيب في حاجة إلى خوض فترة أكاديمية من خلال تأسيس برنامج أو تدريس مقرر إداري مناسب له بشكل عام، حيث يتم التركيز على الأشياء الضرورية الذي تساعده في حياته العملية.

وأضاف - في استطلاع أجرته''الاقتصادية'' مع طلاب عرب يدرسون برنامج إدارة الأعمال التنفيذي الذي تطرحه جامعة إنسياد في فرعها في أبو ظبي - أنه من الأفضل أن يكون الطبيب لديه خلفية إدارية لأن العمل الطبي أصبح لا يعتمد على العمل الفردي، وأن العمل مع أي فريق يحتاج إلى هذا التخصص.

وأوضح الدكتور هشام العمران أن من أهم الأسباب التي جعلته يلتحق بجامعة إنسياد أن الطب يشمل أكثر من جهة, ومنها الجهة الرئيسة العلاجية البحتة، إضافة إلى أنه يشمل جهة تشغيلية وإدارية وتنفيذية, هذه الصفات تفرعت وأصبح لكل منها تخصص بعينه. ونلاحظ أن المستشفى الذي يدار بطريقة جيدة يختلف عن الذي يدار بطريقة عشوائية أو سيئة، على الرغم من أن قدرة الأطباء متساوية إلا أن الفارق يحسم بمسألة كيفية إدارة هذا المستشفى أو ذاك.

ومع اتجاة الدولة والقطاع الطبي إلى عرض خدمات جيدة، وفي الوقت نفسه التوجه للسيطرة على التكاليف، فمن المهم من الإدارات الطبية في المستشفيات أن تكون لها جودة ومستوى رفيع في الخدمات الإدارية. وهذا الوضع لا يلزم الطبيب أن يكون هو الشخص المشرف أو المدير الإداري للمستشفى، لكن هذا لا يمنع أن الطبيب أو الشخص الفني أو الممرض أن يكون الشخص الذي لديه خبرة إضافية في الإدارة بطريقة عملية ومنهجية.

#2#

وقال إن التحاقي بجامعة إنسياد الهدف منه في الأساس إلمام الطبيب بالثقافة الإدارية التي تساعد على النجاح في عمل وتنظيمه. من مفهموم أن إدارة المستشفيات تتعدى مجال الخدمات الطبية وتشمل إدارة المبيعات والمشتريات والإدارة المالية.
وتطبيقا لهذا المفهوم هناك أطباء سعوديون سا بقون في الالتحاق بهذا المجال وحصلوا على شهادات عليا في مجال الإدارة المختلفة من أجل الارتقاء بالعمل الإداري في المستشفيات السعودية لقيادة الخدمات الطبية.

ويعتقد الدكتور هشام العمران أن زمن الطبيب أن يكون هو المدير أو المشرف قد انتهى، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة تتطلب أن الأطباء أو غيرهم ممن يعمل في المستشفيات أن تتعدى خبراتهم الإدارية خبراتهم الطبية.
وفي عالم اليوم يتطلب من الطبيب الإلمام بخبرات إدارية تجعله يتخذ القرارات في مجال تفعيل العمل الطبي اليومي زيادة على معرفة تامة باحتياجات المستشفيات, وكذلك تشغيل المستشفى من الناحية البشرية والفنية والإدارية والمالية.

وحسب الدكتور هشام العمران أن دارسة علم الأعمال تضيف إضافات مهمة للطبيب والمستشفى وكذلك للدولة، وأن خبرة الطبيب لا تكفي لإدارة مستشفى فهذا وقت قد انتهى، وأن أي شخص لديه الخبرات الإدارية يستطيع أن يدير المستشفي بمفهوم عالم اليوم.
وأوضح أن الخبرات الإدارية لدرجة كبيرة مكتسبة في المقام الأول، يمكن أن تنمى وتدرس، وهذا ما يتميز به البرنامج الإداري الذي تقدمه ''إنسياد'' لتنمية المهارات الإدارية.
وأعتقد أن أي طبيب محتاج إلى تخصص إداري وليس بالضرورة أن تكون درجة ماجستير، لأن الطبيب يعمل في أقسام معقدة مثل زراعة الأعضاء وفي غرفة العلميات التي تتطلب تنظيما إداريا دقيقا.

