صالح الأشدف: وظيفة المحاسب القانوني جعلتني استوعب دراسة القوائم المالية ومناقشتها وتحليلها
من مأمور مركز إلى نائب للمدير العام للشؤون التنفيذية في مصلحة الزكاة والدخل، هي رحلة صالح الأشدف خلال 40 عاما في مسيرته العملية، شغلها بالعديد من المناصب آخرها المشرف العام على فرع المصلحة في الدمام. وهنا نستعرض في حوار تجربة الأشدف العملية فإلى نصه:
بداية حدثنا عن بدايتكم العملية.
منذ التحاقي بالعمل في الدولة وحتى تقاعدي شغلت عدة وظائف، كانت البداية مع مأمور مركز بالمرتبة الثانية في مصلحة الجمارك، ثم كاتب حسابات بالمرتبة الرابعة في مصلحة الزكاة والدخل في الرياض، كاتب حسابات بالمرتبة الخامسة في المصلحة، محاسب مساعد بالمرتبة السادسة في المصلحة، من ثم رئيس شعبة الزكاة بالمرتبة الثامنة، محاسب قانوني بالمرتبة العاشرة، ومدير عام فرع المصلحة في المدينة المنورة بالمرتبة الـ 11، ومدير عام فرع المصلحة في المنطقة الشرقية بالمرتبة الـ 12، ومن ثم مدير عام فرع قطاع الشركات والخدمات بالمرتبة الـ 13 في مقر المصلحة، وتوليت أيضا منصب نائب المدير العام للشؤون التنفيذية بالمرتبة الـ 14 في المصلحة، وشغلت هذه الوظيفة إضافة إلى تكليفي بالإشراف على فرع المصلحة في الدمام حتى تقاعدي بتاريخ 13/3/1431هـ وما زلت عضواً في لجنة الاعتراض الابتدائية الزكوية الضريبية في الدمام.
ما الوظيفة التي كان لها أهمية خلال مسيرتك؟
كانت هذه الوظائف جميعها مهمة جداً بالنسبة لي وليس هناك وظيفة أفضل من أخرى لأهمية تلك الوظائف وتطَلب عملها الأمانة والإخلاص ومخافة الله قبل كل شيء نظراً لأن طبيعة تلك الوظائف جباية أموال عامة للدولة.
وكان لوظيفة محاسب قانوني التي شغلتها بالمصلحة وفرع الرياض الأثر الجيد والبارز في القدرة على استيعاب دراسة القوائم المالية للشركات والمؤسسات وكذلك مناقشتها وتحليلها وساعد في ذلك كثيراً في نجاحي في الوظائف القيادية اللاحقة التي شغلتها بالمصلحة وفروعها.
تشهد المنطقة الشرقية تطورا وتقدما مستمرا، ما أبرز تلك التطورات من خلال عملك مديرا للفرع؟
أوجه التطور والتقدم في المنطقة الشرقية واضحة جداً للعيان وهي أم الخير كما أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله- فمنذ عملي في المنطقة اعتباراً من 1/8/1413هـ لاحظت سرعة التطور في كثير من المجالات فهناك الحركة الاقتصادية التي عمت المدن الرئيسية وجميع المحافظات بالمنطقة ويأتي في مقدمتها قيام الشركات العملاقة كما هو موجود بالدمام والظهران والجبيل والخبر وباقي المحافظات، أيضاً هناك التطور والتقدم في الحركة
التعليمية والتربوية والأداء المتميز في الخدمات الإدارية في الأجهزة الحكومية بالمنطقة حيث هناك جائزة أمير المنطقة للتفوق العلمي وجائزة في الأداء الحكومي المتميز وكذلك جائزة لأعمال الخير، وكان لهذا الجو التأثير الإيجابي والمميز في رفع المستوى التعليمي ومستوى الخدمات الإدارية في الأجهزة الحكومية كافة، وأيضاً تجاوب الموسرين ورجال الأعمال لفعل الخير ومساعدة المحتاجين في المنطقة.
هذا إضافة إلى التطوير الملحوظ في شبكات الطرق والحركة العمرانية النشطة وكذلك الاهتمام المتواصل بالشواطئ والمتنزهات والمساحات الخضراء كما هو موجود في كورنيش الدمام والخبر والشواطئ الأخرى.
