الشباب يكتشفون مهاراتهم!

الشباب يكتشفون مهاراتهم!
الشباب يكتشفون مهاراتهم!
الشباب يكتشفون مهاراتهم!
الشباب يكتشفون مهاراتهم!
الشباب يكتشفون مهاراتهم!
الشباب يكتشفون مهاراتهم!

لم يتبادر إلى ذهن الطالب وائل الحمد أن يتحول إلى منشد بارع يوما ما على المسرح ويصفق له العشرات من المعجبين، ولم يدر بخلده أنه يملك تلك "الخامة" من الصوت وهذه الموهبة التي جعلته مبدعا في فنون الإلقاء والإنشاد بعد أن تدرب عليها في أحد الأندية الصيفية منذ سنوات.
يقول الطالب وائل الحمد: تعلمت أساسيات الإنشاد والإلقاء مصادفة عبر أحد الأندية الصيفية في سنوات مضت، ولم أكن أعلم أن لدى موهبة إلا بعد أن اكتشفني أحد المشرفين في الأندية الصيفية وأنا أقرأ القرآن، عندما قال لي وهو معلم لغة عربية "أنت تملك حسا جميلا وصوتا عذبا ستكون مبدعا في الإنشاد .. هل تعلمت أساسيات فن الإلقاء وطرق الإنشاد؟ قلت له: لم أفكر في ذلك من قبل!"، فبادرني بكلمة حفزتني "ستكون أحد نجوم المسرح الإنشادي في إدارة تعليم الرياض".
وأضاف وائل: فعلا بدأت أتتلمذ على يديه على فنون الإلقاء واستفدت منه كثيرا من الأسس التي كنت أجهلها وتعين على البراعة في الإلقاء والإنشاد، ولكنني أهملت الاستمرار في تلقف هذه الأسس بعد أن تركت النادي وتخرجت في الصف الثالث ثانوي وانشغلت بدراستي الجامعية. وأشار إلى أن الأندية الصيفية ميدان لصيد الفوائد وصقل المواهب في بيئة رحبة وخصبة للتألق في شتى المجالات.
معلوم أن الأندية الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم المنتشرة في جميع مناطق ومدن المملكة متنفس مهم للطلاب المشاركين فيها، لتنوع برامجها رياضيا، ثقافيا، واجتماعيا، ويعدها الشباب المنضمون إليها الذين تراوح أعمارهم بين العاشرة و20 عاما، المتنفس الوحيد لهم في ظل تخصيص كثير من المهرجانات برامجها للعائلات فقط.
وعلى الرغم مما تقدمه الأندية الصيفية من فعاليات متنوعة إلا أن البعض من الشباب يكاد لا يعرف عنها شيئا إلا اسمها، معتقدين أنها لفئة من الشاب دون أخرى، وأن برامجها شبيهة بما يقدم على مقاعد الدراسة، وبحسب قولهم إنهم يفتقدون المعلومة الصحيحة عما تقدمه هذه الأندية، بينما يؤكد المسؤولون على الأندية الصيفية أنهم يبذلون جهودا كبيرة للتعريف بالأندية وبرامجها من خلال الإعلانات ووسائل الإعلام المختلفة، وأن مجمل برامجهم يغلب عليها الجانب الترويحي واكتساب المهارات المفيدة للشباب، لتعود بالنفع في تعزيز الأداء المهني والمهاري للطلاب داخل الأندية الصيفية.

