« رِزْق جَمِيْل» في مصر
تتحدث السطور التالية عن رحلتي إلى مصر، فقد شاركت في مناقشة رسالة الماجستير لهوازن ابنة أختي، ورسالتها، تطبيق الجودة في مراكز المعاقين في الوطن العربي، والمشاركة الثانية كانت لباب رزق جميل – مصر، الذي يوفر فرص عمل بقروض ميسرة ومن دون فوائد للشباب الذين يسعون في (طلب العلا) استسهالاً للهدف.
وحتى لا أكون متجنية أو ممن «يركضون خارج الزمن» فها أنا أسوق الدليل تلو الدليل والمبرر تلو المبرر. قبل الهجوم، إن باب رزق جميل في بلادي من المدينة إلى الوادي، تغطي فروعه مدنه وشوارعه وأزقته.
ورغم هذا، أزعم بقدر من اليقين أن ما شاهدته وسمعته في زيارة باب رزق جميل مِصْر، لم يخطر على بالي.
استمعت للقصص «مِن نِسَاء مِصْر» عملهن في المشاريع الصغيرة وعمل الشباب على «تروسيكل دراجة نارية « ربع نقل».
أما قصة خالد الفران المصاب بإعاقة، استطاع من عمله على «التروسيكل» توزيع الخبز الذي كان يحمله على رأسه لتوزيعه لنقاط البيع،أصبح «التروسيكل» لخالد بعد أشهر من العمل (مصباح علاء الدين) السحري، الذي يفرش له أرض المستقبل سندساً واستبرقاً.
أسهم بَاب رِزْق جَمِيْل - مِصْر، بصفة خاصة في إيجاد فرص للمرأة وللشباب؛ وهو مرهون بتسجيل لهذا الحلم بخمسة جنيهات مصرية لضمان الجدية للتقديم، ولو أردت الكتابة عن تلك القصص، لألّفت كتاباً عنها، تروي لشبابنا كيف قرض ألف جنيه مصري أو عشرة آلاف مصري يغير حياة الإنسان مهما كانت العراقيل في الحياة..
وليس ذلك بعزيز على إرادة الإنسان، فالوصول إلى الهدف يحتاج إلى شجاعة الإرادة وحكمة الإدارة حتى تقودانا إلى التميز والإبداع ومن أراد مرافئ الإنجاز، أبوابه مفتوحة وما عليه إلا الإبحار.
حاشا لله أيها القارئ من يصدر إلينا ذلك الإحساس المر.. من يصدر إلينا بأننا محبطون لا نحمل الآمال العربية والمحلية وهمومها.
نعم أقول عندنا فقر وبطالة، نعم عندنا قضايا فساد إداري.. الفساد المالي أشد ضراوة.. نعم بعض تجارنا يستحقون الرمي خارج جنة الوطن.
لكن بيننا ابننا المهندس محمد عبد اللطيف جميل مؤسس باب رزق جميل المحلي والدولي؛ وهو ما جعل قيمته الشخصية تعلو في نفوس المستفيدين والمستفيدات في باب رزق جميل داخل الوطن وخارجه.
أخيراً، أنبه نفسي ومن يشاطرني هم شباب اليوم بأن قدراً من القلق نحوهم ومن أجلهم مستحب كما فعل المهندس محمد عبد اللطيف جميل.