دراسة: الطلب المستقبلي لمنتجات السيراميك والبورسلان يرتفع إلى 107 ملايين متر مربع في 2012

توقعت دراسة حديثة أن يصل الطلب المستقبلي في المملكة لمنتجات بلاط السيراميك والبورسلان إلى نحو 107 ملايين متر مربع في عام 2012م. وسيقابل هذا الطلب المتزايد بالتوسعات الجديدة من قبل المصانع القائمة إضافة إلى دخول مصانع جديدة أخرى مما سيزيد من الطاقة الإنتاجية المركبة للمصانع العاملة من 50 مليون متر مربع في عام 2009م إلى 105 مليون متر مربع في عام 2012م ، وهو ما سيؤدي إلى زيادة مساهمة المصانع المحلية في تلبية الطلب وتقليل الاعتماد على المستورد، وأشارت الدراسة التي قام بها صندوق التنمية الصناعية السعودي إلى أنه من المتوقع أن يستمر الاستيراد رغماً عن ذلك نتيجة لطبيعة المنتج المستورد من حيث تعدد خيارات تصاميمه وانخفاض أسعار بعض أنواعه بالمقارنة مع المنتج المحلي، حيث ازداد الطلب المحلي على بلاط السيراميك والبورسلان من 35 مليون متر مربع في عام 2001م إلى 93 مليون متر مربع في عام 2009م. وبناءً على الاتجاهات التاريخية للطلب إضافة إلى توقعات النمو في قطاع البناء والتشييد وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، فمن المتوقع أن يصل الطلب المستقبلي في المملكة لمنتجات بلاط السيراميك والبورسلان إلى نحو 107 ملايين متر مربع في عام 2012م.

#2#

وتعتبر صناعة بلاط السيراميك والبورسلان من الصناعات المزدهرة في المملكة ، فمع الزيادة الكبيرة في استخدام هذا النوع من الصناعة في أرضيات وواجهات المباني، ازداد الطلب على منتجاتها،وشجع ذلك المنتجين المحليين على مقابلة الطلب المتزايد على المنتجات عن طريق تحديث خطوط الإنتاج وزيادة الطاقة الإنتاجية لمصانعهم، إضافة إلى دخول بعض المصانع الجديدة. وحيث إنّ الطلب على هذه المنتجات يرتبط بحركة قطاع البناء والتشييد، ونظراً لما شهدته المملكة خلال السنوات الخمس الأخيرة من طفرة كبيرة في أنشطة البناء والتشييد نتيجة لازدياد الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية والمشاريع العملاقة في المجالين الصحي والتعليمي، فقد زاد الطلب على هذه المنتجات بصورة كبيرة. كما كان لازدياد استثمارات القطاع الخاص في المشاريع العمرانية المختلفة من مراكز تجارية ومبان سكنية الأثر الواضح في ازدياد الطلب على هذه المنتجات. كما تعتبر صناعة السيراميك من الصناعات المهمة المرتبطة بقطاع التعدين حيث تعتمد اعتماداً رئيسياً على رسوبيات مادة الكاولين إضافة إلى الرمل والفلسبار والطين المتوافرة بكميات كبيرة في مواقع كثيرة من المملكة. كل ذلك جعل لصناعة بلاط السيراميك والبورسلان أهمية خاصة والتي تعتبر من أوائل الصناعات في المملكة.

#3#

## توازن الأسواق

يقوم صندوق التنمية الصناعية السعودي بدور بارز في الحفاظ على توازن أسواق قطاعات الإنتاج المختلفة ، فعلى سبيل المثال كان اهتمام الصندوق في السنوات الأولى التي أعقبت إنشائه متركزاً على تمويل قطاع مواد البناء ومن ضمنه مشاريع البلاط الأسمنتي وبلاط المزايكو حيث حظيت هذه الصناعات بأهمية كبرى في تلك الفترة، وفي المراحل الأخرى تراجع ترتيب هذه الصناعات بينما حظيت صناعة بلاط السيراميك والبورسلان بأهمية أكبر. فقد وافق الصندوق على أول قرض لصناعة السيراميك في عام 1979م ، وأعقب ذلك اعتماد قروض أخرى في السنوات التالية ، إلا أنّ مجمل الدعم جاء في السنوات الخمس الأخيرة تمشياً مع الزيادة الكبيرة في استخداماته كما ذكر سابقاً ،إلى أن بلغ صافي التزامه لهذه الصناعة أكثر من مليار ريال ولقد نجح الصندوق على مدى السنوات الماضية في بناء مستوى متميز من الخبرة في مجال هذه الصناعة واستفاد من ذلك بصورة جيدة في دراسة وتحليل المشاريع الجديدة في هذا القطاع، فضلاً عن تقديمه للاستشارات في المجالات المالية والتسويقية والفنية والإدارية للمشاريع التي يقوم بإقراضها. ويظهر الشكل (1) تطور مساهمات الصندوق في تمويل صناعة بلاط السيراميك والبورسلان في المملكة خلال الفترة 2000-2010م . وكما يظهر من الشكل فقد تركزت إسهامات الصندوق في تمويل مشاريع بلاط السيراميك والبورسلان في فترات متطابقة مع ازدياد الطلب و تطور صناعة بلاط السيراميك والبورسلان ، حيث يلاحظ أنّ مساهمة الصندوق لصناعة بلاط السيراميك والبورسلان كانت متواضعة في السنوات الأولى من عمر الصندوق وحتى عام 2001م ، إذ بلغت القيمة التراكمية لاعتمادات الصندوق لهذه الصناعة بنهاية عام 2001 م نحو 303 ملايين ريال ، ثمّ ارتفعت قروض الصندوق لهذه الصناعة في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة ، للمساهمة في تمويل مشاريع جديدة وكذلك توسعة المصانع العاملة في المملكة وذلك لمقابلة الزيادة الكبيرة في الطلب المحلي على هذه السلعة ، إلى أن وصلت القيمة التراكمية لهذه الاعتمادات إلى أكثر من مليار ريال بنهاية الربع الأول من عام 2010م.

