اعتقادات خاطئة ومخاوف غير مبررة
تحولت اللحظات الأخيرة من جلسة تطوير الموارد البشرية إلى ساحة لتبادل وجهات التصور الغربي نحو من يعمل في صناعة الصيرفة الإسلامية, حيث استخدم المتحدثون مصطلحات لم تعهد المؤتمرات الإسلامية استخدامها من قبل، ككلمة «أصولي» أو «تنظيم القاعدة». وتطرق المتحدثون إلى أن بعض المؤسسات الإسلامية تخجل من وضع كلمة إسلامي في اسمها التجاري، نظرا لتعاملاتها في الغرب.
وعن ضرورة تثقيف المجتمع الغربي، يقول يونس سهيل، عضو الهيئة الشرعية لدى شركة ميونخ لإعادة التأمين: «دائما ما ننسى الأشخاص الذين يقفون إلى جانب الموارد البشرية وهم المجتمع الذي غفلنا عن تثقيفه وتعليمه مزايا المالية الإسلامية, فإذا كان لدى العائلة صورة مشوهة عن المالية الإسلامية، فربما لا يشجع أفراد العائلة على العمل في هذا القطاع, فهم يعتقدون أن هذه البنوك ما هي الا مؤسسات دينية، بحيث إذا عملت لديها قد تتحول إلى أصولي أو حتى تصبح بمثابة التهديد للمجتمع. فقد سمعت الناس يتداولون هذه المخاوف عندما كنت في الغرب وأمريكا». وتابع: « فالناس هناك تخاف من المالية الإسلامية لأنها تعتقد أن القاعدة ربما تأتي من هذا الباب (عندها يضحك جميع الحضور باستغراب). وواصل: «بعض الناس ليس لديهم استعداد لاختيار المالية الإسلامية بسبب هذه الأمور الاجتماعية، وعليه فهناك حاجة إلى تثقيف عامة الناس حول المصرفية الإسلامية».
بعد ذلك حاول البروفيسور أندريو وايت، محام سابق يعمل محاضرا لدى جامعة سنغافورة للإدارة، حاول الدفاع عن وجهة التصور الغربية بأن قال إنه لم يقم أحد باتهامه بأنه أحد أعضاء تنظيم القاعدة بسبب ترويجه للمالية الإسلامية (من خلال المواد الدراسية التي يقدمها للطلاب).
يقول حسين إسماعيل، نائب المدير العام لمعهد الدراسات المصرفية والمالية: أعتقد أن لدينا مهمة, وهي أن نقول للغرب إن الإسلام ليس دين إرهاب. إن هذه الأمور سببت بعض المشكلات, فقد شاهدت بعيني قيام بعض المؤسسات في البحرين بإزالة كلمة «إسلامي» من اسمها التجاري، لتقوم بعد ذلك بإعادة تسمية أنفسها، وذلك نظرا لأن لها معاملات تجارية في أمريكا وأوروبا.
بعدها علق على هذه المناقشات رشدي صدقي، المدير الدولي للمالية الإسلامية لدى وكالة رويترز، بقوله» لقد وصف وورن بوفيت المشتقات على أنها أسلحة الدمار الشامل، وبالنظر إلى الاتهام الخاص بتمويل الإرهاب، فإن هذه المشتقات ماهي إلا «إرهاب مالي». وعن نصيحته للشباب الذين يدرسون المالية الإسلامية في الجامعات، قال رشدي أنصحهم بألا يعملوا في المصارف الإسلامية التي في الخليج التي تكون في العادة مدفوعة نحو «التركيز» على بيع المنتجات، بل أنصحهم بالعمل لدى مصرف تقليدي وذلك كي ينكشفوا على الأقسام المختلفة لهذه البنوك. ومن ثم تستطيع خدمة الصناعة المالية الإسلامية عبر خروجك من المصرف التقليدي لتنضم إلى مصرف إسلامي تستطيع من خلاله توظيف ما تعملته معه.
وهنا يقول إسماعيل: «إن عملية نمو المؤسسة المالية لن تأتي طالما لم يكن لديك كوادر مؤهلة». وتابع: «لكنني أعتقد أن صناعة الصيرفة الإسلامية لا تزال تزحف عندما يتعلق الأمر بتطوير رأس المال البشري، على الرغم من نمو الصناعة من حيث الحجم.