أما حان وقت اقتناص الفرصة؟

أما حان وقت اقتناص الفرصة؟

سعادة الأستاذ عبد الوهاب الفايز المحترم

رئيس تحرير "الاقتصادية" ومجلة "المصرفية الإسلامية"

من التجارب المصرفية الإسلامية التي هي موضع الاهتمام كانت في سنغافورة، والتي تم نشرها في مجلتكم الغراء في عددها الأخير 14، تلك المجلة التي تنال مزيدا من التقدير والاحترام من جميع المهتمين بمجال صناعة المال الإسلامية. في البداية ما أود قوله، كانت ارتفاعات أسعار الفوائد في البنوك الغربية، ولا سيما في الولايات المتحدة أحد الأسباب الرئيسة للأزمة المالية العالمية، وانهارت بسببها كبريات المؤسسات المالية، وتسببت في إفلاس مؤسسات أخرى، فكان لا بد من البحث عن البديل المكمل، مما أبرز أهمية المصرفية الإسلامية ومزاياها المتعددة، حيث إن النظام المالي الإسلامي أثبت قدرته على الادخار والإنتاج بشكل عام، رغم الركود الذي أصاب الاقتصاد العالمي، حيث أرى في صناعة المصرفية فرصة نادرة لدراسة السلبيات التي تعانيها الأنظمة الإشرافية للاقتصادات والتمويل التقليدي في الوقت الراهن، لذلك أعتقد أن كثيرا من الدول الغربية سعت جاهدة للاستفادة من هذه المزايا، حيث بدا ذلك واضحا في كثير من الدول الأوروبية والآسيوية ومنها كانت سنغافورة. فالاهتمام بصناعة المصرفية الإسلامية في سنغافورة يتم بشكل متواز مع نظيره التقليدي، وهو كبير الحجم، مما يعني وجود أرضية طيبة بها لصناعة المزيد من المنتجات المالية الإسلامية. رغم أن المناخ العام يجعل من المنتجات الإسلامية الأكثر حظا من بين مثيلاتها من المنتجات غير الإسلامية في الانتشار والتوغل في أسواق آسيوية جديدة، كما أن هناك كثيرا من المؤسسات الاستثمارية تتطلع للجديد من المنتجات الإسلامية التي تناسب استثماراتها.

فلا شك أن سنغافورة تولي صناعة المصرفية الإسلامية اهتماما كبيرا، ويعكس ذلك اتجاها نحو استقبال وعقد كثير من المؤتمرات والندوات التي تتناول واقع وأهمية المصرفية الإسلامية في ظل الأزمة المالية العالمية، وتدل عضويتها في مجلس الخدمات المالية الإسلامية بماليزيا على جديتها في هذا الأمر.

يؤكد ذلك استضافة سنغافورة مؤتمر مجلس الخدمات المالية الإسلامية السادس في بداية شهر مايو من عام 2009، وهذا يعكس في الوقت نفسه تقدير المجلس العميق لسنغافورة، وتأكيد أهميتها في صناعة المصرفية الإسلامية في هذا الموقع من العالم، كونها عضوا أساسيا في المجلس، وأحد النمور الآسيوية التي تولي المصرفية الإسلامية وصناعتها وتطويرها أهمية قصوى، حيث وفرت للشركاء في صناعة المصرفية فرصة نادرة لدراسة السلبيات التي تعانيها الأنظمة الإشرافية للاقتصادات والتمويل التقليدي في الوقت الراهن، كما أرى أن سنغافورة تستطيع اجتذاب واستقطاب كثير من المستثمرين والعاملين في هذا الحقل من وسط وشرق آسيا وجنوبها.

لقد حان وقت اقتناص فرص انتشار المصرفية الإسلامية في كثير من بلاد العالم للتعاطي معها بشكل أفضل، واعتمادها كنظام مصرفي آمن، في ظل الأزمة المالية ما دامت لها قدرة تحمل الأخطار ومعالجة علل النظام المالي الرأسمالي

سعيد العنزي

الدمام ــ السعودية

الأكثر قراءة