دراجة هوائية - كهربائية مزودة بخلية وقود

دراجة هوائية - كهربائية مزودة بخلية وقود

تلاقت الأسهم الحمراء التي تترك وراءها لوناً في سماء توشحها سحابة بيضاء، وكذلك رائحة النفط والزيوت المنبعثة من سيارات سباق تاريخية ـ إنها خلفية متنافرة إلى حد ما لتجربة على دراجة هوائية، بمساعدة من محرك كهربائي مزود بخلية وقود.
كان هذا المشهد ضمن احتفال السرعة في الأسبوع الماضي في جودوود في مدينة سسكس. ولكن حتى في ملاذ "للرؤوس النفطية"، هنالك وعي بالحاجة الملحة إلى تقليص اعتماد العالم على مصادر الوقود الأحفوري. وكانت في إحدى الزوايا البعيدة من سرادق فوستش (أي احتفال تكنولوجيا السرعة) شركة غامضة غير مشهورة، جاءت إلى بورصة لندن البديلة Aim، حيث أمضت هذه الشركة سنوات من العمل على محفزات خلايا الوقود.
تعمل شركة أكتا Acta في إيطاليا، وقد جاءت إلى بورصة Aim في عام 2005، حيث كانت تجمع الأموال بقيمة سهم بلغت 125 بنساً. وقد دفعت التوقعات ما قبل الأوان لصناعة خلايا الوقود أسعار الأسهم، على نحو سريع، ليصل سعر السهم إلى 150 بنساً. غير أنه بحلول عام 2007، كان بلوغ الحضيض دون 4 بنسات قد تحقق في السنة السابقة، حاصلاً بالفعل.
لم يستطع حتى ضخ الأموال النقدية من جانب بيت التداول الياباني، سوميتومو، الذي اشترى حصة بنسبة 10 في المائة، مقابل 115 بنساً للسهم، إيقاف الانحدار، وظلت الشركة تخسر مليوني يورو سنوياً، وذلك بمبيعات تقاس بالآلاف.
غير أن سعر السهم ارتفع خلال الأشهر القليلة الماضية إلى 65 بنساً، مستفيداً بذلك من أنباء جيدة كان للدراجة الهوائية دور بسيط فيها. وإن الأمر الأكثر أهمية هو أن الشركة أعلنت في الشهر الماضي اتفاقية إطار مع الشركة الإيطالية المتخصصة في الطاقة الجديدة إس بي إف إينرجي SPF Energy، وذلك لإنشاء متنزه للخلايا الكهربائية الضوئية بطاقة 10.6 ميجاواط في إيطاليا، بقيمة عقد بلغت 32.2 مليون يورو (27 مليون دولار أمريكي). وأما شركة وساطتها أي تشارلز ستانلي Charles Stanley، التي كانت تتوقع بالفعل الحصول على أرباحها الأولى في العام المقبل، فقد رفعت توقع أرباحها بخصوص عام 2011 من 1.4 مليون يورو إلى 2.3 مليون يورو، على مبيعات تبلغ 29.7 مليون يورو.
أدرك باولو بيرت، الرئيس التنفيذي المؤسس الذي يمتلك 42 في المائة من الأسهم، في نهاية عام 2008، أن على الشركة أن تصبح تجارية أكثر لكي تتمكن من الاستمرار. وكانت خطة النشاط العملي الأساسية لهذه الشركة تقتضي بيع محفزات خلايا الوقود المتقدمة إلى كبار الزبائن. وأما الآن، فإنه يستفيد من خبرة الشركة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وكذلك من تقنية الأغشية الفريدة لديها، بوسائل أخرى.
لقد صنعت الشركة مولداً كهربائياً يستخدم المياه المكررة النقية لتوليد الهيدروجين الصافي، والجاف باستخدام الضغط. ومن استخداماته توليد الهيدروجين باستخدام الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية، حيث يمكن تخزين هذه الطاقة المنتجة. ويمكن شحن سيلندرات الهيدروجين الصغيرة من لوحة كهروضوئية على عازل من أجل دورات مهيأة بصورة خاصة، وكذلك من الهيدروجين المستخدم لشحن خلايا الوقود التي تزود الدعم الكهربائي، بينما يدوس المرء على الدواسة.
يمكن استخدام النظام ذاته لتزويد المحركات الكهربائية الصغيرة بالطاقة، تلك المحركات المستخدمة في مراكب تموين السفن، أو اليخوت، أو مراكب التسلية الأخرى. وهو يحل بذلك المشكلة الدائمة المتمثلة في كيفية تزويد الأوكسجين لأي جهاز يعمل بخلية وقود.
إن الأمر الأشد إثارة للإعجاب هو استخدام مولد كهربائي مصغر لتزويد محركات الديزل بالأوكسجين. وستكون الأطقم التي يمكن تركيبها في محركات سيارات الديزل بسعة 1.3 لتر متوافرة في وقت متأخر من العام الحالي.
ويمكن كذلك استخدام هذا النظام كذلك إلى جانب المحركات الأكبر بكثير التي تستخدم في الشاحنات، والمراكب البحرية، حيث هنالك ادعاء بأن بإمكانه تخفيض استهلاك الديزل بما يراوح بين 12 – 17 في المائة.
شأنها في ذلك شأن كثير من الشركات التي تقودها التكنولوجيا في Aim، وجدت شركة أكتا نفسها تتجه إلى زقاق مسدود. ولكن يبدو الآن أنها تتجه في الاتجاه الصحيح، وتستعيد سرعتها.