وقد أدى ذلك التطوير والتقدم إلى أن أصبحت المنطقة الشرقية منطقة سياحية يرتادها الكثيرون من مناطق المملكة ودول الخليج.
ما أهم الأنشطة الاقتصادية للمكلفين في فروع المصلحة في الدمام؟
أنشطة المكلفين بفروع المصلحة في الدمام متعددة وتأتي في مقدمتها الأنشطة الصناعية كما هو الحال في مدينة الجبيل الصناعية حيث هناك الشركات الكبيرة التي تقوم بإنتاج البتروكيماويات والحديد والبلاستيك وغيرها من الصناعات المتنوعة هذا إضافة إلى أنشطة المقاولات والخدمات في المنطقة الشرقية تتميز بكونها منطقة بترولية وهي أهم منطقة بترولية بالعالم وتشتهر بصناعة النفط ومشتقاته وكثير من المكلفين بالمنطقة لديهم مشاريع كبيرة لدى "أرامكو السعودية".
التقيت شخصيات كثيرة خلال مسيرتك الوظيفية هل تذكر لنا أهمها؟
التقيت شخصيات كثيرة جداً خلال مسيرتي الوظيفية وتأثرت بكثير منهم وكان لهم دور بارز في توجيهي وتشخيصي في عملي الوظيفي في المصلحة لأهمية عملها وأهمية المحافظة على جباية الأموال العامة بكل أمانة وإخلاص ويأتي في مقدمة هؤلاء الشيخ تركي السديري وزير الخدمة المدنية ورئيس هيئة حقوق الإنسان السابق وكذلك منصور بن عبد الغفار - يرحمه الله - مدير عام المصلحة السابق وهناك الكثير والكثير من المسؤولين الذين تأثرت بهم وأعجبت بحسن أدائهم الإداري.
بم تنصح منسوبي المصلحة في التعامل مع المكلفين؟
نصيحتي للزملاء في التعامل مع المكلفين هي الالتزام دائماً بمخافة الله - سبحانه وتعالى - وحسن التعامل مع هؤلاء المكلفين وسرعة إنجاز معاملاتهم الزكوية والضريبية بكل دقة وأمانة، والتعامل معهم بصدر رحب واحتواء مشكلات تحدث بينهم، حيث إن تسديدات المكلفين تشكل مصدر دخل مهما جداً للدولة سواءً لدخل إيرادات الزكاة التي تخصص للضمان الاجتماعي أو إيرادات الضرائب التي تعتبر إيرادات عامة للدولة.
وأنصح الزملاء كذلك بالتعامل مع زملائهم الموظفين بالاحترام المتبادل دائماً والعمل بروح الفريق الواحد دائماً والبعد كل البعد عن المشاحنات الشخصية وتقدير كل منهم عمل الآخر والإشادة به. ونصيحتي لشباب الموظفين الجدد بالمصلحة باستيعاب النظام الزكوي والضريبي ومتابعته دائماً وكذلك الاستفادة من خبرة رؤسائهم وزملائهم والحرص دائماً على تحسين وضعهم الوظيفي والعلمي عن طريق الدورات الداخلية والخارجية، وكذلك فرص الابتعاث التي أتاحتها الدولة لمواصلة تعليمهم العالي.
وفي ختام هذا اللقاء أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتور إبراهيم العساف وزير المالية وإبراهيم المفلح مدير عام المصلحة على ما لقيته منهما من دعم ومساندة خلال عملي كمشرف على فرع المصلحة في الدمام، حيث تحققت إنجازات كبيرة بالفرع يأتي في مقدمتها حصول الفرع على المركز الأول في الإيرادات مع مستوى فروع المصلحة ومنذ أربع سنوات وحتى تاريخه كما لا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والعرفان لزملائي في الفرع على مختلف مستوياتهم الوظيفية الذين ساندوني وتعاونوا معي حتى وصل الفرع إلى ما وصل إليه من تطور وتقدم في إيراداته وإنجازاته خلال السنوات السابقة وقد حصل على شهادة المنظمة العربية للتنمية والإدارة في التجربة الإدارية المتميزة، أيضاً الشكر موصول للزملاء في العلاقات العامة بالمصلحة لإتاحتهم الفرصة لي باللقاء مع جمهور من خلال هذه الأسئلة والإجابة عنها.