%85 من طلاب الثانوية: رهبة الاختبار تفقدنا نصف المعلومات .. أنقذونا منها
الاختبارات النهائية ثقل نفسي كبير على كاهل الأسرة والطلاب والمدرسة، تختزل جهد عام دراسي كامل، يستيقظ الطالب في الصباح الباكر وينهل من العلم ربع يومه تقريبا، ثم يكون هذا الجهد طوال الشهور الماضية أسيرا بين فكي ورقة الاختبار نهاية العام.
«الاقتصادية» استطلعت آراء 200 طالب في المرحلة الثانوية عبر استبانة مصغرة، حول تأييد أو إلغاء الاختبارات النهائية، وقياس جهد الطالب عبر تقييمه على مدى عام كامل أو اختبارات قصيرة متعددة أثناء الدراسة تبين مستوى الطالب.
والمفاجأة أن 85 في المائة من طلاب العينة العشوائية أيدوا فكرة إلغاء الاختبارات، واتفق غالبية الطلاب على أن السبب الرئيس في مطالبة إلغاء الاختبارات أنها تشكل ضغطا نفسيا هائلا على الوالدين، ما ينعكس سلبا على الجو الأسري وعلى الطالب، ويفقدهم نصف المعلومات التي استذكروها قبل الاختبارات.
يقول محمد يحيى الاختصاصي الاجتماعي، إن الآباء يحرصون بشكل زائد على أبنائهم أثناء فترة الاختبارات، مبينا أن هذا الحرص الشديد يتبين من خلال ترديد كلمة «ذاكر» على الطالب في كل مرة يرونه فيها في المنزل، وهذا يزيد توتر الطالب كثيرا ويشتت تفكيره.
وأوضح أن بعض الآباء يزيد الطين بلة عندما يهدد ابنه في حال إخفاقه في الاختبارات بأن يحرمه من كل شيء يحبه، مضيفا أن هذا التعامل يعقد الأمور أكثر، ولا بد من مراعاة الاضطرابات التي يعيشها الطالب وترنحه بين ضغوط الاختبارات وانتظار نتيجتها.
وأشار إلى أن ضغوط الاختبارات قد تفقد الطالب تركيزه وجزءا كبيرا من المعلومات التي حفظها ليلة الاختبار، لذا الواجب على الآباء وضع الطالب في أجواء صحية قبل الاختبارات وتهيئته قبل دخول قاعات الامتحان.
أما وائل حمد الطالب في المرحلة الثانوية، فيرى أن إلغاء الاختبارات أسلم حل للخروج من عنق الضغوط النفسية التي تستمر 14 يوما مدة الاختبارات، مشيرا إلى أن الطالب قد يكون لديه ظرف ليلة الاختبارات يشغله عن التركيز في الإجابة فيخفق في الاختبار، على الرغم من أنه أحد الطلاب المتفوقين طوال العام.
ولفت إلى أن يجب ألا يكون الطالب تحت رحمة ورقة الاختبار، بل يجب تقييمه على أدائه وجهوده طوال فترة الفصل الدراسي ومشاركاته وتفاعله مع المعلمين، لا أن يحصر كل ما قدمه في ورقة الاختبار، مشيرا إلى أنه أحيانا ينسى كثير من المعلومات وسط رهبة الاختبار.
وأكد الطالب محمد بن حمد بن سعود أنه يعد أسبوعي الاختبارات مثل الشبح المخيف لا يريد أن يتذكره، ويريد الخلاص منها بأي شكل، مطالبا بإلغاء الاختبارات واعتماد الاختبارات القصيرة طوال العام، وقال إن المعلم حين يوزع أوراق الاختبارات في القاعة أنسى الكثير من المعلومات التي حفظتها ليلة الاختبار.
#2#
من جهته، أكد عبد الله هادي الرشيدي وكيل مدرسة، أنه لا يؤيد إلغاء الاختبارات النهائية على الإطلاق، مشيرا إلى أنها المقياس الحقيقي التي يمكن من خلالها أن تعطي الطالب حقه عبر اختبار يقيس مدى تفاعله مع معلمه طوال الفصل الدراسي.
وأشار إلى أنه في حال إلغاء الاختبارات فسنلجأ إلى «التقويم المستمر» وما صاحبه من جدل كبير في المرحلة الابتدائية وتردي مستوى الطلاب منذ إقراره.
على الصعيد ذاته، أكد الدكتور عادل صادق طبيب عام، أن القلـق والتوتر قبل الامتحانات يفقد الطالب الكثير مما حفظ، لأن الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا المجال تؤكد أن الطالب يفقد ثلث المعلومات التي لديه بسبب القلق من الاختبار، مبينا أن الطالب في حاجة ماسة لكي يتعلم كيف يسترخي، كي يصبح لديه القدرة على أن يبعث في نفسه الطمأنينة حتى في حالات الأزمات والشدائد أو الفترات العصيبة مثل فترات الامتحانات.
وأسدى نصيحة للآباء بمراعاة ظروف التوتر التي يعانيها الطالب، وألا نذكر كلمة «الاختبارات» أمام الطالب ونتركهم يذاكرون جيدا ويتغذون جيدا وينالون القسط الجيد من النوم والراحة ونراقبهم فقط من بعيد دون أن يشعروا، مشيرا إلى أن الضغوط الشديدة من الاختبارات قد تؤثر عضويا في بعض أجزاء الجسم وبخاصة أمراض المعدة، وهو ما يعرف بالتوتر العضلي.