طروحات الاكتتاب العام الأولي في Aim تفشل في الانتعاش
لا يبدو عدد طروحات الاكتتاب العام الأولي في Aim أي إشارة نحو التحسن لمجاراة النشاط المتزايد في السوق الرئيسة، وفقاً لإحصائيات نشرتها بورصة أسهم لندن، حيث كانت هنالك طروحات ثلاثة في الشهر الماضي هي طرح شركة إيزي ديت Easydate التي هي وكالة مواعيد على الإنترنت، وزكوندزي كول Ncondezi Coal التي تخطط لافتتاح منجم معادن قريب من سطح الأرض في موزمبيق ونورثويست إينفستمنت Northwest Investment التي تسعى إلى الاستثمار في سوق الطاقة الكهرومائية في الصين.
هنالك نقطة مضيئة تتمثل في أن الجمع الثانوي للأموال مستمر في الزيادة، حيث بلغ أعلى مستوى له خلال الفترة المنقضية من العام الحالي بمبلغ وصل إلى 566 مليون جنيه استرليني. غير أن عدد الشركات التي تتخلى عن الإدراج في البورصات بدأ في التسارع، حيث زاد من ثماني شركات في أيار (مايو) الماضي، (ولا يشمل ذلك ثلاث شركات تحولت إلى السوق الرئيسة) إلى 16 شركة في حزيران (يونيو) الماضي.
أحدث مرشحي المغادرة هي شركة جلوباس ماريتايم Globus Maritime، مجموعة الحمولات البحرية السائبة التي انضمت إلى الإدراج في عام 2007، حيث جمعت 25 مليون جنيه استرليني مقابل 300 بنس للسهم الواحد. وكان سعر إغلاق السهم 147 بنساً. وستصوت حملة الأسهم في اجتماع الجمعية العمومية السنوي في أواخر الشهر الحالي على السماح لمجلس الإدارة بالسعي إلى إدراج أسهم الشركة في الولايات المتحدة، حيث تتوقع استقبالاً أكثر دفئاً.
وفقاً لمعلومات الشركة، فإن قيمة سفنها الخمس تبلغ 180 مليون دولار (118 مليون جنيه استرليني)، ولكن قيمة تصفيتها تزيد قليلاً على 100 مليون دولار. ويمتلك جورج فيداكيس، رئيس مجلس الإدارة، 62 في المائة من الأسهم، ولذلك فإن نتيجة التصويت تبدو محسومة.

الأكثر قراءة