مسح أثري يثبت أن سور دمشق القديمة حافظ على موقعه واتجاهه منذ العصر الروماني

مسح أثري يثبت أن سور دمشق القديمة حافظ على موقعه واتجاهه منذ العصر الروماني

نفذ طلاب المعهد المتوسط للآثار والمتاحف مسحا للسويات الأثرية في منطقة بستان سكر قرب كنيسة باب كيسان بدمشق بالتعاون مع مديرية دمشق القديمة في وزارة الثقافة ومحافظة مدينة دمشق ومعهد الآثار الفرنسي .

وتبين نتيجة المسح الذي انتهى أول أمس إن سور دمشق الأثري الذي يطل جزء كبير منه على البستان حافظ على موقعه لمئات السنين على عكس ما حاول بعض المستشرقين إثباته من إن سور المدينة تم تحريكه من مكانه على مر العصور.

وقام المعهد الفرنسي بإجراء المسح الجيوفيزيائي للمنطقة وبناء عليه تم انتقاء مواقع السبر الأثري وتكليف الطلاب بعمل السبور باشراف مختصين من المديرية والمعهد الفرنسي وخلال ثلاثين يوما تم تنفيذ ثلاثة سبور تم التوصل خلالها إلى نتائج هامة أولها إثبات وجود سور مبني على مرحلتين الأولى ترجع للعهد الروماني والثانية إكساءات تعود للفترة العثمانية وهذا يناقض كلام كثير من المستشرقين أمثال سوفاجيه الذين أكدوا أن السور تم تحريكه عبر العصور وخصوصا عند باب كيسان حيث كان عريضا ثم تم تضييقه ولكن السبر أثبت أن السور ثابت من العصر الروماني وحتى الإسلامي ولم يحرك أو يزاح عن مكانه. وذكر الدكتور غزوان ياغي مدير مديرية دمشق القديمة في وزارة الثقافة أن المسح الأثري لبستان سكر أثبت خطأ نظرية بعض المستشرقين الذي اعتبروا اعتمادا على الدراسات التاريخية إن سور دمشق تعرض لتغير مكانه ثم تضييقه أو تعريضه في بعض الأجزاء إذ أثبت المسح إن السور حافظ على موقعه واتجاهه منذ العصر الروماني وحتى اليوم.

بدوره أكد همام سعد رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار دمشق أهمية التدريب الذي نفذه الطلاب والذي يؤكد أهمية ربط الدراسة النظرية للطلاب مع التطبيق العملي إذ شارك في السبر 25 طالبا من طلاب معهد الآثار وبالتالي اكتسبوا معرفة عملية من التدريب على مادة التنقيب وعلى إلية العمل في المواقع الأثرية وعلى عمليات الرسم والرفع الأثري .

من جهته قال الطالب مرعي عيسى إن مشاركته في عمليات السبر كانت تجربة جديدة مفيدة جدا إذ انه تعلم على أرض الواقع منهجية التنقيب وكيفية التعامل مع الطبقات الأثرية وعملية التوثيق والرفع الأثري . كما أشار الطالب رائد غازي إلى إن التنقيب في البداية كان صعبا وبعد ذلك أصبح ممتعا مؤكدا انه سيشارك في تدريب عملي مماثل.

ولفتت الطالبة فاطمة الابراهيم إلى إن التجربة كانت جيدة موضحة إنها استفادت كثيرا من التدريب العملي في كيفية التعامل مع الطبقات الأثرية . يذكر إن المسح لبستان سكر الذي تتجاوز مساحته العشرة دونمات جاء بسبب الرغبة في تحويله إلى حديقة ذات نشاط ثقافي فني ضمن محاولات محافظة دمشق لزيادة المساحة الخضراء في المدينة.

الأكثر قراءة