#4#

## دخول مصانع جديدة

يتضح ازدياد الطلب المحلي على بلاط السيراميك والبورسلان خلال السنوات القليلة الماضية من خلال دراسة حديثة قام بها الصندوق، حيث ازداد الطلب المحلي على بلاط السيراميك والبورسلان من 35 مليون متر مربع في عام 2001م إلى 93 مليون متر مربع في عام 2009م. وبناءً على الاتجاهات التاريخية للطلب إضافة إلى توقعات النمو في قطاع البناء والتشييد وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة ، فمن المتوقع أن يصل الطلب المستقبلي في المملكة لمنتجات بلاط السيراميك والبورسلان إلى حوالي 107 مليون متر مربع في عام 2012م. وسوف يقابل هذا الطلب المتزايد بالتوسعات الجديدة من قبل المصانع القائمة إضافة إلى دخول مصانع جديدة أخرى مما سيزيد من الطاقة الإنتاجية المركبة للمصانع العاملة من 50 مليون متر مربع في عام 2009م إلى 105 مليون متر مربع في عام 2012م ، وهو ما سوف يؤدي إلى زيادة مساهمة المصانع المحلية في تلبية الطلب وتقليل الاعتماد على المستورد. ولكنه من المتوقع أن يستمر الاستيراد رغماً عن ذلك نتيجة لطبيعة المنتج المستورد من حيث تعدد خيارات تصاميمه وانخفاض أسعار بعض أنواعه بالمقارنة مع المنتج المحلي. وقد بلغ مجموع التراخيص الصناعية التي أصدرتها وزارة التجارة والصناعة لمنتجات بلاط السيراميك حتى عام 2009م (37) ترخيصاً بطاقة إجمالية قدرها 180 مليون متر مربع، يعمل منها الآن وبتمويل من الصندوق (4) مصانع تبلغ طاقاتها المرخصة (95) مليون متر مربع أي ما يعادل أكثر من نصف إجمالي الطاقات المرخصة لهذا القطاع . ومن المتوقع دخول مصنعين آخرين وبتمويل من الصندوق أيضاً إلى مرحلة الإنتاج خلال الفترة 2010-2011م وبطاقة إنتاجية مركبة تبلغ 17 مليون متر مربع، وكما يظهر من الشكل (2) ، فقد كانت الطاقات المركبة للمصانع العاملة في مجال بلاط السيراميك والبورسلان متواضعة (أكثر قليلاً من خمسة ملايين متر مربع) حتى العام 2000م ، إلا أنّها أخذت في الازدياد بصورة كبيرة ، إذ تضاعفت ثمان مرات بحلول عام 2009م. وترجع هذه الزيادة في الطاقات الإنتاجية في هذه الفترة إلى التوسعات الجديدة من قبل المصانع القائمة بالإضافة إلى دخول مصانع جديدة أخرى وذلك لمقابلة الطلب الكبير الناتج عن تنفيذ المشاريع الإنشائية الكبرى. ومن المتوقع أن تصل الطاقات المركبة للمصانع المحلية إلى أكثر من مائة مليون متر مربع بحلول عام 2012م.

## طلب متزايد على السيراميك

يشكّل بلاط السيراميك نحو 72 في المائة من حجم الطلب المحلي في حين يبلغ نصيب البورسلان نحو 28 في، ويتم مقابلة معظم الطلب على البورسلان عن طريق الواردات من الخارج ، إذ يركز الإنتاج المحلي على بلاط السيراميك وبنسبة تفوق 95 في المائة من حجم الإنتاج المحلي. ويعزى سبب تركيز المصانع المحلية على بلاط السيراميك بدلا عن البورسلان لتوافر معظم المواد الخام الأساسية اللازمة لها محلياً في حين تعتمد صناعة البورسلان على المواد الخام المستوردة من الخارج. كما أن صناعة البورسلان تحتاج إلى أفران ذات درجات حرارة عالية بالمقارنة مع السيراميك ما يزيد من تكلفة الوقود المستخدم في إنتاجها وأكد الصندوق أن دوره سيستمر في الحفاظ على توازن أسواق قطاعات الإنتاج المختلفة بما يتوافق مع متطلبات خطط وبرامج التنمية ، ومع أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة حتى عام 2020م باعتبار أن الصندوق مؤسسة معنية بالتنمية الصناعية الوطنية حيث يشارك وبشكل مباشر في إنجاز العديد من المحاور التي بنيت عليها الاستراتيجية.