ونجحت ''الاقتصادية'' في استطلاع آراء مجموعة مختلفة من طلاب التحقوا أخيرا بجامعة إنسياد فرع أبو ظبي ـ برنامج الإدارة التنفيذي العالمي خلال تشرين (أكتوبر) 2009عام، ويتوقع تخرج هذه الدفعة في كانون الثاني (ديسمبر) 2010.
وتروي رندا رستم ـ ممرضة في قسم الموارد البشرية في مستشفى ''أوتل دي فرانس'' في بيروت أحد أكبر المستشفيات الجامعية في لبنان أن عملها يتطلب في هذا المجال التحضير أكثر في مجال إدارة الاعمال خاصة أنه مجال يتطلب منها إعداد بحوث ودراسات، وهذا الأمر دفعها إلى دراسة إدارة الأعمال حتى تستطيع مواكبة مفهوم العمل الجديد على الرغم من أنها تخرجت في مدرسة أو كلية تمريض، وليس لديها فكرة عن علوم إدارة الأعمال. ولذلك كانت وجهتها الأكاديمية الجديدة جامعة إنسياد العالمية المتخصصة في إدارة الأعمال, حيث تخضع إلى برامج ومحاضرات مكثفة من أجل التجهز إلى الواقع العملي الذي تمارسه.

ومن الميزات الجيدة في الدراسة الأكاديمية هنا مسألة الاختلاط مع طلاب من بيئات مختلفة وثقافات متعددة وكذلك مهن عديدة حيث يوجد هنا الطبيب والمهندس والمتخصص في عالم الكمبيوتر جاء هنا إلى تعلم علوم إدارة الأعمال.
ويقول مازن الملخي - أصله سوري ويحمل الجنسية الفرنسية - إن إنسياد لا تتعامل مع الطلاب من جنسياتهم، لكن الطلب الوحيد هو تميز الطالب في عمله ودراسته وتخصصه السابق، حيث يوجد في ''إنسياد'' حاليا في دفعتنا 75 طالبا من 35 جنسية مختلفة من بينهم عشرة أصلهم عرب. ومن هذه الإحصائية يتضح أن المجال مفتوح لكل الطلاب, خاصة العرب منهم الذين لديهم الرغبة في زيادة معرفتهم في ''البزنس'' ويطمحون إلى رفع مستواهم الأكاديمي بغية تحقيق تفوق في مجال عملهم.

وأوضح أنه كان يتوقع أشياء كثيرة من جامعة إنسياد قبل الالتحاق بها، لكن اكتشفت أشياء كثيرة أكثر مما كنت أتوقعه حيث كانت المفاجأة كبيرة جدا.
وقد جاء اختياري ''إنسياد'' من بين خمس جامعات مشهورة متخصصة في مجال إدارة الأعمال، وتمتاز بأنها عالمية أكثر بالدرجة الأولى، ولها ثلاثة فروع في فرنسا، سنغافورة، وهنا في أبوظبي، والدراسة هنا ليست أكاديمية فحسب بل هنالك برامج المنتديات القيادية التي تؤهل الطلاب على تحمل المسؤولية والخروج إلى الحياة العملية أكثر وعويا وخبرة.

وترى رندا أن تطبيق تجربة في العالم العربي يمكن أن يتم على المستوى اللوجيتسي حيث لدينا كثير من الأساتذة المختصصين في علوم إدارة الأعمال، ولدينا أناس أكفاء إلا أن نقل التجربة تحتاج إلى خبرة ووقت كافيين لتطبيقها، كما أن العائق المادي قد يكون سببا في عدم تنفيذها بالشكل الأمثل والأفضل.
ويشير محمد يحيى المتوكل المنتدب من وزارة النفط والمعادن اليمينية إلى أن مسألة التحاق أي شخص يحمل أي تخصص علمي سواء كان طبيبا أو مهندسا أو آخرين من مختلف الشرائح المهنية لدراسة علم إدارة الأعمال يعد قضية شائكة، وتجمعنا هنا في ''إنسياد'' ليس أمرا غريبا, حيث هناك جامعات أخرى تقوم بالمهمة العلمية نفسها لتنمية المهارات الإدارة. وأشار إلى أن الغرض من دراسة هذا التخصص ليس دراسة علم إدارة الأعمال بطريقة متخصصة لكن الغرض تنمية القدرات المهنية والإدارية والمحاسبية والقيادية. ولدى ''إنسياد'' الشهرة والخبرة والتاريخ (50 عاما) في هذا المجال بتخريج أشخاص مؤهلين.

وشدد المتوكل على أنه توجد في العالم كوادر جيدة للتخصص في هذا المجال، إلا أنهم لم يجدوا الرعاية الكافية ولم تقدم لهم المنح الحكومية الخاصة، ما جعل بعضهم يترك عمله والتخصص في هذا المجال.
وأوضح أنهم نجحوا كطلاب عرب (عشرة أشخاص)، في هذه الدفعة وشكلنا تكتلا مميزا فيما بيننا وشعرنا بأننا قريبون من بعضنا، البعض ونجحنا في الاختلاط مع الطلاب من الجنسيات الأخرى في ظل الثقافات المختلفة.
وأوضح أن الخبرات الإدارية لدرجة كبيرة مكتسبة في المقام الأول، يمكن أن تنمى وتدرس، وهذا ما يتميز به البرنامج الإداري الذي تقدمه ''إنسياد'' لتنمية المهارات الإدارية.

الأكثر قراءة