الشاعر والأديب الراحل أحمد علي حسن.. إضاءة فكرية أغنت المكتبة العربية

الشاعر والأديب الراحل أحمد علي حسن.. إضاءة فكرية أغنت المكتبة العربية

أحد شعراء الأصالة المعدودين بهذه الكلمات الموجزة يصف الأديب عبد اللطيف محرز الشاعر والأديب أحمد علي حسن الذي غيبه الموت قبل أيام مضيفا أن الشاعر الراحل ألف شعرا عظيما امتاز بجزالة الأسلوب وجمال التصوير ورحابة الخيال وعمق المعنى من خلال تصديه للقضايا الإنسانية والاجتماعية والوطنية ودعوته الدائمة للتمسك بالقيم والأخلاق النبيلة .

تناول الأديب الراحل في أشعاره موضوعات كثيرة ومتعددة لكنه اختص وتميز بقصائد الرثاء التي كانت تشع بنفحات روحية وصوفية ذات أبعاد فلسفية وإنسانية ووجودية واتسعت دائرة اهتماماته خارج الشعر أيضا لتشمل ابحاثا فكرية وفلسفية واجتماعية أغنت المكتبة العربية وأبرزت إخلاصه لرسالة الأدب والفكر.

وكان الهم الوطني والقومي موضوعا موءرقا للشاعر الذي عمل دائما على إبرازه في قصائده لاسيما منها قصائد ديوانه الأول زفرات الصادر عام 1938 وقد راهن فيه على انتصار الوطن مؤكدا أن لا تناقض بين الحرية والأجيال القادمة التي ستصنع الحرية أياً كانت التضحيات ولهذا خاطب أبناء الشام قائلا ... سر يا ابن جلق في الجهاد مزاحما فهي الحياة تجلد وزحام وابن الجهاد من الدماء فإنما أصل المعارك جهاد وصدام.

وقال الأديب محرز في حديث لوكالة سانا إن الشاعر أحمد علي حسن كان فارساً أيضا في ميدان النثر ما يدل على ثقافته الواسعة ذات المنظور التقدمي مشيراً إلى دوره البارز في الحركة الثقافية بمحافظة طرطوس حيث كان أحد ابرز المساهمين مع الشاعر المرحوم حامد حسن بإنشاء فرع لاتحاد كتاب العرب فيها .

من جانبه وصف الأديب محي الدين محمد تجربة الأديب الراحل بأنها تنحاز إلى لغة هادئة ومجازات لطيفة استوعب فيها التراث ووقف على الهموم بكل أبعادها الوطنية والقومية والإنسانية.

وقال إن أحمد علي حسن التزم خلال تجربته الكتابية الطويلة في البحث والتقصي وكتابة القصيدة منذ ثلاثينيات القرن الماضي الذاكرة التراثية وعبرها تأمل محيطه لينسج الهوية الثقافية التي تشكل تعبيراً حضاريا راقياً تعكس صلة عميقة بالإنسان وبالحياة والقيم وحرارة عاطفية لا تقوى عليها عتمة النسيان.

أما الشاعر عبد العزيز دقماق فتحدث لوكالة سانا عن صداقته طويلة مع الشاعر الراحل وكيف كان منزله ملتقى للأدباء والشعراء والأصدقاء وقال إن الشاعر أحمد علي حسن كان يتواصل مع رفاقه الأدباء والشعراء بروح عالية ويقدر إبداعاتهم ويشد على أيدي الشعراء والأدباء الشباب .
ومن القضايا التي هيأ الشاعر نفسه لخدمتها هي الارتقاء بالمشاعر الإنسانية والدخول بها إلى ميادين أجدى وأنفع وأنبل غاية ومرمى وكان يرى أن ثمة مغذيات أخرى في الحياة يمكن لها أن تكون سببا في جعل الناس شعراء وفنانين مبدعين ألا وهي الإنسانية ذاتها .

ولد الشاعر أحمد على حسن في قرية الملاجة التابعة لمحافظة طرطوس في كانون الأول من عام 1917 تعلم الخط على يد والده حتى أجاد رسم الحرف والكلمة .. كانت مدرسته تحت شجرة البلوط أو السنديان وربما صخرة عارية وكان التراث العربي الأصيل هو مرجعه الأول دائماً.

عاش الأديب الراحل حياة غنية حافلة بالإبداع كما كتب في البحوث والدراسات فأنتج كتباً كثيرة لعل من أهمها نهر الخوابي ونهر الشعاع.. 1968 وأنداء وظلال.. 1974 وقصائد مضيئة 1979 و أضواء كاشفة 1976 وغيرها الكثير من المجموعات الشعرية والكتب .

الأكثر قراءة