#4#

#5#

#6#

أمام ذلك، تجولت "الاقتصادية" ميدانيا على عدد من الأندية الصيفية التابعة لتعليم الرياض، التي يقدر عددها بـ 57 نادياً موزعة على جميع أحياء العاصمة، بمشاركة نحو 25 ألف طالب، وحضرت بعض الفعاليات المقامة فيها، والتقت المشرفين والطلاب في هذه الأندية، وشاهدت تباينا واختلافا في برامج هذه الأندية، من حيث الكم والكيف وآلية التنفيذ.
ففي أحد الأندية التي تمت زيارتها وجدنا التنظيم من بوابة النادي، ما يدل على أن هناك فعاليات وتفاعل منقطع النظير وتجانس كبير بين أفراد هذا النادي من الطلاب والمشرفين، فكل مجموعة من الطلاب رغم كثرتهم يؤدون برنامجا خصص لهم، فمجموعة تمارس الرياضة بجميع أنواعها، وأخرى في برنامج ثقافي، ومجموعة في خشبة المسرح تعد الفقرات لحفلها، وطلاب ملتفون حول زميلهم حيث يقوم بتجربة علمية، وهكذا برامج متنوعة لجميع الأطياف تكسب المشتركين في النادي الفائدة والترويح عن النفس، وفي ناد آخر وجدنا الفارق، فالبرامج المقدمة تكاد تكون مملة للطلاب المشتركين في النادي رغم قلة عددهم، ضعف في الإعداد والتنفيذ، والنتيجة ضعف الفائدة التي يجنيها الطلاب من خلال اشتراكهم في هذا النادي.
ويتلخص مجمل مطالب الشباب المشاركين في هذه الأندية حول تمديد فترة إغلاق النادي إلى الساعة 12 ليلا بدلا من العاشرة، وتجهيز الملاعب، ومنح البرامج الرياضية وقتا أطول من بقية البرامج، وتجهيز مسابح في الأندية، والسماح لهم بالرحلات البرية، إلى جانب تقديم دورات مكثفة ومتخصصة في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.
من جهته، قال الدكتور محمد بن عبد العزيز السديري المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الرياض بالإنابة، إن الأندية الصيفية هي استمرار لبرامج وزارة التربية والتعليم في تثقيف وتوعية أبنائنا الطلاب، والمحافظة على أوقاتهم بما ينفعهم في سبيل الاستفادة من وقت الطالب بما يعود عليه بالنفع والفائدة أثناء تمتعه بالإجازة الصيفية.
ودعا السديري العاملين في الأندية الصيفية إلى العمل على تفعيل هذه البرامج وفق الرؤية الطموحة للوزارة، والهادفة إلى الاستثمار الأمثل للإجازة الصيفية، وتوفير كل ما من شـأنه الإسهام في تحقيق الفائدة المرجوة للطلاب، مشيداً بجهود العاملين في البرامج الصيفية من المعلمين الذين يبذلون جهودا جبارة في دعم هذه البرامج من خلال دورهم في إدارتها وتفعيلها، متمنيا لهم التوفيق في تحقيق رسالة العمل التربوي الرامية إلى شغل الأوقات بالمفيد والنافع.

#3#

#2#

وأضاف أن هذه البرامج تتطلب جهدا مضاعفا من القائمين عليها لتحقيق الفائدة المرجوة منها واستغلالها بالشكل المطلوب، بحيث تلبي احتياجات الطالب وتلبي رغباته.
من جانبه، أوضح
لـ "الاقتصادية" عبد اللطيف بن سليمان السريع مدير مكتب إشراف الأندية الصيفية في الرياض، أن وزارة التربية والتعليم تسعى لتقديم كل ما هو مفيد لطلابها المشاركين في الأندية الصيفية، وأن هناك زيارات يومية من قبل عدد من المشرفين من المركز لتقصي حاجات الأندية، ثم رفعها إلى المركز لمحاولة تجاوزها، وأن هناك تقارير ختامية في نهاية فعاليات الأندية سترفع لإدارة تعليم الرياض توضح جميع الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه الأندية، لدراستها من لجان متخصصة لتطوير فعاليات الأندية تعمل طوال العام".
وأبان السريع أن برامج الأندية الصيفية ترجع بالنفع في تعزيز الأداء المهني والمهاري للطلاب داخل الأندية الصيفية، ووزارة التربية والتعليم تولي برامج الأنشطة الصيفية كل الاهتمام، وما زيادة ميزانية الأندية إلا أكبر دليل على هذا الاهتمام والحرص، الذي توليه "التربية" للعاملين في هذه المناشط.
ورحب مدير مركز إشراف الأندية الصيفية في الرياض، بأي فكرة أو اقتراح لتطوير عمل الأندية يتقدم بها أي شخص من منسوبي الأندية أو من أولياء الأمور أو من الطلاب أنفسهم، معتبرا إياهم شركاء فاعلين في البرامج المقدمة في هذه الأندية، مشيرا إلى أن مركز الإشراف على الأندية يستقبل عديدا من أولياء الأمور الذين يبدون آراءهم وملاحظاتهم على سير الأندية، وأن هناك قبولا للبرامج المقدمة في هذه الأندية.
وحول الفئة التي تستقطبها الأندية الصيفية، ذكر السريع أن الأندية مفتوحة لجميع الطلبة في التعليم العام، تحت إشراف ومتابعة مباشرة من القيادات التربوية العليا، لخدمة أبنائنا الطلاب والمحافظة على أوقاتهم بما ينفعهم، ويعود عليهم بالفائدة أثناء تمتعهم بالإجازة الصيفية، وأن هذه البرامج تتطلب جهداً مضاعفاً من القائمين عليها لتحقيق الفائدة المرجوة منها واستغلالها بالشكل المطلوب، بما يعود بالنفع والفائدة على المشاركين فيها، بحيث تلبي احتياجات الطالب وتشبع رغباته.
على الصعيد ذاته، أكد عبد اللطيف الشايع رئيس لجنة مشرفي الأندية في مكتب الأندية الصيفية في الرياض، أن من أهم أعمال المشرفين الزائرين للأندية، البالغ عددهم نحو 30 مشرفا، مشاركة مديري الأندية في وضع الخطط والبرامج العامة والإشراف عليها وتوجيههم إلى المنهج الصحيح في إدارة الأندية، ونقل التعليمات والتوجيهات الجديدة بشكل سريع لهم، ومتابعة سير الخطة العامة للنادي، ومعالجة أي مشكلات أو عوائق قد تواجه سير العمل في النادي، وإعطاء دورات تدريبية لمديري الأندية وللطلاب في عديد من المجالات، حيث يتميز عدد من المشرفين بحصوله على دورات في التدريب ويحملون رخصا تدريبية من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
وأبان الشايع أن هناك تواصلا مباشرا بين المشرفين ومديري الأندية مع مركز الإشراف لحل أي مشكلة تواجه الأندية، وأن المشرفين يرفعون تقاريرهم بشكل يومي لمكتب الإشراف على الأندية عن سير النادي.
من جانبه، قال حمد الحميزي رئيس لجنة شؤون الأندية إنه حينما ترى الأندية الصيفية وما تحويه من أعداد الطلاب وانجذابهم إليها، تدرك أن برامجها قيمة، فالطالب بين دورات تدريبية، وبرامج إثرائية، وقاعات تعليمية وترفيهية، وغيرها من الأنشطة، فالطلاب في هذه النوادي حقا يخرجون بآثار سلوكية تربوية طيبة، فيكون الواحد منهم قد حقق معنى المواطن الصالح.
وعبر عديد من الشباب عن الفوائد الكثيرة التي جنوها من خلال انخراطهم ومشاركتهم في فعاليات الأندية. وقال ناصر الدوسري أحد الطلاب المشاركين في الأندية الصيفية من طلاب المرحلة الثانوية: إنني شاركت أكثر من مرة في الأندية الصيفية، إذ أضافت لي الكثير، واستفدت من الدورات التدريبية التي قدمها النادي في شتى المجالات.
ولفت الدوسري إلى أن العاملين في النادي من المشرفين ينتهجون أروع الأساليب التربوية لدفع الملل والسأم عن طريق الترفيه والتدريب.

الأكثر قراءة